سفير قطر لدى الصين: انفتاح الصين ودفاعها عن العولمة وحرية التجارة سبيل للازدهار العالمي

بكين 16 ديسمبر 2018 (شينخوا) قال سلطان بن سالمين المنصوري، سفير دولة قطر لدى الصين، إن التزام الصين بتعهداتها للعالم بمواصلة فتح أسواقها والدفاع عن نظام التجارة الحرة والعولمة الإنسانية، من شأنه أن يحقق الازدهار للعالم أجمع.

أدلى المنصوري بهذه التصريحات خلال مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا على هامش حفل استقبال أقيم مؤخرا في العاصمة الصينية بكين، بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر والذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقطر.

وأشار السفير إلى أن التطور الأهم على صعيد العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية تجسد في التعاون والتطبيق السلس لمذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك للحزام والطريق بين البلدين، قائلا إن قطر أنشأت هذا العام لجنة خاصة في وزارة الخارجية القطرية تعمل على تعزيز التنسيق والتعاون لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق.

يذكر أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي وقعت مذكرة تفاهم للبناء المشترك للحزام والطريق مع الصين، كما أنها أحد الأعضاء المؤسسين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وأعرب السفير عن تهنئته للصين بالنجاح الكبير والمهم الذي حققه معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي، مضيفا أن أهمية هذا المعرض تنبع من كونه حمل دليلاً عمليا هاما على التزام الصين بتعهداتها للعالم باتخاذ مزيد من الخطوات باتجاه الانفتاح وتقاسم ثمار التنمية مع العالم.

وقال المنصوري: "شهدنا خلال معرض الصين الدولي الأول للواردات زخما كبيرا وإقبالا من الشركات العالمية لتعزيز تواجدها في الصين، فالصين تفتح أبوابها للعالم، كما يجب على العالم أن يفتح أبوابه للصين من أجل تعزيز التبادلات والتعاونات"، مؤكدا أن قطر ستفتح دائما أبوابها للصين والعالم كله، حيث أن مشاركة قطر في المعرض هي دعم لهذه المبادرة ودعم لمناخات الأسواق المفتوحة والتفاعل معها.

وفي معرض حديثه عن العلاقات بين الصين وقطر، قال المنصوري: "نحتفل هذا العام بذكرى مرور 30 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين، حيث شهدت العلاقات خلالها تطورا لافتا شمل كافة المجالات، ووصلت العلاقات الى ذروتها الجديدة بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في نوفمبر 2014، ليدخل البلدان الصديقان بعدها مرحلة تعاون استراتيجي جديدة."

وأضاف المنصوري أنه منذ توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في عام 2014، تعزز التعاون الاقتصادي بينهما في كافة المجالات على نحو ملحوظ، وباتت الصين اليوم ثالث أكبر شريك تجاري لقطر، بحجم تبادل تجاري ثنائي في العام الماضي بلغ 10.6 مليار دولار أمريكي، بما يمثل حوالي 10.92 بالمائة من إجمالي حجم التجارة الخارجية لقطر.

وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مصلحة الجمارك الصينية ارتفاع حجم التجارة بين الصين وقطر بشكل ملموس خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري ليصل إلى 9.45 مليار دولار أمريكي، بزيادة 53 بالمائة على أساس سنوي.

وأكد المنصوري أهمية مساهمة الشركات الصينية في الاقتصاد القطري، مع وجود حوالي 181 شركة صينية قطرية مشتركة تعمل حاليا في مجالات التجارة والبناء وتكنولوجيا المعلومات والطاقة وقطاع الهندسة الاستشارية، إضافة إلى حوالي 14 شركة ذات ملكية صينية خالصة.

علاوة عن ذلك، فتحت الصين في عام 2017 ممرين بحريين جديدين من مينائي شانغهاي وقوانغتشو إلى ميناء حمد الدولي من أجل تعزيز التجارة بين البلدين. كما تزود دولة قطر الصين بحوالي 35 بالمائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال المستورد من الخارج، بالإضافة إلى ارتفاع الاستثمارات القطرية في الصين إلى 20 مليار دولار أمريكي.

وتابع المنصوري قائلا: "إلى جانب التطور الكبير في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياسة، ازدهرت العلاقات أيضا في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث وقع البلدان في سبتمبر 2017 اتفاقية مهمة للتعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا - الباسيفيك".

واحتضنت بكين يوم الأربعاء الماضي الاجتماع الأول لآلية الحوار الاستراتيجي بين حكومتي الصين وقطر الذي ترأسه وانغ يي عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، حيث أعلن البلدان أن اتفاق الإعفاء من تأشيرة الدخول بين الجانبين سيدخل حيز التنفيذ بدءا من 21 ديسمبر الجاري.

وأشار المنصوري إلى أن آلية الحوار الاستراتيجي معنية بإقامة حوار شامل بين البلدين يتناول كافة المجالات، موضحا أنها ستمثل منصة لدفع تنمية العلاقات بين البلدين في مرحلة قادمة.

وقال المنصوري إنه على مدار 30 عاما من عمر العلاقات بين البلدين، أثبتت الصين أنها شريك استراتيجي لقطر ولكل العرب، منوهاً بدورها الإيجابي الكبير في قطر ومساهمتها بدفع عجلة التنمية بخطوات كبيرة إلى الأمام، والتزامها بشكل كامل بتعهداتها في هذا الصدد، فضلا عن التقدير الكبير الذي تحظى به من قبل القيادة القطرية.

واختتم المنصوري حديثه قائلا: "نحن واثقون بأن مستقبلا واعدا ومزدهرا ينتظر العلاقات القطرية الصينية والعلاقات العربية الصينية".