الفلاحون الصينيون يتطلعون لتناول الطعام المغذي والصحي

2018-12-17 08:47:21|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 17 ديسمبر 2018 (شينخوانت) يقول مثل صيني: لا شيء أهم من الطعام. والغذاء هو أهم عنصر في حياة الناس، وتماشيا مع التطور المذهل للنمو الاقتصادي الصيني، لم تعد مشكلة الغذاء تزعج أغلبية الناس، وأصبحت كيفية تناول الطعام الأكثر صحة وتغذية أولوية قصوى لكل أسرة صينية. وفي السنوات الأخيرة، ظلت الحكومة الصينية تتخذ سلسلة من الإجراءات الفعالة لضمان سلامة الاغذية. وتوجد في بكين منظمة "الفلاحين الجدد" ويدعو أعضاؤها إلى الزراعة الخضراء وأسلوب الحياة الخضراء، حيث يزرعون الخضروات بدون استخدام المبيدات الحشرية ويطبخون الأطعمة بدون مواد حافظة وإضافات، ويبيعون منتجاتهم في الأسواق الشعبية كل نهاية أسبوع.

والسيد ليو شو، البالغ من العمر 35 عاما، كان موظفا إداريا في إحدى الشركات الأجنبية التمويل في قلب بكين. وقبل ثلاث سنوات، قام برحلة إلى إحدى القرى الواقعة في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوب غربي الصين. وتركت تلك الرحلة انطباعا عميقا لديه، حيث وجد أن أعمار الناس هناك طويلة لأنهم يتناولون الخضروات التي تزرع بالأسلوب الطبيعي. وبعد عودته إلى بكين، استقال من وظيفته بالشركة، واشترى بأمواله حقولا يبلغ إجمالي مساحاتها قرابة مائة هكتار، واستأجر بعض المزارعين المهرة ليبدأ عمله الجديد كفلاح.

ولكنه يواجه العديد من الصعوبات، مثل مشكلة الآفات الحشرية. وتنفيذا لسياسة تطوير الزراعة بالعلوم والتكنولوجيا، فقد أرسلت الحكومة عددا من خبراء الزراعة إلى مزرعته لمساعدته في تحسين جودة الآراضي ومكافحة الآفات الحشرية ورفع إنتاجه الزراعي بشكل علمي والوقاية من التأثيرات الجوية السلبية على المنتجات الزراعية. والآن تنمو خضرواته بشكل جيد بفضل عنايته الدقيقة وجهوده الدؤوبة، ويبيع خضرواته في الأسوق الشعبية كل أسبوع، ومع أن أسعار خضرواته مرتفعة نسبيا إلا أنها تلقى إقبالا واسعا من قبل المستهلكين.

والسيد تشاو شياو تشياو شاب وسيم تخرج من جامعة الزراعة قبل عامين. وبعد تخرجه من الجامعة، لم يبحث عن فرصة عمل بل قرر ممارسة ريادة الأعمال، حيث انضم إلى منظمة الفلاحين الجدد ببكين. ويرى أن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالسكر والدهون وعالية السعرات الحرارية يجعل الناس يعانون من العديد من الأمراض مثل مرض السكر وارتفاع نسبة الدهون في الدم. لذا، فإن الكثير من الناس يساورهم الأمل في معرفة ذلك الطعام المغذي والصحي الذي يدعى "يوه ماي" المنتج في مسقط رأسه منطقة منغوليا الداخلية. إن "يوه ماي" غذاء منخفض السكر وعالي البروتين، وهضمه بطيء نسبيا، لذلك يساعد على تخفيف الوزن. وبفضل السياسة التفضيلية التي طبقتها الحكومة الصينية لتشجيع الخريجين الجامعيين على ريادة الأعمال، والدعم التكنولوجي من منظمة الفلاحين الجدد، أسس السيد تشاو مصنعا صغيرا لإنتاج المكرونة المصنوعة من دقيق "يوه ماي" التي تعد واحدة من أكثر الأطعمة رواجا لدى المستهلكين في الأسواق. وقال للمراسل إنه يتمنى أن يبتعد المزيد من الناس عن الوجبات السريعة والأطعمة الضارة بالصحة، وأن يعودوا إلى حياة الطبيعة، ويدركوا الأسلوب الصحيح للتعامل مع الأرض والبيئة.

ولا تجذب منظمة الفلاحين الجدد مشاركة المحليين فحسب، بل تجذب أيضا مشاركة الأصدقاء الأجانب الذين يدعون إلى الحياة الخضراء. جون باري، طباخ هندي يشتغل في أحد الفنادق ذات خمسة نجوم ببكين. ومع مرور الوقت وهو في بكين، ازدادت معرفة باري وحبه لهذه المدينة، حيث كان مندهشا للتطور السريع في بكين، وفي الوقت نفسه لاحظ أن الناس الذين يعيشون في هذه المدينة مشغولون جدا كل يوم، حتى لا يجدون متسعا من الوقت للإفطار. وفي أوقات فراغه، يقوم باري بطبخ صلصة خبز الفطور التي تسمى بـ"زوجة الخبز" وكان قد تعلم أسلوب طبخها من والده، ويقدمها للناس المشغولين الذين يحتاجون إلى انهاء تناول الفطور في وقت قصير، وقال إن الفطور مهم جدا لصحة الجميع، لأنه يوفر للناس طاقة وحيوية من أجل العمل والدراسة خلال النهار. ودائما ما يرى أهالي بكين يتناولون وجبة الفطور وهم يستقلون المترو أو هم على متن الحافلات. ولذلك قرر توفير صلصة الخبز لهم وتُوجد عدة أنواع منها، مثل صلصة المشمش والإجاص وصلصة الجزر والتفاح وصلصة الفطر ولحم الدجاج وغيرها. وجدير بالذكر أن الصلصة التي يعدها بنفسه لا توجد بها مواد حافظة وإضافات، ويأمل في تزويد أصدقائه الصينيين بوجبة فطور سريعة ومغذية وتتحلى بخصائص هندية.

   1 2 3 4 5 >  

الصور

010020070790000000000000011100001376791921