مقالة خاصة: شركة أزياء أمريكية تعاني من الاضطراب الناجم عن فرض الرسوم الجمركية

2018-12-23 15:03:04|arabic.news.cn
Video PlayerClose

نيويورك 22 ديسمبر 2018(شينخوا) كما هو الحال مع كيفن تشيونغ، نائب رئيس شركة أزياء وملابس مقرها في نيويورك، تنفس الكثيرون في مجال صناعة الأزياء والملابس بالولايات المتحدة، الصعداء، بفضل الهدنة المؤقتة الناجمة عن التوافقات التي تم التوصل إليها بين رئيسي الولايات المتحدة والصين، على هامش قمة مجموعة العشرين مؤخرا.

ففي الأول من ديسمبر الحالي، وفي العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، اتفق الزعيمان على عدم فرض رسوم جمركية إضافية جديدة، وتعزيز التفاوض من أجل إزالة كافة الرسوم الإضافية، بما يعني أن الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة مؤخرا بـ10 في المائة على ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الصينية، لن تزداد إلى 25 بالمائة في الأول من يناير للعام المقبل 2019.

صعوبة التحول عن الصين

كان كيفن تشيونغ في باريس في 24 سبتمبر الماضي، عندما دخل حيز التنفيذ قرار واشنطن بفرض الرسوم الجمركية بـ10 بالمائة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار. ومن المواد المشمولة بالرسوم كانت حقائب اليد وحقائب الظهر وحقائب السفر والقبعات وقفازات البيسبول، وغيرها.

وردا على تلك الرسوم، قامت الصين بفرض رسوم أعلى على ما قيمته نحو 60 مليار دولار من السلع الأمريكية، بزيادة 5% على بعض المواد، و10% على مواد أخرى في المنتجات المستهدفة.

كان رد الفعل الأساسي لمدير الشركة الشاب هذا، هو إلغاء الاحتفال بعيد ميلاده، والاتصال بوسيط أعماله لمعرفة أي المواد ستؤثر على أعماله.

قال تشيونغ في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا، في مكتبه بوسط مانهاتن "لم تكن(القائمة) تشمل الملابس، لذلك، نحن في مأمن حتى الآن".

ووسط خلافات الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين بالعالم(الولايات المتحدة والصين)، تصاعدت مخاطر الكلفة، ولكنها باتت عالية جدا لأعمال عائلية مثل التي بدأها والدا تشيونغ وشركاء صينيون، قبل أكثر من 20 سنة.

وإلى جانب مساعيه لتخفيف الآثار على أعماله، بدأ تشيونغ توسيع قاعدة التجهيز لشركته، وقال في هذا الصدد "إن الأمر ليس سهلا أبدا أن نتحول عن الصين من جانبنا"، مضيفا "لدينا مجموعة كبيرة من الزبائن، ونعتمد فعلا على مستوى من الكفاءة توفره الصين لنا. ولهذا، لن يكون التحول سهلا".

وأكد على أنه لا يوجد بلد بالعالم لديه بنى تحتية مثل الصين، وهي تسهيلات تجعلها الأفضل لإنتاج الملابس، مشيرا أيضا إلى أن شركات الملابس يمكنها تنويع مصادرها في بلدان مثل فيتنام وبنغلاديش، ولكن "عندما يتعلق الأمر بالغزول والأنسجة المبتكرة، فلا بد من استيرادها من الصين".

ووفقا لما قاله تشيونغ، فالاقتصاد الأمريكي له سوق هائلة لسلع ذات مستويات معتدلة وفوق معتدلة.

وأشار إلى أن "الحقيقة الواضحة هي أن الصين تجد الطريقة لتحول فعلا الموديلات الإيطالية الأصلية(الغالية) إلى أشياء مقبولة تماما للمستهلك أو الزبون (الأمريكي) الذي بإمكانه شراء قمصان تيشيرت بأقل من عشرة دولارات إلى أقل من عشرين دولارا، وكنزات تتراوح أسعارها بين أقل من عشرين دولارا إلى أقل من 70 أو نحو 81 دولارا".

وأضاف "ولذلك، فالمصنعون، أمثالنا، ومثل المحلات في برودواي، والجادة السابعة، جميعهم يعتمدون على الصين... لأن الابتكار في الصين أسرع كثيرا، وأكثر استقرارا، وأفضل كثيرا مقارنة مع بلدان أخرى".

عوامل عدم يقين متواصلة

حاليا، هناك بعض الهدوء في قلق تشيونغ وزملائه في المهنة، فيما يتعلق بزيادة الرسوم الجمركية، ولكن عوامل عدم اليقين الناجمة عن الخلافات التجارية مازالت قائمة.

لقد تراجعت الصين والولايات المتحدة عن شفا مواجهة، وسعتا لإقامة شراكة عمل تخدم كلا البلدين والعالم، وفقا لما قاله روبرت كوين، وهو خبير بشئون الصين في صندوق كوين الذي يترأسه، لـ((شينخوا)) مؤخرا، خلال إشارته للقاء شي-ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيريس مؤخرا.

وأضاف "لا ينبغي لأحد أن يقلل من صعوبات العمل المقبل، والمتمثلة بالتعقيدات الهيكلية والتوقعات المختلفة التي تمضي لأبعد من العجز التجاري. ولكن مع التعهد الشخصي من كلا الرئيسين، ووضع كل منهما لمصداقيته الشخصية على العلن، يمكن للمرء أن يبرر الشعور بالتفاؤل، في هذا الوقت على الأقل".

قال محللون إن قابلية العلامات التجارية لشركات الأزياء والملابس ومحلات بيعها، للتكيف مع الرسوم الجمركية، قد تعقدت بسبب تعقد سلسلة تجهيز الملابس والمنسوجات، ومنها ما تحتاجه من دول متعددة.

قالت جولي هيوز، رئيسة رابطة صناعة الأزياء الأمريكية، في حديث مع ((شينخوا)) "يحتاج الأمر إلى ما بين سنتين إلى خمس على الأقل، لتحديد والموافقة على باعة جدد، لأننا مازلنا بعيدين عن الوقت الذي يمكن فيه إنتاج الملابس بأي مكان فيه عمال ومكائن".

وأضافت "في معظم الأحوال، لا يوجد مصادر بديلة لتجهيز الشركات بالولايات المتحدة"، واصفة الرسوم الجمركية بأنها "أبرز عامل لعدم الاستقرار، وخطورة التقلب" في الاقتصاد، بالنسبة لأعضاء رابطة صناعة الأزياء الأمريكية.

وقال تشيونغ "بالتأكيد إنها (الرسوم) مقلقة للجميع، ونتطلع إلى معالجة الأمور في حينها"، وأضاف أن تغيير مواقع المصانع وشركاء تجهيز الموارد من الصين، قد يسبب دمارا محتملا في سلسلة إمداد شركات الأزياء والملابس الأمريكية، إضافة إلى التأثير على وقت الشحن واستراتيجيات التجهيز.

إن الواردات الأمريكية من الصين تشكل الحصة الأكبر في سوق صناعة الأزياء الأمريكية، وهي 41 في المائة من إجمالي الملابس، و72 في المائة من إجمالي الأحذية و84 في المائة من إجمالي الإكسسوارات القادمة من الصين، وفقا لرابطة قطاع الملابس والأحذية بالولايات المتحدة، وهي الرابطة التجارية الوطنية التي تمثل أكثر من 1000 علامة تجارية في هذه المجالات.

أما حاويات الواردات في موانئ الواردات الأمريكية الرئيسية لتجار التجزئة، فقد حققت رقما قياسيا جديدا آخر في أكتوبر الماضي، ووصلت للمرة الأولى إلى مليوني حاوية في شهر واحد، حيث واصل باعة التجزئة جلب البضائع للبلاد، مستغلين الهدنة الحالية للزيادة المؤجلة في الرسوم على البضائع من الصين، وفقا لتقرير شهري من ((غلوبال بورت تراكر)) وهي هيئة معنية بمتابعة الحاويات بالموانئ، حيث نشر التقرير في 7 ديسمبر، من قبل الاتحاد الوطني لباعة التجزئة بالولايات المتحدة، والمؤسسة الاستشارية البارزة ((هاكيت اسوشيتس)).

الصور

010020070790000000000000011100001376933491