تقرير سنوي .. 2018 سنة قاتمة في اليمن تنتهي باتفاق يجدد الآمال بحل الأزمة

2018-12-28 17:25:51|arabic.news.cn
Video PlayerClose

صنعاء 28 ديسمبر 2018 (شينخوا) مثلت 2018 سنة قاتمة في حياة اليمنيين، حيث تصاعدت وتيرة العنف في البلاد، رافقها تهاوي العملة المحلية وانهيار الأوضاع الانسانية وتفشي الأوبئة، فيما حملت نهاية العام بصيص أمل بعودة طرفي النزاع الى المشاورات والتوصل الى نقاط اتفاق جوهرية لأول مرة منذ ما يقرب من أربع سنوات من الحرب.

أعمال العنف تستنزف اليمنيين

تواصلت أعمال العنف في أنحاء متفرقة من البلاد، واستنزفت حياة اليمنيين، حيث انضم المئات الى قائمة الضحايا، قتلى وجرحى أو معاقين.

ولم ترد احصائيات رسمية عن عدد الضحايا لهذا العام، لكن واستنادا الى مصادر محلية، فقد سقط العشرات من المدنيين جراء الاشتباكات والقصف والغارات الجوية والألغام الأرضية في أنحاء متفرقة من البلاد.

وقالت منظمة (أطباء بلا حدود) انها عالجت أكثر من 91 ألف جريح حرب خلال الفترة من مارس وحتى أكتوبر فيما عالجت 510 جرحى خلال النصف الأول من شهر نوفمبر الماضي.

الساحل على صفيح ساخن ومعارك في معقل الحوثيين

تصاعد القتال خلال العام 2018 بين القوات الحكومية والحوثيين خاصة في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي البلاد، وفي محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي في أقصى الشمال اليمني.

وفي يونيو الماضي، شنت القوات الحكومية عملية عسكرية تحت اسم "النصر الذهبي" بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية لاستعادة مدينة وميناء الحديدة غربي البلاد من قبضة مسلحي جماعة الحوثي المتحالفين مع ايران.

وتمكنت القوات الحكومية بدعم التحالف من تحقيق تقدم عسكري بعد معارك شرسة شاركت فيها قوات برية وبحرية وجوية، ووضعت الساحل على صفيح ساخن لأشهر.

ووصلت القوات الى أطراف مدينة الحديدة (عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته)، والى مقربة من ميناء الحديدة الاستراتيجي والذي يعد الشريان الرئيسي للامدادات الأساسية في اليمن.

وتحت ضغوط دولية، وقعت الحكومة والحوثيون على اتفاق في السويد التي انعقدت خلال الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر الجاري قضى بوقف اطلاق النار في الحديدة وانسحاب القوات من المدينة وموانئها (الحديدة- الصليف- رأس عيسى).

وأسندت الأمم المتحدة مهمة مراقبة الاتفاق الى فريق أممي بقيادة الجنرال باتريك كاميرت والذي يتواجد حاليا في الحديدة مع فريق مصغر، لمراقبة وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 18 ديسمبر، فيما يتوقع ان تبدأ مرحلة الانسحابات مطلع العام المقبل.

وفي صعدة، تصاعدت حدة القتال في مناطق عدة بالمحافظة والتي تمثل المعقل الرئيسي للحوثيين.

وتتركز المعارك المستمرة في مديريات الظاهر غربا، وباقم شمالا وفي كتاف شرقا، وحققت القوات الحكومية مدعومة من التحالف تقدما في تلك المديريات رغم تضاريسها الجبلية الوعرة.

ورأى خبير عسكري يمني، أن معارك الحديدة وصعدة شكلت ضغطا كبيرا على جماعة الحوثي.

وقال الخبير العسكري حامد أبو البدرين لوكالة أنباء ((شينخوا))، ان معركتي الحديدة وصعدة شكلتا ضغطا عسكريا كبيرا على الحوثيين، حيث كانتا الأبرز في المشهد العسكري خلال العام.

واوضح قائلا "احتلت معركة الحديدة أهمية استراتيجية عن باقي الجبهات كونها استهدفت قطع آخر المنافذ الخارجية للحوثيين، وكذا الميناء الرئيسي لمناطق سيطرة الحوثيين (ميناء الحديدة) ومصدرهم المالي الرئيسي".

وأضاف "معارك صعدة والتي تقدمت فيها القوات الحكومية مثلت تهديدا مباشرا للمعقل الرئيسي لزعيم الجماعة"،معتبرا أن الضغط العسكري خاصة في الحديدة كان سببا رئيسيا لدخول الحوثيين مشاورات السويد.

استئناف المشاورات يمنح اليمنيين الأمل

في فبراير الماضي، عينت الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا جديدا لليمن، ليكون الوسيط الأممي الثالث لحل النزاع في البلاد منذ العام 2011.

ونجح غريفيث في اعادة الأطراف اليمنية الى الطاولة، بعد توقف استمر لأكثر من عامين، حيث عقد جولة مشاورات يمنية في السويد خلال الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر الجاري، وتوصلت الى اتفاق ستوكهولم والذي نص على وقف العمليات العسكرية في الحديدة وتفاهمات حول مدينة تعز المحاصرة، وموافقة طرفي المشاورات على الافراج عن جميع الأسرى والمعتقلين.

ويتوقع أن تتواصل المشاورات اليمنية، حيث أعلن غريفيث عن نيته عقد جولة جديدة في يناير المقبل، لبحث العناصر الأساسية للحل السياسي للصراع.

وقال المبعوث الأممي في تصريحات صحفية، "إن عام 2018 كان مروعا بالنسبة لليمن، لكنه أيضا حمل في نهايته بعد المشاورات التي جرت في السويد، أملا بإمكانية أن يكون آخر سنوات الصراع اليمني".

واعتبر المحلل السياسي اليمني ابراهيم قعطبي، أن اليمنيين يأملون "توقف الحرب وانهاء الانقلاب واستعادة الدولة" في العام 2019.

وقال قعطبي لـ ((شينخوا)) ان الملف اليمني أصبح قضية رأي عام على المستوى الدولي وكذلك على المستوى المحلي في كثير من دول العالم، معتبرا ان التحركات الدولية نجحت في اعادة الأطراف اليمنية الى المشاورات.

وأضاف "الحوارات القادمة، ستعتمد على مدى تطبيق اتفاق السويد"، لكنه رأى أن "المشوار طويل ومعقد ولم يدخل النقاش في أي من الملفات الجوهرية".

انهيار العملة المحلية

مع استمرار النزاع والانسداد السياسي، تهاوت أسعار صرف العملة المحلية (الريال) الى مستوى قياسي لأول مرة منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وانهارت العملة المحلية بشكل غير مسبوق أمام جميع العملات الأجنبية، ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد الى عتبة الـ 800 ريال، وهو أعلى سعر صرف شهده الريال اليمني.

وخلال الشهرين الماضيين، تعافى الريال بشكل طفيف أمام العملات الأجنبية بفعل مساعدات وقروض خارجية واعتماد سياسات مالية من قبل الحكومة والبنك المركزي اليمني.

ويتداول الدولار الواحد حاليا في حدود 500 ريال، بعد أن كان قبل الحرب الدولار الواحد بـ 215 ريالا.

وقال الخبير الاقتصادي مصطفى نصر، ان الاقتصادي اليمني شهد خلال العام 2018 أعنف الأزمات الاقتصادية خاصة على صعيد انهيار الريال اليمني الذي بلغ حدا غير مسبوق حيث فقد ثلثي قيمته قبل أن يتحسن قليلا أو على صعيد الارتفاع الكبير في الأسعار الذي تجاوز أكثر من 100%.

واضاف نصر، وهو رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي، لـ ((شينخوا))، ان العام 2018 شهد احتجاجات جماهيرية في مناطق سيطرة الحكومة لأسباب اقتصادية عندما تراجع سعر الريال اليمني وارتفعت أسعار المشتقات النفطية ومعها أسعار السلع الأساسية متسببة في اقالة رئيس الحكومة أحمد بن دغر وتعيين معين عبدالملك رئيسا جديدا للحكومة.

صراع في مواجهة المجاعة والأوبئة

وفي خضم الصراع الدموي والوضع الاقتصادي المتهاوي ، يصارع السكان في هذا البلد الفقير من أجل الحصول على أدنى متطلبات الحياة، من مواد غذائية لسد جوعهم، ومستلزمات صحية لمواجهة الأوبئة التي تحيط بهم.

وصنفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وذلك مع انحدار أكثر من 8 ملايين يمني الى شفا المجاعة ، فيما يواجه نحو 22 مليون يمني (من أصل 25 مليون نسمة) الحاجة للمساعدات.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "الفقر ونقص الخدمات والانهيار الاقتصادي أدى إلى زيادة ضعف المجتمعات وأصبح الحفاظ على البقاء هو أهم هدف لهؤلاء السكان".

بموازاة ذلك، انتشرت أوبئة في مناطق عدة باليمن، منها الدفتيريا والكوليرا والحصبة وحمى الضنك.

وقالت الأمم المتحدة انها سجلت 400 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا (ثلثهم من الأطفال دون سن الخامسة)، و295 ألف حالة اشتباه اصابة بالوباء منذ مطلع العام 2018.

الصور

010020070790000000000000011100001377049251