تغيرات بارزة تطرأ على معالم مدينة بكين

2019-01-17 09:07:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 بكين 17 يناير 2019 (شينخوانت) تعني المعالم حرفيا علامات واضحة على سطح الأرض، وتتمثل وظيفتها الأساسية في تزويد الناس بالاحداثيات لتحديد المكان والاتجاه. وفي العصر الجديد وتماشيا مع تطور القطاع السياحي، فقد أصبحت المعالم مناظرَ سياحية مشهورة في العديد من الأماكن، وهي ليست مجرد مبانٍ حضرية فحسب، بل انها بطاقة ثقافية للمدن تمثل الروح الثقافية الحضرية.

وكانت بكين في يوم من الأيام عاصمة لأربع أسر ملكية في التاريخ، بل هي أيضا عاصمة لجمهورية الصين الشعبية، وهي واحدة من المدن العظيمة في العالم، حيث تتميز بناطحات السحاب المتلألئة والأزقة المشهورة، وتجمع بكين بين البنايات الحديثة والقديمة، وهي مدينة غنية بالتاريخ وتتميز بتأثيرها العالمي في مجال السياسة والأعمال والتعليم والاقتصاد والتاريخ والثقافة واللغة والعمارة والرياضة والأزياء والفنون الترفيهية والابتكار والتكنولوجيا. ومع تغير العصر والبيئة الثقافية والاجتماعية، شهدت معالم مدينة بكين خصائص متنوعة.

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، كان ميدان تيان آن مَن والقصر الامبراطوري والمعبد السماوي تسمى "معالم بكين الثلاثة" التي تمثل الثقافة الصينية التقليدية، ويقع ميدان تيان آن مَن الذي يعد ثاني أكبر ميدان في العالم بقلب بكين، ويحتوي على النصب التذكاري لأبطال الشعب وقاعة الشعب الكبرى والمتحف الوطني وضريح الزعيم الراحل ماو تسي تونغ الذي أعلن تأسيس جمهورية الصين الشعبية في الساحة في الأول من أكتوبر عام 1949. وان القصر الامبراطوري هو مثال للهندسة المعمارية الصينية التقليدية، وقد أثر على التطورات الثقافية والمعمارية في شرق آسيا. أما المعبد السماوي فهو عبارة عن مُجمع للمباني الدينية الإمبراطورية ويقع في الجزء الجنوبي الشرقي من وسط بكين، ويزوره أباطرة أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين لآداء مراسم الصلاة السنوية لتنعم الآله عليهم بالحصاد الوفير، وأصبح المعبد السماوي أحد مواقع التراث العالمي المعتمدة لدى اليونسكو في عام 1998.

ومن الثمانينات إلى التسعينات من القرن الماضي، مع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، أصبحت المباني التي تمزج الخصائص المعمارية الصينية مع الأجنبية معالمَ جديدة لمدينة بكين، بما فيها برج الإذاعة والتلفزيون المركزي الذي بُني عام 1982، وكان يعد الأعلى في بكين في ذلك الوقت، حيث يبلغ ارتفاع الهوائي المعلق عليه 400 متر، ويوجد في هذا البرج مطعم ومنصة مراقبة على ارتفاع 238 مترا، والتي يمكن منها رؤية مناظر خلابة للمدينة.

وفي بداية القرن الحادي والعشرين، ومع التنمية الاقتصادية المذهلة وارتفاع المكانة الدولية للصين، فإن المباني على طراز ما بعد الحداثة والتي تعكس قوة الصين الكاملة تمثل صورة بكين الدولية. وبعد نجاح استضافة بكين الدورةَ الـ29 للألعاب الأولمبية عام 2008، أصبح ملعب عش الطيور والمكعب المائي معلمين جديدين لبكين.

ويُعرف عش الطيور رسمياً باسم الملعب الوطني، وحصل على هذا اللقب لتشكيلة شبكته المبتكرة. وقد شكلت مكونات الهيكل الشبيهة بالأغصان والسقف على شكل الوعاء تحديات كبيرة للفنيين والعمال لجعل المبنى يقف على قدميه. ويقع مركز بكين للألعاب الرياضية المائية بجوار الملعب الوطني، ويُلقب باسم المكعب المائي. وبُني المركز إلى جانب الملعب في المنطقة الأولمبية الخضراء لمنافسات السباحة خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008. وعلى الرغم من اسمه فإن المبنى ليس مكعباً فعلياً، ولكنه صندوق مستطيل الشكل.

وفي الوقت الحاضر، أصبحت معالم بكين أكثر تعددية وشمولا. ويقع في منطقة "تشيان مَن" التي تعتبر قلب بكين، حي تجاري جديد يدعى "بي جينغ فانغ" ويعد المعلم الأكثر شعبية في عام 2018، حيث يجذب المئات من الزوار المحليين والأجانب كل يوم. وتتمتع المحلات بهذا الحي التجاري بالخصائص المعمارية الصينية والغربية، حيث بُنيت بالبلاط الأزرق التقليدي والزجاج الشفاف الحديث الشكل. ولا يمكن للزوار تجربة الثقافة التقليدية الصينية ومعرفة تاريخ تطور بكين وشراء المنتجات الثقافية الإبداعية فحسب، بل يمكنهم أيضا تناول وجبات في المطاعم الغربية الفاخرة على المستوى العالمي.

ومن خلال استعراض تغير معالم بكين، يمكن القول إنها بصفتها مدينة دولية كبرى، لم تتوقف مسيرتها على طريق الوراثة والتنمية والانفتاح والإبداع.

الصور

010020070790000000000000011100001377505401