مهرجانات المعابد خلال عيد الربيع- فرصة سانحة للتبادل الثقافي بين الصين والدول الأخرى

2019-02-11 10:29:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose


بكين 11 فبراير 2019 (شينخوانت) تقام مهرجانات المعابد (مياو هوي) دائما في الحدائق خلال أيام عيد الربيع التقليدي الصيني، حيث تعرض خلالها الفنون التقليدية مثل فن المشي على الطوالات الخشبية ورقصة الأسد ورقصة الطبل وغيرها من العروض الشعبية الأخرى. ويمكن للزوار تذوق الأطباق المشهورة اللذيذة مثل بط بكين المشوي والمأكولات الخفيفة الشهية مثل "تانغ هو لو" (فواكه الزعرور مع السكر) أثناء هذه المهرجانات. وتعتبر المهرجانات أيضا مكانا مفضلا للتسوق خاصة لشراء المنتجات اليدوية ذات المميزات الصينية مثل العُقد الحمراء والمراوح الورقية والنمور القماشية وغيرها.

ويرجع تاريخ مهرجانات المعابد في بكين إلى ما قبل سبعمائة سنة، حيث كان الصينيون القدماء يتضرعون للآلهة خلالها لينعموا بالسلام والأمن والبركة والسعادة والحصاد الوافر في السنة الجديدة. وتطورت مهرجانات المعابد تماشيا مع تغير العصر، والآن غالبا ما تقام مهرجانات المعابد في حدائق المدن وشوارع القرى، ويزداد عددها وتتنوع مضامينها سنة بعد أخرى، بما فيها المهرجانات التقليدية والشعبية والثقافية والرياضية.

ومع تعميق تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظهرت في السنوات الأخيرة مهرجانات المعابد ذات الميزات الغربية والحديثة في بكين، حيث دُمجت عناصرُ الثقافات الأجنبية في مهرجانات المعابد التقليدية، مما جعل المهرجانات أكثر تنوعا وعالمية. وتعتبر مهرجانات المعابد المُقامة في حديقة "تشاو يانغ" من أشهر المهرجانات ذات الخصائص الغربية، حيث استمرت فعاليتها 15 دورة متتالية، وجذبت الكثير من السياح لزيارتها، وتجاوز عدد زوارها 500 ألف شخص في العام الماضي.

وقبل حلول عيد الربيع للعام الحالي، زُينت حديقة "تشاو يانغ" بأكثر من عشرة آلاف فانوس أحمر وعُلقت لوحةٌ كبيرة على الباب الرسمي كُتبت عليها بمقاطع بارزة عبارة "مهرجانات المعابد الدولية ترحب بكم!" ورُسمت عليها أيضا صورة كبيرة رائعة شملت مباني عالمية مشهورة وشخصيات كرتونية أجنبية معروفة، لإبراز ميزاتها الدولية الواضحة.

وقال السيد قوه أحد منظمي المهرجانات إن مهرجانات المعابد في حديقة "تشاو يانغ" قد صارت على أشكال مهرجانات الدول الغربية حيث العربات المزينة والفرق الموسيقية الأجنبية التي تُدعى لتقديم العروض كل سنة، حيث تعرض الثقافات وفنون الشوارع في أوروبا ودول أخرى أمام الجمهور، مما يحظى بإقبال حار من قبل أهالي بكين والأجانب المقيمين فيها. وخلال عيد الربيع للعام الجاري، ستخصص الجهة المُنظِمة شارعا طويلا للعديد من المحلات التي تباع فيها المأكولات الأجنبية، وستدعو الطباخين الأجانب إلى المهرجانات لطهي الأطباق اللذيذة الشهيرة في أوطانهم، مثل الكباب العربي والسوشي الياباني والمخللات الكورية والمعكرونة الإيطالية وغيرها. وستخصص الجهة المُنظِمة محاضرات للأطفال والتلاميذ لتعريفهم بالثقافات الأجنبية والمعلومات الأساسية حول اللغة الانجليزية. وبالإضافة إلى عرض الثقافات الأجنبية، ستقام في المهرجانات منطقة خاصة لتجربة الثقافة الصينية التقليدية، حيث يمكن للأصدقاء الأجانب بمفردهم صُنع العُقد الصينية الحمراء والفوانيس الملونة وتعلُم كتابة أسمائهم باللغة الصينية باستخدام قلم الفرشاة.

وقال السيد تشن البالغ 39 عاما من العمر إن زيارة مهرجانات المعابد خلال عيد الربيع تحمل مغزى لا غنى عنه بالنسبة له، حيث تعيد له ذكرياته الجميلة وتجسد حبه العميق لمدينة بكين. وعندما كان صغيرا ظل والداه يحرصان على أخذه إلى مهرجانات المعابد لشراء المأكولات اللذيذة والملابس الجديدة، والآن يأخذ ولده إلى مهرجانات المعابد كل عام لمعرفة المعلومات والثقافات الأجنبية المتنوعة، وأضاف أن مهرجانات المعابد شهدت تطورا عصريا سريعا وتغيرات هائلة طرأت على الحياة.

وقالت السيدة جينيفر معلمة اللغة الانجليزية في إحدى المدارس الثانوية الدولية ببكين إنها قد زارت مهرجانات المعابد في حديقة "تشاو يانغ" خلال عيد الربيع لمدة خمس سنوات متتالية، وتعتقد أن مهرجانات المعابد لا تقدم للمحليين منصة طيبة لمعرفة الثقافات العالمية فحسب، بل تفتح نافذة للأجانب لتجربة الثقافة الصينية التقليدية العريقة والرائعة، وتؤدي دور جسر يربط بين الصين والدول الأخرى.

   1 2 3 4 >  

الصور

010020070790000000000000011101421378126201