مقابلة خاصة: محلل فلسطيني: ترامب يحاول تأسيس ناتو عربي تدعمه إسرائيل لمواجهة إيران

2019-02-15 19:52:50|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 15 فبراير 2019 (شينخوا) قال المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع، إن الولايات المتحدة الأمريكية دعت إلى مؤتمر وارسو "حول الأمن والسلام في الشرق الأوسط" من أجل التعامل مع الملف الإيراني، خاصة بعد أن فشلت إدارة الرئيس دونالد ترامب في دفع الأوروبيين نحو اتخاذ موقف جدي ضد إيران، عبر زيادة العقوبات والتصعيد.

وأضاف مطاوع لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن ترامب يحاول وضع صيغة أخرى للتعامل مع إيران هي تأسيس ناتو عربي تدعمه إسرائيل لمواجهة طهران.

وتوقع مطاوع أن تفشل فكرة إنشاء الناتو العربي، لا سيما أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لم ينجح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة والمنطقة العربية في تسويق هذه الفكرة.

ورأى أن أمريكا ستحاول خلال المؤتمر بلورة مجموعة من الإجراءات والخطوات لمواجهة نفوذ إيران، مثل تنسيق المواقف ضد الوجود الإيراني في سوريا، وحصار طهران اقتصاديا، والتوسع في مجال تبادل المعلومات بين الدول المشاركة في المؤتمر فيما يتعلق بإيران.

وأوضح مطاوع أن المؤتمر فرصة سيحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استغلالها بشكل كبير في الدعاية الانتخابية له، خاصة أن نتانياهو يرى أن العداء لإيران هو الطريق لبناء علاقات مع الدول العربية دون التطرق إلى حل القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن مؤتمر وارسو يخدم الحملة الانتخابية لنتانياهو، الذي من المتوقع ألا يكون رئيس الحكومة المقبلة إذا وجهت له اتهامات بالفساد خلال الأيام المقبلة.

وتابع أن إدارة ترامب تحاول تجميل المؤتمر بمحاولة طرح خطتها الخاصة بالقضية الفلسطينية في المؤتمر، وهذا أمر مرفوض، لأن ترامب خالف الشرعية الدولية، ويحاول فرض رؤية نتانياهو على الفلسطينيين، ويعتقد أن بإمكانه فرض حل سياسي للقضية الفلسطينية دون موافقة السلطة الفلسطينية عبر الاتفاق مع الدول العربية.

وقال مطاوع إن المؤتمر لن يحقق أى شئ للفلسطينيين، خاصة أن الدول العربية الرئيسة أعلنت مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، كما أن مقاطعة السلطة الفلسطينية للمؤتمر أفشلته، لأنه لا يمكن لأحد التحدث باسم الفلسطينيين في ظل غياب السلطة الفلسطينية.

وانتقد محاولات ترامب لقلب مبادرة السلام العربية، التي تشترط تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل قبل تطبيع العلاقات العربية - الإسرائيلية، حيث يريد ترامب إقامة علاقات بين العرب وإسرائيل أولا ثم ينظر في حل القضية الفلسطينية، ويراهن في تحقيق ذلك على عدة أمور منها التغيرات التي تمر بها المنطقة العربية إذ يعتقد الرئيس الأمريكي أنه يستطيع انتزاع مواقف مؤيدة لإسرائيل من الدول العربية.

واختتم مؤتمر وارسو أعماله أمس (الخميس)، بعد يومين من المناقشات حول الأمن والسلام في الشرق الأوسط.

وتسبب المؤتمر منذ إعلان الجانب الأمريكي عنه في يناير الماضي بتوترات جديدة، بدءا من الخلاف حول قائمة الضيوف والبلد المستهدف منه وموضوعاته.

واتهمت طهران، بولندا بتنظيم لقاء مناهض لها، ومن أجل حث وزراء خارجية أوروبا على المشاركة في المؤتمر، قررت واشنطن توسيع أجندته ليشمل قضايا عامة تتعلق بالأمن والسلام في المنطقة، وإيفاد وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس وجاريد كوشنير صهر الرئيس ترامب ومستشاره.

وفي نهاية الحدث، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى "فرض المزيد من العقوبات والضغوط على إيران" لمعالجة ما يسميه "تأثيرها المزعزع للاستقرار" في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن "الاستقرار والسلام في المنطقة لن يتحققا دون مواجهة إيران".

فيما حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في كلمة ألقاها خلال مؤتمر وارسو أمس، من الخطر الذي تمثله إيران وتنظيم داعش الإرهابي على منطقة الشرق الأوسط، قائلا إن "إيران تشكل أكبر تهديد في المنطقة".

واعتبرت وسائل الإعلام العالمية أن المؤتمر نجح في توسيع الفجوة بين الولايات المتحدة والأوروبيين حول إيران والشرق الأوسط وسياسات ترامب نفسها، كما أظهر "تصدعا" في حلم الولايات المتحدة بإنشاء (ناتو عربي) على غرار الحلف العسكري الغربي.

الصور

010020070790000000000000011100001378249801