تعليق: مزيد من العمل لتنفيذ اتفاق ستوكهولم من أجل إحلال السلام الشامل في اليمن

2019-02-20 18:12:49|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 20 فبراير 2019 (شينخوا) توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون يوم 17 فبراير إلى اتفاق مرحب به بشأن المرحلة الأولى من الانسحاب من مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر وفقا لاتفاق ستوكهولم.

وقال ما تشاو شيوي، المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في اليمن إن المجتمع الدولي "يولي أهمية كبيرة" لقضية اليمن، ولديه الكثير من التطلعات نحو استئناف السلام والاستقرار في اليمن، مضيفا أن اتفاق ستوكهولم "جلب الأمل في السلام للشعب اليمني".

ومن جانبه، ذكر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفثس أن هذا هو أول خطوة ملموسة باتجاه خفض التصعيد في الحرب الدائرة في هذا البلد.

على الرغم من أن هذه الخطوة تعد "تقدما كبيرا" على مسار تطبيق اتفاق ستوكهولم من جانب الطرفين المتحاربين، إلا أن الصعوبات العملية في تنفيذ الاتفاق لا يمكن التقليل من قدرها. ومازال ما يتوجب عمله كثيرا على مسار عودة السلام والاستقرار إلى اليمن.

فمنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 يعيش اليمن حربا نجم عن طول أمدها خسائر بشرية ومادية ضخمة، لم تلحق بالطرفين المتحاربين فقط، بل بالشعب اليمني والدولة العربية بأكملها.

كما تسببت بالطبع في فقدان الثقة بين الطرفين خاصة بعد فشل عدة جولات حوار تحت رعاية الأمم المتحدة، حتى تحقق أول اختراق بتوصلهما إلى تفاهمات بشأن بعض المسائل الخلافية في السويد.

ورغم التقدم المحرز على صعيد ملفي الحديدة والأسرى والمعتقلين، مقارنة بملفات أخرى مثل الإطار السياسي للحل، استمرت الخروقات للتفاهمات وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين.

لكن في المجمل، أظهر الطرفان التزامها بتطبيق الاتفاق رغم عدم الالتزام بالمواعيد النهائية. وتعمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار تحت رعاية الأمم المتحدة بشكل ملائم وتوصلت إلى توافق بشأن ترتيبات المرحلة الأولى يوم الأحد.

وبعد اتفاق الطرفين على إعادة الانتشار من مينائي صليف ورأس عيسى ثم من ميناء الحديدة كخطوة أولى، لا يجب التقليل من الصعوبات العملية في تنفيذ الاتفاق. فالقتال دائر في الحديدة والمناطق المحيطة بها، ولايزال لدى الطرفين خلافات بشأن قائمة الأسرى والمعتقلين ومهمة حفظ السلام.

وفي هذا الصدد، ينبغي البناء على الزخم الذي تحقق بتعزيز الثقة السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين وتشجيعهما على التنفيذ الفعال للاتفاق والتعامل مع خلافاتها عبر الحوار وزيادة التوافق.

وتشكل الجولة المقبلة من محادثات السلام تحت قيادة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفثس فرصة جيدة للبناء على ما تحقق. ومن شأن التجاوب الفعال من قبل الطرفين المعنيين مع دور ودعم إيجابيين من قبل المجتمع الدولي للأمم المتحدة كقناة رئيسية أن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح.

إن تحقيق تسوية شاملة ومتوازنة بات أمرا ملحا لطي صفحة الصراع الطويل وتخفيف الوضع الإنساني الأليم الذي يعانيه الشعب اليمني.

فبحسب أرقام الأمم المتحدة، هناك في اليمن حوالي 80 في المائة من السكان أي 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، ونحو 20 مليون شخص يحتاجون إلى الغذاء لتأمين احتياجاتهم الغذائية، منهم 10 ملايين علي شفا المجاعة.

فضلا عن ذلك، يفتقر ما يقرب من 20 مليون شخص إلى الرعاية الصحية المناسبة، وما يقرب من 18 مليون شخص إلى الماء النظيف أو الصرف الصحي الكافي. ويعاني أكثر من 3 ملايين شخص من سوء التغذية الحاد.

وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، دق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة مارك لوكوك جرس إنذار جديدا من نقص التمويل الإنساني، متوقعا أن تنفد الموارد المتاحة بحلول نهاية مارس.

إن الشعب اليمني ومعه المجتمع الدولي كله أمل في البناء على التقدم الأخير بمواصلة دفع الحكومة اليمنية والحوثيين إلى التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم ومواصلة الحوار وصولا إلى تسوية متوازنة للمسائل الخلافية تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف وتراعي مصلحة الشعب اليمني، من أجل عودة السلام والاستقرار والنظام الطبيعي إلى اليمن.

فالسلام لا يتحقق بين يوم وليلة ولا يرتفع عماده إلا فوق قاعدة قوية وصلبة، ستبنى فقط بإرادة سياسية قوية من قبل الحكومة اليمنية والحوثيين مع دعم دولي.

الصور

010020070790000000000000011100001378370271