تحليل إخباري: روحاني في بغداد في محاولة لتخفيف وطأة العقوبات على بلاده

2019-03-12 03:52:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 11 فبراير 2019 (شينخوا) وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تعيش بلاده على وقع عقوبات قاسية فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها، عقب إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 ، إلى العاصمة العراقية بغداد اليوم في محاولة لتخفيف وطأة العقوبات على إيران من جهة وتوجيه رسائل إلى أمريكا ودول المنطقة بأن إيران مازالت تحافظ على دورها المحوري في العراق.

ويرى المحللون السياسيون أن زيارة روحاني هي رسالة قوية إلى الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، بأن إيران مازالت تحتفظ بنفوذها القوي في الساحة العراقية رغم العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، إبراهيم العامري، لوكالة أنباء (شينخوا) إن " هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة لدى الساسة الإيرانيين خصوصا وأنها تأتي في ظل عقوبات اقتصادية قاسية فرضتها امريكا، الأمرالذي اثقل الاقتصاد الإيراني خصوصا بعد الانهيار الذي حصل في العملة الإيرانية".

وأضاف أن" إيران تجد في العراق ضالتها وتعده الرئة التي يمكن أن يتنفس من خلالها الاقتصاد الإيراني خصوصا في ظل النفوذ السياسي الكبير الذي تتمتع به طهران في الساحة العراقية.

وتابع العامري" أن زيارة روحاني في المقام الأول هي زيارة ذات طابع اقتصادي، يسعى من خلالها لتحقيق المزيد من النفوذ في السوق العراقية التي أضحت سوقا رائجة للبضائع الإيرانية وبالتالي استخدام هذا النفوذ لتخفيف أثر العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني".

وفي وقت سابق أكد ايرج مسجدي السفير الإيراني في العراق، أن"التبادل التجاري بين إيران والعراق وصل إلى 10 مليارات دولار، إضافة إلى تصدير الغاز والكهرباء، وهناك الملايين يترددون للتجارة والعلاج والدراسة، وهي حالة فريدة بين البلدين"، مضيفا أننا "نأمل بأن يصل التبادل التجاري بين البلدين في ظل الحكومة العراقية الجديدة، حكومة عبدالمهدي إلى 20 مليار دولار".

وأشار العامري إلى أن هذه الزيارة تحمل إلى جانب الطابع الاقتصادي، العديد من الرسائل التي تريد إيران إيصالها وخصوصا إلى الولايات المتحدة الأمريكية المنافس الأول لها في العراق، وهذه الرسالة مفادها أننا موجودون في العراق بكل قوة ولن نغادره بسهولة.

وكان الرئيس الإيراني قد أكد خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره العراقي برهم صالح في وقت سابق اليوم، على عمق العلاقات بين العراق وإيران وقال"عندما نكون في العراق فإننا نشعر بأننا في بلدنا الثاني فالعلاقات بين البلدين تمتد إلى الآف السنين وهي علاقات ثقافية ودينية واقتصادية ونحن نسعى لتعزيزها".

ومن جانبه رأى المحلل السياسي الدكتور ناظم علي عبدالله، خبير المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن "زيارة الرئيس الإيراني للعراق هذا اليوم تحمل رسالة قوية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بأن إيران ما زالت موجودة وبقوة في الساحة العراقية".

وأضاف أنه " فضلا عن الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية للزيارة فإنه لايمكن إبعادها عن دائرة الصراع بين أمريكا وإيران على النفوذ في العراق، بكل ما يملكه من مقومات اقتصادية وثروات نفطية هائلة وسوق تستوعب الكثير من الاستثمارات خصوصا وأن البلاد تمر بمرحلة إعادة إعمار للمدن والمؤسسات التي دمرتها الحرب مع تنظيم (داعش)".

واعتبر عبدالله، أن"هبوط طائرة روحاني في مطار بغداد الدولي في وضح النهار وتوجهه مباشرة إلى مدينة الكاظمية شمالي بغداد لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم، أحد الأئمة المقدسين لدى الشيعة يحمل الكثير من الدلالات والإيحاءات المباشرة بأنه زار العراق على رأس وفد رسمي وتوجه إلى مكان يحمل دلالات شعبية على عكس غريمه ترامب، الذي هبط بطائرته في قاعة عسكرية وتحت جنح الظلام، واضطر لإطفاء حتى المصابيح الداخلية للطائرة عند الهبوط، ولم يلتق بأي مسؤول عراقي وغادر على عجل في حين تستمر زيارة روحاني ثلاثة أيام ويلتقي كبار المسؤولين العراقيين والساسة ورجال الدين".

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن على العراق للحد من اعتماده على إيران وخاصة بعد حزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها، فإن إيران بدت أكثر إصرارا على البقاء في الساحة العراقية وأكثر تصميما على استغلال علاقاتها الجيدة مع الساسة العراقيين للتخفيف من حدة تلك العقوبات على اقتصادها وقد برزهذا التوجه خلال زيارة روحاني الحالية والتي تركز على المشاريع الاقتصادية والاستثمار في مختلف المجالات.

ورأى الدكتورعبد العزيز الجبوري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العراقية في بغداد، إن "العراق يتعرض لضغوط كبيرة لزيادة تجارته مع إيران في وقت تخضع الأخيرة لعقوبات أمريكية شديدة"، مبينا أن"مثل هذا الوضع يترك العراق عالقا بين المطرقة الأمريكية والسندانة الإيرانية، حيث لا يزال العراقيون في حاجة للدعم العسكري واللوجستي من واشنطن، كما أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن دعم طهران لهم في مختلف المجالات".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي سبق روحاني في الوصول إلى بغداد قد أكد في مؤتمرصحفي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم أول أمس السبت "أننا نعتز بوقوفنا بجانب العراق في الحرب ضد الإرهاب والانتصار عليه، وإيران والعراق يمثلان دعامتا أمن المنطقة ونحن سعداء لوجود تقارب في وجهات النظر فيما يتعلق بأمن المنطقة والتعاون مع كافة الدول فيها".

وأضاف" اتقدم بالشكر للعراق حكومة وشعبا لرفض العقوبات غير القانونية الجائرة ضد الشعب الإيراني ونحن سعداء جدا أن العلاقات بين البلدين واسعة وجيدة جدا ونتطلع لتطويرها خلال زيارة روحاني إلى العراق".

وأكد الجبوري أن"لدى إيران نفوذا واسعا على العديد من الكتل السياسية العراقية، الأمر الذي يجعل من الصعب على السياسيين العراقيين التخلي عن مطالب إيران"، مشددا على انه "من الضروري أن يحتفظ الساسة العراقيون بعلاقات مع إيران ولا يمكنهم إغضاب الإيرانيين الذين لديهم قدرة سياسية وعسكرية هائلة على تخريب العملية السياسية الهشة".

يذكر أن الرئيس الايراني حسن روحاني قد وصل بغداد صباح اليوم في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام والتقى برئيس الجمهورية برهم صالح، كما التقى برئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وتم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين الجانبين في مجالات النفط والتجارة والصحة والنقل لإنشاء سكك الحديد بين مدينة البصرة جنوبي العراق ومنفذ الشلامجة الحدودي مع ايران، ومذكرة لمنح تأشيرات الدخول والتسهيلات لرجال الأعمال والمستثمرين، كما سيلتقي في وقت لاحق رئيس البرلمان وشخصيات سياسية ودينية.

الصور

010020070790000000000000011100001378869921