تحقيق إخبارى: تضاؤل مؤشر الحلول السياسية لتحقيق السلام مع استمرار الصراع المدمر في اليمن

2019-03-18 05:12:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

عدن، اليمن 17 مارس 2019 (شينخوا) يستمر الصراع العسكري بين القوات الحكومية اليمنية ومسلحي جماعة الحوثي وسط تضاؤل مؤشر آفاق الحلول السياسية لتحقيق السلام الدائم في هذا البلد العربي الفقير.

ويعاني المواطنون اليمنيون من الصراع المدمر المتواصل للعام الرابع على التوالي والذي خلف الآلاف من القتلى والجرحى، بما في ذلك ما لا يقل عن 17700 مدني، حسبما ذكرت تقارير تابعة للأمم المتحدة.

وخلف القتال عواقب وخيمة، على كافة مناحي الحياة، وصنفت الامم المتحدة معاناة اليمن بانها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

ومع تضاؤل آفاق الحل رغم رعاية الأمم المتحدة لعدة جولات من مشاورات السلام بين الحكومة والحوثيين، فان حالة احباط وتشاؤم تواجه المواطن اليمني من الوضع القائم ومستقبل بلادهم.

وقال وائل الخليدي (29 عاما) المقيم في مدينة عدن، لوكالة أنباء (شينخوا)، "ليس لدى الأحزاب السياسية اليمنية خيار سوى الجلوس والعمل من أجل إنهاء معاناتنا التي دامت سنوات من خلال الحلول السلمية".

وأضاف إنه يعاني من ويلات الصراع، مثله مثل آلاف اليمنيين الآخرين، لافتا إلى أنه فقد وظيفته لدى شركة خاصة نتيجة للحرب المستمرة التي أصابت اقتصاد البلاد بالشلل الشديد.

وأشار الخليدي إلى أن الحرب عقدت حياة أسرته ودفعته إلى العمل كسائق سيارة أجرة لإطعام أطفاله الأربعة.

وواصل قائلا "إنا مثل الكثير من الأشخاص الآخرين الذين ما زالوا يعانون بسبب عواقب الصراع المستمر الذي ما زال يسرق سعادة العديد من الأسر كل يوم".

ولفت إلى أنه "لا أمل في العودة إلى عملي السابق مع الشركة الخاصة، لأنها ما تزال مغلقة بسبب الوضع السيئ والذي يتجه نحو مزيد من التصعيد والانهيار".

وتقود المملكة العربية السعودية تحالفًا عسكريًا عربيًا تدخل في اليمن في مارس العام 2015 لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليًا بعد أن أجبره الحوثيون على المنفى واستولوا على جزء كبير من شمال البلاد.

كان يُعتقد أن التدخل العسكري في اليمن قد يستمر لعدة أشهر، لكن معظم الشعب اليمني يقول إن الأمر استغرق وقتًا أطول وأدى إلى تفاقم العنف في جميع أنحاء البلاد.

ويقول المواطن عوض عبد الله، إن الوضع الإنساني في اليمن وصل إلى مستويات كارثية لأن الفترة الطويلة من التدخل العسكري زادت من حدة الصراع وساعدت في مضاعفة الأزمة القائمة بالفعل في البلاد.

واضاف عوض الذي يملك سوبر ماركت في عدن "الفترة الطويلة للتدخل العسكري لم تفيد الناس العاديين لكنها ساعدت في زيادة الأزمة التي كانت موجودة بالفعل في اليمن".

وتابع قائلا "اليمنيون أيدوا التدخل خلال أيامه الأولى لكنهم يريدون الآن نهاية فورية لتلك الحملة العسكرية لأنها جعلت الوضع أسوأ مما كان عليه من قبل".

وأشار عوض إلى أن "المزيد من العمل العسكري ليس حلاً مناسبًا للأزمة".

يمنيون آخرون، بمن فيهم "فهد محمد"، لا يرون بصيصًا من الأمل لمستقبل سلمي أو يقترب من نهاية القتال الدائر منذ سنوات في اليمن لكنهم يتوقعون المزيد من الانقسامات السياسية والسنوات الدموية.

وقال محمد "لا أحد يهتم بإيجاد حل لأزمة اليمن والتي تقترب من ان تصبح حربًا منسية قد تستمر لسنوات أخرى".

وأضاف "جميع الدول المجاورة تريد محاصرة جماعات الميليشيات واحتواء القتال داخل اليمن لكن لا تفضل إنهاء تلك الجماعات بشكل دائم".

وأدى القتال المستمر بين القوات الحكومية اليمنية مدعومة من التحالف العربي من جهة ومسلحي جماعة الحوثي المتحالفين مع ايران من جهة اخرى، إلى سقوط أكثر الدول العربية فقراً في الشرق الأوسط في المزيد من الفوضى والعنف.

ويحتاج ثلاثة أرباع السكان، أو أكثر من 22 مليون شخص ، بشكل عاجل إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية ، بما في ذلك 8.4 مليون شخص يكافحون للعثور على الوجبة التالية.

الصور

010020070790000000000000011101421379027851