تحقيق: "أرض الماء" .. قرى عراقية حدودية مع إيران صامدة في مواجهة السيول رغم المعاناة

2019-04-03 20:52:49|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بعقوبة، العراق 3 أبريل 2019 (شينخوا) رغم ما تعانيه القرى العراقية الحدودية مع إيران منذ عقود طويلة من كوارث لا تنتهي جراء السيول، لا يفكر المزارع الخمسيني عرفان عزيز، في مغادرة أراضيه بشرقي محافظة ديالى شرق العراق ويتمسك بالبقاء في "أرض الماء".

وتنتشر بشرق ديالى على الحدود مع إيران عشرات القرى الفقيرة، التي يمتهن غالبية سكانها الزراعة وتربية الماشية والأغنام كمصدر أساسي للرزق.

وتعد هذه القرى هي أولى المناطق المتضررة بالسيول، التي تجتاح محافظات العراق بسبب الأمطار الغزيرة وموجات السيول القادمة من بعض دول الجوار.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس الثلاثاء حالة التأهب القصوى في خمس محافظات، هي ديالى وصلاح الدين وكركوك وواسط وميسان بسبب السيول.

وأعلنت السلطات المحلية في محافظة ديالى الأحد الماضي إغلاق أحد المعابر الحدودية مع إيران بعد إبلاغها من قبل طهران بتوجه سيول جارفة نحو المعبر والمناطق المحيطة به.

وضرت موجة فيضانية هي الأكبر من ناحية حجمها، مناطق شرق ديالى خلال الـ24 ساعة الماضية، لكنها لم تؤد إلى أية أضرار، بحسب المتحدث باسم لجنة الأزمة الحكومية في ديالى علي الحجية.

وقال الحجية إن "الوضع كان سيصبح مأساويا لولا حلول خلية الأزمة المبكرة في تأمين مسارات تصريف الموجات الفيضانية القادمة من الحدود العراقية-الإيرانية"، داعيا أهالي القرى الحدودية إلى ضرورة الالتزام الحرفي بإرشادات خلية الأزمة الوقائية.

ورغم هذه المخاطر يتمسك سكان القرى الحدودية مع إيران على غرار عزيز بالبقاء فيها ويسمونها "أرض الماء".

ويقول عزيز، وهو مزارع من سكان قرية قريبة من وادي ترلساق الحدودي مع إيران ضمن حدود بلدة قزانية الواقعة على بعد (100 كم) شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى "ولدنا مع السيول والفيضانات".

ويضيف الرجل الذي بلغ الخمسين من عمره، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "لا يكاد يمر موسم دون أن يتضرر منزله من السيول، أحيانا تغمره المياه وأخرى تمر بجانبه".

ويرفض عزيز رغم الخطر مغادرة قريته ويتمسك بالبقاء فيها "إلى آخر المطاف لأنها بمثابة الروح بالنسبة له"، حسب ما يقول.

ولا يبالي عزيز بمخاطر السيول، قائلا "أصبحنا على خبرة واسعة واحترافية في مواجهتها".

وفي المواسم الماضية تعرضت القرى الحدودية شرقي ديالى إلى غرق العديد منها جراء السيول، ما تسبب في أضرار جسيمة بالمحاصيل والثروة الحيوانية، بجانب انهيار منازل سكنية أغلبها مبني من الطين.

ويقول المزارع العراقي جليل حسن إن" السيول تسببت بهلاك شامل لمحاصلينا وثروتنا من الأغنام والماشية وأضرار لا تحصى للمنازل، لكننا متمسكين بالبقاء في أرضنا رغم المخاطر".

ويملك حسن قطيعا من الأغنام في قرى دحلة الحدودية الواقعة على بعد (110كم) شرق بعقوبة.

وبحسب حسن، تأقلمت القرى الحدودية منذ عقود طويلة مع السيول والفيضانات، وهي بارعة في مواجهتها.

ويقول ل(شينخوا) إنه "رغم قساوة الحياة في القرى الحدودية، لكن مغادرتها أمرا ليس سهلا".

ويضيف "نسمي أراضينا بأرض الماء لأنها المصد الأول لكل قطرة مياه تتدفق من الحدود العراقية-الإيرانية".

وتيمنا واعتزازا بالأمطار، التي تسقط بغزارة على قريته كل عام، أطلق العراقي سجاد اللامي، وهو سائق سيارة أجرة من سكان القرى الحدودية على ابنه اسم "مطر".

ويقول اللامي "لدينا عشق لاينتهي لقرانا يدفعنا للصمود والبقاء، خاصة وأن قرانا هي أرض الماء"، رغم أن الأمطار والسيول، بحسبه "تدفع أسرته في بعض الأحيان إلى التزام المنزل أياما".

ويرغب اللامي في وجود خطة لاستغلال مياه السيول.

ويقول في هذا السياق إنه "في الصيف تتحول القرى إلى أرض جفاف ويشرب أغلبها مياه الابار، إضافة إلى الري بسبب عدم وجود استغلال لتخزين مياه السيول، التي يمكن أن تحول المناطق والقرى الحدودية شرق ديالى بالكامل إلى واحة خضراء".

ويدعو عضو مجلس ناحية مندلي حيدر ستار، إلى ضرورة اعتماد مشروع استراتيجي في حماية القرى الحدودية ضمن حدود ديالى من السيول عبر إنشاء سد عملاق في الوديان لاستغلال المياه.

وتقع مندلي ضمن حدود ديالى على بعد (90 كم) شرق مدينة بعقوبة.

ويقول ستار إن "أهالي القرى الحدودية يعيشون وضعا استثنائيا منذ عقود، لكنهم متمسكون جدا بمناطقهم رغم أن حياتهم صعبة، خاصة في موسم تدفق السيول لأن أراضيهم تتحول إلى أرض للماء بسبب حجم الأمطار والفيضانات الموسمية".

ويشاطره الرأي مازن أكرم مدير ناحية قزانية، أعلى مسؤول إداري في البلدة.

ويقول أكرم إن "القرى الحدودية تكيفت مع وضع السيول والفيضانات منذ سنين طويلة وتعرف كيف تتعامل معها في أقسى الأوقات".

وتجد نداءات دائمة لإخلاء هذه القرى القريبة من السيول تجاوبا محدودا، إذ يضع بعض سكانها مصيرهم بيد القدر، فيما يقوم اخرون بإخلاء النساء والأطفال وكبار السن بشكل مؤقت، بحسب أكرم.

الصور

010020070790000000000000011101421379472021