مقالة خاصة: كيف تعزز المدارس المهنية المهارات لشركاء الحزام والطريق

2019-05-04 16:37:40|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 4 مايو 2019 (شينخوا) "الآن يتحرك القطار إلى الأمام"، هكذا قالت أرثيتايا سابوكم، 20 عاما، التي كانت تنظر باهتمام إلى شاشة تحاكي نافذة في قاطرة قطار فائق السرعة، بينما كان زملائها يشغلون نظام التحكم على لوحة.

وتقع منصة، ترعاها الصين، للتدريب على جهاز محاكاة للقيادة، يأسر أنظار الطلاب والزوار، في الطابق الثاني من ورشة عمل لوبان في تايلاند.

ويوفر المشروع، الذي سُمي على اسم لو بان، وهو نجار صيني أسطوري من القرن الرابع قبل الميلاد وأطلقته مدينة تيانجين الصينية، أحدث التدريبات التقنية والمهنية لخدمة مختلف جوانب مبادرة الحزام والطريق.

-- تشجيع المواهب

وقالت أرثيتايا، التي كانت ضمن برنامج تدريبي قصير الأجل مع زملائها من كلية كو خا الصناعية والتعليمية المجتمعية في تايلاند إن "الدراسة هنا جيدة. يمكننا أن نفهم بسهولة كيف يتم تشكيل نظام القطار وكيفية عمل القطارات".

وهي واحدة من أكثر من 2000 طالب تلقوا تدريبات في ورشة العمل بعد إنشائها في مارس 2016 في تايلاند. في الطابق الثاني من ورشة العمل، يوجد مركز كلية تيانجين التقنية والمهنية للسكك الحديدية، وهو أول مركز تقني صيني في الخارج للتدريب على السكك الحديدية عالية السرعة. وهو مجهز بمعدات التدريس الحديثة ومرافق التعليم عن بعد للتعلم عن بعد.

ونظرا لعدم وجود قطار فائق السرعة في تايلاند، يتم توفير جميع المواد التعليمية والمعدات في المركز من الجانب الصيني.

في السنوات الثلاثة الماضية، ساعدت ورشة العمل الطلبة التايلانديين على تعلم موضوعات بدءا من تطوير سيارات الطاقة الجديدة وإنترنت الأشياء إلى القطارات عالية السرعة. كما تقدم مدينة تيانجين أيضا منحا دراسية من خلال ورشة العمل للدراسة في الصين.

وقال لف جينغ تشوان، نائب مدير لجنة التعليم لمدينة تيانجين، إنه من "أجل تعزيز بناء الحزام والطريق، توفر ورشة عمل لو بان التعليم الأكاديمي والتدريب على المهارات للشركاء في البلدان الأخرى. وهذا هو جسر يربط التعليم المهني في الصين مع نظيره في العالم".

ويبدي جارون يوبروم، مدير المدرسة المهنية التايلاندية، فخره بورشة العمل، قائلا إن الدورات التدريبية المقدمة هنا يمكن أن تعزز المواهب للتطوير المستقبلي لنظام السكك الحديدية عالية السرعة في تايلاند.

وقال جارون "إننا الوحيدون في تايلاند وأعتقد أننا يجب أن نكون مثالا جيدا للتعاون بين تايلاند والصين في مجال التعليم وتنفيذ مبادرة الحزام والطريق في تايلاند".

ويُعتبر كل من أرثيتايا وجارون من أولئك الذين يبنون الدعم للتعاون بين الصين وتايلاند ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، والذي حقق نتائج ملموسة من خلال التعاون متبادل المنفعة.

وصرح رئيس الوزراء التايلاندي، برايوت تشان أوتشا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، قبل حضور الدورة الثانية من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، الذي عُقد في بكين، بأن الحكومة التايلاندية ملتزمة بالتقدم المحرز في مشروع خط السكة الحديدية فائق السرعة بين تايلاند والصين وتأمل في أن يتم إنجازه بأقرب وقت ممكن.

وأفاد رئيس الوزراء "كما يقول المثل الصيني 'الاتحاد يجعل كل شيء ناجحا'، ونحن سعداء بأن المشروع حقق تقدما جيدا، واغتنمنا الفرصة لمعرفة المزيد عن السكك الحديدية فائقة السرعة والتكنولوجيا ذات الصلة".

-- توثيق العلاقات

ومنذ عام 2016، أُنشئت ثماني ورش عمل لوبان في آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقد دربت أكثر من 4000 شخص في 17 تخصصا تشمل الميكانيكا والطاقة الجديدة والسيارات والاتصالات وتقديم الأطعمة وغيرها.

والبرنامج ليس مجرد مزود تعليمي أحادي الجانب، ولكنه يتضمن تبادلات ثنائية الاتجاه تساعد على تعزيز العلاقات والروابط الثقافية بين الصين والدول الأخرى.

قبل عامين، أقامت مدرسة تيانجين للتجارة، برعاية شركة مجموعة تيانجين للأغذية المحدودة، ورشة عمل في كلية تشيتشيستر البريطانية ونجحت في دمج معاييرها للتدريب المهني ضمن إطار التأهيل المهني الوطني لبريطانيا.

وفي وقت سابق من هذا العام، وضع طلاب من ورشة العمل مهاراتهم الطبخية على المحك عند قيامهم بخدمة تقديم الأطعمة لرئيسة الوزراء البريطانية وضيوفها.

كان آخر يوم في شهر يناير. في المبنى رقم 10 في داوننغ ستريت في لندن، استضافت رئيسة الوزراء تيريزا ماي حفل استقبال بمناسبة السنة الصينية الجديدة.

وأثارت فطائر الخضار المطهوة على البخار والبطة المقرمشة وثمانية أنواع من المقبلات وأطباق ذات جودة ممتازة إعجاب حوالي 150 ضيفا قاموا بتذوق الأطباق الصينية الشهية.

وتعتبر الفرص نادرة بالنسبة للطلاب الذين يتلقون دورة تدريبية في فنون الطهي الصينية في كلية كراولي التابعة لمجموعة تشيتشيستر كوليدج لممارسة ما تعلموه على أعلى مستوى، وقد اجتازوا التحدي بنجاح باهر بمساعدة من معلمي طهي صينيين من تيانجين.

وقال وو تشنغ شي، الذي يدرس مهارات الطهي في الكلية في تيانجين ومثّل الطهاة الصينيين في حفل الاستقبال، إن "العديد من الضيوف الصينيين في الحدث (الذي أقيم في 10 داوننغ ستريت) قالوا إنهم لم يتناولوا مثل هذه الأطباق الأصيلة منذ سنوات".

وتم تحديد مجموعة تشيتشيستر كوليدج، أكبر مزود للتعليم المتواصل بجنوب شرق إنكلترا، كشريك للدورات التدريبية لورشة عمل لوبان البريطانية. واجتذب النجاح المزيد من النوايا للتعاون من قطاعي الأعمال والتعليم المهني في بريطانيا.

وقال رئيس الطهاة الشهير تشنغ خه هوانغ إن "مستقبل المطبخ الصيني في المملكة المتحدة أصبح أكثر إشراقا بمجمله".

ويعزز برنامج ورشة العمل، عبر التشديد على ركائز مبادرة الحزام والطريق، الترابط والتبادلات الشعبية في مجالات التعليم والأعمال والثقافة.

وتعهدت السلطات الصينية بتعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق من خلال إقامة المزيد من ورش عمل لوبان، بما في ذلك 10 برامج لتوفير التدريب المهني للشباب الأفارقة. وتم إطلاق أول واحدة في أفريقيا في جيبوتي في مارس، بهدف تعزيز التنمية الشاملة في البلاد من خلال تدريب شبابها.

وتشير مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، بهدف بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وما وراءها.

وفي أقل من 6 سنوات، انضمت 127 دولة و29 منظمة دولية إلى المبادرة، والتي من خلالها قامت الصين باستثمارات تزيد على 90 مليار دولار أمريكي.

في الأسبوع الماضي، جمعت الدورة الثانية من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي حوالي 6000 مشارك من 150 دولة و92 منظمة دولية، من بينهم رؤساء دول وحكومات، لمدة 3 أيام في بكين.

وقال كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي، خلال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي إن المنتدى يمكن أن يكون "لبنة أساسية ونموذجا يُحتذى به" لنمط متقدم من التعاون العالمي يجب أن يكون أكثر استدامة وشمولا وتعاونا.

وأضاف شواب أن مبادرة الحزام والطريق "تنمو الآن لتصبح مبادرة ناضجة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر".

الصور

010020070790000000000000011100001380334311