تقرير إخباري: وسط التوتر الأمريكي الإيراني...ترامب يتبني موقفا غامضا وخلافه مع الاتحاد الأوروبي مازال قائما

بكين 18 مايو 2019 (شينخوا) أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هنا يوم الجمعة محادثات مع عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي لبحث "قضايا إقليمية ودولية" تهم البلدين. وتأتي زيارة ظريف لبكين بعد زيارته تركمانستان والهند واليابان في الاسبوع الفائت.

أثناء المحادثات، أكد وانغ أن الصين تأمل في العمل مع الجانب الإيراني للقضاء على عوامل الاضطراب المعقدة التي تواجه الاتفاق النووي الإيراني وبذل الجهود التي تستهدف تنفيذ الاتفاق كاملا. ومن جانبه، أشاد ظريف بدور الصين المهم في الدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني، وتعهد بتعزيز التنسيق الثنائي والتعددي في سبيل حماية التعددية والمصالح المشتركة للبلدين.

جاءت زيارة ظريف وتصريحات وانغ وسط تصاعد حدة التوترات بين واشنطن وطهران، إذ إنه عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضها للعقوبات على إيران في العام الماضي، واصلت إدارة ترامب تكثيف ضغوطها على إيران عبر مجموعة من العقوبات والتصنيفات التي قوبلت بمعارضة وانتقاد شديدين من طهران.

ففي الـ8 من إبريل، صنفت واشنطن الحرس الثوري الإيراني منظمة "إرهابية"، وبعد يوم واحد من ذلك، قرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اعتبار القيادة المركزية الأمريكية والقوات التابعة لها في غرب آسيا "جماعة إرهابية". وفي الـ22 من إبريل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر ألا يعيد إصدار إعفاءات من العقوبات تسمح للمستوردين الرئيسيين بمواصلة شراء النفط الإيراني حينما تنقضي مدة الإعفاءات في أوائل مايو.

وفي مايو الجاري، أعلن البيت الأبيض أيضا أن الولايات المتحدة بصدد فرض عقوبات على قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس بإيران. ووسط هذه السلسلة من العقوبات الأمريكية، أخذت واشنطن تعزز من وجودها العسكري في منطقة الخليج، وهو ما أثار القلق والمخاوف من تفاقم الوضع بين الولايات المتحدة وإيران بل والإقليم بأكمله.

وأمام الإجراءات الأمريكية القاسية، جاء موقف الدول الأوروبية من المسألة الإيرانية مخالفا للنهج الأمريكي رغم كونها من حلفاء الولايات المتحدة. ففي الـ13 من مايو الجاري، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعها مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بروكسل، إن الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد عبروا عن أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي تصعيد على المستوى العسكري مع إيران، مضيفة أن "الاتحاد الأوروبي يدعم بالكامل الاتفاق النووي مع إيران، ويريد من القوى التنافسية تجنب أي تصعيد إضافي بشأن هذه القضية".

وفضلا عن موغيريني، التقى بومبيو في نفس اليوم أيضا نظرائه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، حيث عبر الوزراء الثلاثة عن قلقهم إزاء تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، داعين إلى تهدئة الوضع.

وفي الوقت الذي لا يؤيد فيه الاتحاد الأوروبي قرار الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات النفطية والمالية على إيران، خفت على ما يبدو حدة موقف الرئيس ترامب في الأيام الأخيرة، حيث عبر ترامب عن أمله في تفادي التوتر وتجنب الحرب مع إيران خلال اجتماعه مع رئيس الاتحاد السويسري أولي مورير بالبيت الأبيض في 16 مايو الجاري. كما أعرب ترامب عن امتنانه لدور سويسرا في تسهيل أمور الوساطة الدولية والعلاقات الدبلوماسية باعتبارها ممثلا لمصالح الولايات المتحدة في إيران منذ عام 1980 عندما قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها ترامب عن أمله في ألا تتجه بلاده إلى حرب مع إيران. فقد كتب يوم 15 مايو الجاري تغريدة على صفحته الرسمية على موقع ((تويتر)) يعبر فيها عن نيته التفاوض مع إيران حيث قال "أنا على ثقة بأن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات". كما ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) بعد يوم واحد من التغريدة أن ترامب نقل رسالة إلى مساعديه مفادها أنه لا يريد أن تتحول حملة الضغط الأمريكية المكثفة على إيران إلى صراع مفتوح.

ومن جانبها، اتهمت إيران يوم 16 مايو الجاري الولايات المتحدة بممارسة تصعيد "غير مقبول" للتوترات، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إن طهران تتصرف "بأقصى درجات ضبط النفس" رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى، مستبعدا حوارا مع الولايات المتحدة.

ووسط ذلك، خرجت مؤخرا دعوات من داخل إيران إلى تهدئة هذا التصعيد، حيث دعا حشمت الله فلاحت بيشة رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، في تغريدة على تويتر يوم 17 مايو الجاري، إلى عقد مفاوضات أمريكية إيرانية لتجاوز التوتر بين البلدين.