مقابلة: نائب رئيس الوزراء السنغافوري: التعاون بين سنغافورة والصين ينمو رغم اتجاه مناهضة العولمة

2019-05-22 13:57:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

سنغافورة 22 مايو 2019 (شينخوا) قال نائب رئيس الوزراء السنغافوري هنغ سوي كيت إن نطاق التعاون بين سنغافورة والصين ينمو رغم تزايد المشاعر المناهضة للعولمة.

وصرح هنغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) قبل زيارته للصين، التي سيزور خلالها بكين وشانغهاي ومقاطعة قوانغدونغ ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، بأنه على خلفية التغييرات التكنولوجية والهيكلية، يشهد مجال التعاون بين سنغافورة والصين اتساعا.

وفي شانغهاي، سيترأس هنغ الاجتماع الافتتاحي لمجلس التعاون الشامل بين سنغافورة وشانغهاي -- مجلس الأعمال الثامن بين سنغافورة والصين مع عمدة شانغهاي يينغ يونغ وسيلقى خطابا رئيسيا في منتدى بوجيانغ للابتكار 2019.

ولدى إشارته إلى أن مجلس التعاون الشامل بين سنغافورة وشانغهاي يعد مثالا جيدا على الإمكانات المتزايدة، ذكر هنغ أن "التحديات (اليوم) صارت أكبر، ولكن الفرص باتت كذلك أيضا".

وبينما تتطلع سنغافورة والصين إلى الاحتفال بالذكرى الـ30 للعلاقات الدبلوماسية في عام 2020، أكد هنغ مجدداعلى العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين، مضيفا أن سنغافورة ستواصل السعي وراء فرص نمو جديدة مع الصين، التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

سيغطى مجلس التعاون الشامل بين سنغافورة وشانغهاي ست من مجالات التعاون -- مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، والخدمات المالية، والتكنولوجيا والابتكار، وسهولة ممارسة الأعمال التجارية، والحوكمة الحضرية، والتبادلات الشعبية.

وقال هنغ، الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية السنغافوري، إن هذه المجالات ستكون حاسمة في تشكيل ملامح النمو المستقبلي، وتحسين نوعية معيشة الناس، وفتح تعاون جديد في التجارة والاستثمارات والخدمات الحديثة، وجميعها ضرورية لأن "سلسلة التوريد العالمية تتطور لتتكيف مع التغيرات الهيكلية الحاصلة في أنحاء العالم".

وأشار هنغ إلى أن مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 هي "مبادرة إستراتيجية واستشرافية"، يمكن أن تساعد في تعزيز الربط، وتسهيل تدفق السلع ورؤوس الأموال والخدمات، والتمكين من تحقيق تعاون اقتصادي وفهم أعمق بين الشعوب في أنحاء مختلفة من العالم.

وأضاف "لقد كنا من أوائل المؤيدين لمبادرة الحزام والطريق لأننا نرى القيمة الإستراتيجية لهذه المبادرة، وكيف يمكن أن تكون عامل تمكين رئيسي للمرحلة التالية من التنمية الاقتصادية الإقليمية وكذا العالمية".

وتأمل هنغ تاريخ التعاون طويل الأمد من خلال المجلس المشترك للتعاون الثنائي، ذكر هنغ إن البلدين تمكنا من إيجاد أنماط ومجالات تعاون جديدة في كل مرحلة من مراحل تنميتهما الخاصة وفي الاقتصاد العالمي.

ويعد المجلس المشترك للتعاون الثنائي أعلى منصة مؤسسية تشرف على التعاون بين سنغافورة والصين، ويترأسه هنغ الآن مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن لسنغافورة سبعة مجالس أعمال قائمة مع الصين، في مقاطعات شاندونغ وسيتشوان ولياونينغ وتشجيانغ وجيانغسو وقوانغدونغ وبلدية تيانجين-- وهي مجالس هامة لدفع مجالات التنمية المختلفة.

تعد مقاطعة جيانغسو بشرق الصين موطنا لمنطقة سوتشو الصناعية، وهي أول مشروع تعاوني بين حكومتي سنغافورة والصين، والذي احتفل لتوه بالذكرى الـ25 لإطلاقه.

ومنذ ذلك الحين، شرعت الدولتان في إقامة مشروعين آخرين، وهما مدينة تيانجين الإيكولوجية ومبادرة تشونغتشينغ التجريبية للربط الإستراتيجي، والتي صار لها طريق تجاري جديد وهو الممر التجاري الدولي البري البحري الجديد الذي يسهم في تقليل مدة وتكاليف نقل السلع بين المدن بشمال غرب البر الرئيسي الصيني وسنغافورة وما وراءهما.

وقال هنغ إن مجالس الأعمال هذه ساعدت في تعزيز المعرفة بإمكانات التعاون وكذا الفهم المتبادل بين الشعبين، مضيفا أنه "يتطلع إلى رؤية الكيفية التي يمكن أن تتعاون بها سنغافورة وشانغهاي وتعمقان هذا التعاون".

وأضاف "علينا التفكير في سبل البناء على ما يعد بالفعل أساسا جيدا جدا والارتقاء به إلى مستوى أعلى (من أجل) تنمية مجالات جديدة للتعاون تلبي احتياجات كل من الصين وسنغافورة (وكذا) منطقة الآسيان الأوسع".

وذكر هنغ أن الصين شهدت منذ تأسيسها قبل 70 عاما "مجموعة رائعة ومذهلة" من التطورات، وهو "ما ساعد في تحفيز أوجه التنمية في أنحاء الصين".

ومع انتشال حوالي 800 مليون صيني من الفقر، أصبحوا يتمتعون الآن بمستوى معيشي أعلى بكثير، فيما شهدت مدن الصين وبنيتها التحتية تطورا هائلا، وهو ما أشاد به هنغ ووصفه بأنه إنجاز "غير مسبوق" في تاريخ البشرية.

ومع مواصلة الصين لإعادة هيكلة اقتصادها وتحفيز استهلاكها المحلي ورفع مستوى بنيتها التحتية وبيئتها وسعيها إلى توفير رعاية صحية وإسكان وتعليم أفضل لشعبها، أعرب هنغ عن اعتقاده بأن هذه الأمور تمثل محركات رئيسية لاستمرار النمو الاقتصادي للصين.

وقال إن النمو المستمر للصين "يمكن أن يساعد على إضافة قوى دافعة للاقتصاد العالمي وبالتأكيد الاقتصاد الإقليمي".

وأضاف أن الصين تعد حاليا أكبر شريك تجاري لسنغافورة. وبالنظر إلى طيف أوسع، تعد الصين الآن أكبر شريك تجاري لمعظم دول الآسيان وهي كتلة إقليمية من 10 دول تضم سنغافورة، وكذلك مع دول مجاورة مثل استراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية -- وهذا مؤشر على الروابط المتنامية بين الصين والبلدان الأخرى في المنطقة.

وستستمر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق واتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان في دفع النمو وفتح المزيد من فرص الأعمال أمام الشركاء المعنيين في المنطقة.

وقال هنغ إنه بالحفاظ على سنغافورة "موحدة ومتماسكة ومتطلعة للأمام"، يمكنها حينئذ مواجهة تحديات طويلة الأجل مثل شيخوخة السكان والتحول الاقتصادي من خلال التكنولوجيا والابتكار، وهي مسألة باتت أكثر صعوبة بسبب تقلص دعم العولمة.

ورغم العناصر السلبية المحلية وأوجه عدم اليقين العالمية، يشعر هنغ بالتفاؤل إزاء مستقبل سنغافورة.

ولفت إلى أن آسيا ستظل من بين أسرع المناطق نموا في العالم، وسوف تستفيد سنغافورة من ذلك لأنها تقع "في قلب هذه المنطقة المتنامية النابضة بالحياة".

وقال هنغ إنه على الرغم من أن القوى العالمية شكلت تطور سنغافورة، إلى أن السنغافوريين تتضافروا في العمل معا للتصدي للتحديات وخلقوا فرصا جديدة.

ورأي أنه يمكن لسنغافورة ركوب موجة الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاستفادة من التطورات الجديدة في العلوم والتكنولوجيا، والبحث عن نماذج أعمال وأفكار مبتكرة جديدة من أجل مواجهة هذه التحديات لمساعدة الأمة على الازدهار.

وقال نائب رئيس الوزراء إن بعض المجالات الرئيسية للمضي قدما ستتمثل في بناء سنغافورة كـ"همزة وصل آسيوية عالمية للتكنولوجيا والابتكار والمشاريع"، والعمل في الوقت ذاته على تعزيز النسيج الاجتماعي لسنغافورة.

وبالإضافة إلى ذلك، ستواصل سنغافورة الحفاظ على علاقات بناءة للغاية مع الصين والشركاء الآخرين في آسيا وأرجاء العالم.

واختتم هنغ حديثه، قائلا "اعتقد أن هذا أمر مهم بالنسبة لنا لبناء عالم أكثر استقرارا وازدهارا في السنوات المقبلة".

الصور

010020070790000000000000011101451380800121