مقالة خاصة: استمرار تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط مع تخطي إيران حد مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب

2019-07-03 11:46:44|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 3 يوليو 2019 (شينخوا) تستمر الأوضاع في الخليج والشرق الأوسط في التدهور مع تخطي مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب 300 كجم، المستوى المنصوص عليه في الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وتأتي خطوة إيران الجديدة كحلقة جديدة من التوترات بين إيران والولايات المتحدة، ردا على عقوبات الأخيرة، وضغطا على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لإنقاذ الاتفاق الهش. وفي ظل تصاعد عدم اليقين، أعرب خبيران صينيان عن قلقهما إزاء تزايد إمكانية وقوع صراعات عسكرية في المنطقة.

ضغط على الدول الأوروبية

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ((إرنا)) عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله يوم الاثنين إن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب قد تخطى 300 كجم، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك أيضا.

وجاء إعلان ظريف بعد فشل اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني بالعاصمة النمساوية فيينا يوم 28 يونيو المنصرم في إنقاذ الاتفاق. وفي وقت سابق، كان متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قد ذكر أن اجتماع فيينا هو "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة.

وفي تصريحاته للصحفيين، انتقد ظريف أداء الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي في تنفيذ الاتفاق، قائلا إن آلية دعم المبادلات التجارية (انستيكس) "لا تعني شيئا من دون تنفيذ سائر التعهدات"، خاصة فيما يتعلق بمبيعات النفط الإيرانية.

ودفاعا عن خطوة إيران الجديدة، أكد ظريف أن بلاده لم تنتهك الاتفاق النووي الإيراني، موضحا أنه بمجرد أن تلتزم الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بتعهداتها، ستعود إيران عن إجراءاتها.

وفي هذا الصدد، قال وانغ جين، الباحث بمركز الدراسات السورية لجامعة شمال غرب الصين، إن تخطي إيران حد مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب يعكس عدم رضاها عن جهود المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية في تنفيذ التزاماتها ضمن الاتفاق النووي ومواجهة العقوبات الأمريكية.

كما يأتي ذلك تنفيذا لتهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني في أوائل مايو الماضي بأن إيران ستوقف العديد من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي خلال 60 يوما.

قلق دولي

ورغم أن إيران قد حذرت من قبل من تخطي حد مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، إلا أن الإعلان الأخير قد أحدث صدى كبيرا لدى المجتمع الدولي، قلقا على مصير الاتفاق النووي التاريخي.

فمن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه بشأن تخطي إيران مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب. وأكد أن" الإجراء لن يساعد في الحفاظ على الاتفاق النووي أو حماية المصالح الاقتصادية الحقيقية للشعب الإيراني".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين ردا على إعلان إيران: "إنهم يلعبون بالنار". وفي نفس اليوم، أكد البيت الأبيض في بيان أن سياسة "أقصى ضغط" على إيران ستستمر.

وبدوره، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء عن مخاوفه إزاء إعلان إيران، وحثها على التراجع بدون تأجيل عن هذا التجاوز والامتناع عن جميع التدابير الإضافية التي تثير تساؤلات عن التزاماتها النووية.

كما دعت روسيا على لسان وزير خارجيتها سرجي سيرغي لافروف إيران إلى ضبط النفس في التعامل مع الاتفاق النووي، وحث الاتحاد الأوروبي لتنفيذ آلية لحماية تجارته مع إيران في مواجهة العقوبات الأمريكية.

احتمالات الصراع العسكري

لا بد أن خطوة إيران الجديدة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد في الخليج والشرق الأوسط وتسكب المزيد من الزيت على نيران التوترات المشتعلة بين إيران والولايات المتحدة، والتي بدأت بانسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي قبل أكثر من سنة وعودتها لسياسة العقوبات المشددة على إيران.

ومؤخرا، أصبحت القضية أكثر تعقيدا وخطورة مع تعرض ناقلات نفطية لهجمات في المنطقة وإسقاط طائرة مسيرة أمريكية من جانب إيران، الأمر الذي رفع من فرص نشوب صراع عسكري بين الجانبين.

ورأى وانغ أن تخطي إيران حد مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب يعد حافزا قويا للدول والأصوات المؤيدة لخوض مواجهة عسكرية مع إيران، مشيرا إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب عملية بناء القدرات النووية الإيرانية.

وحذر من أنه "في ظل تصاعد عدم اليقين، ستؤدي المواجهة إلى زيادة مخاطر وقوع الصراعات ومن ثم ذلك قد يثير حربا في المنطقة".

وشاطره الرأي ما شياو لين، الأستاذ بجامعة تشيجيانغ للدراسات الأجنبية، معتقدا أن "مخاطر وقوع الحرب بين الولايات المتحدة وإيران قد ازدادت"، مضيفا أن إسقاط إيران للطائرة المسيرة الأمريكية وما ترتب من تهديد باستهداف أمريكي وشيك لإيران، "يدل على أن المواجهة بين البلدين قد دخلت أشد مرحلة منذ انتهاء الحرب بين إيران والعراق قبل 31 عاما".

وأكد ما أنه بالرغم من عودة البلدين إلى الحرب الكلامية فيما بعد، إلا أنه لو وقع حادث طارئ مشابه لإسقاط الطائرة المسيرة، فمن الصعب تجنب انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران.

غير أن وانغ أكد على أهمية الحوار لحل القضية النووية الإيرانية، قائلا إن "حل الخلافات عبر المشاورات متعددة الأطراف بدلا من فرض العقوبات أحادية الجانب هو السبيل الوحيد، بشرط أن تعود الولايات المتحدة إلى إطار الاتفاق النووي".

الصور

010020070790000000000000011101421381950371