مقالة خاصة: بفضل 20 عاما من المثابرة في الصحراء... منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري توسع التعاون الصيني المصري

2019-07-09 13:30:21|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 9 يوليو 2019 (شينخوا) "خذ النباتات الصحراوية كمثال، لقد نبتت ضمن أقسى الظروف وكابدت طوال أعوام شح الماء وشدة الحر، بيد أن ذلك زادها قوة وتصميما على البقاء"، هكذا بدأ وي جيان تشينغ، نائب مدير عام شركة "تيدا" للاستثمار الصيني الإفريقي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، معربا عن اعتقاده بأن هذه النباتات تشبه في جوهرها روح وتصميم عمال شركته، الذين ما انفكوا يثابرون في عملهم في منطقة صحراوية منذ 20 عاما.

و"تيدا" هي الاسم المختصر لشركة منطقة تيانجين للتطوير الاقتصادي والتكنولوجي، التي بدأت في أوائل عام 1998 بتطوير منطقة السويس. وفي عام 2008، تأسست منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، حيث أصبحت "تيدا" مطورا رئيسيا للمنطقة. آنذاك، انضم وي، الذي كان حينها في 29 من عمره، للشركة مع اعتزامه السفر إلى بلد يبعد نحو 7500 كيلومتر عن مسقط رأسه.

ولدى وصفه الصعاب التي واجهتهم، قال وي إن "منطقة السويس كانت عبارة عن صحراء شاسعة فقط، لا يوجد فيها أي شيء، كنا نأكل البطاطس والملفوف كل يوم تقريبا، عانينا من قلة الخدمات ومصاعب النقل والإسكان"، مستذكرا مع ابتسامة ارتسمت على محياه بأن غالبية العمال كانت عيونهم مثل "عيون الباندا" لكن بخلاف اللون نظرا لتعرضهم لأشعة الشمس الحارقة مما تسبب في اكتساب جلدهم اللون الأسمر ما عدا المنطقة المحيطة بعيونهم التي كانت مغطاة بالنظارات الشمسية. وأوضح وي أن العمال تمكنوا من إكمال بناء 3 مصانع وفندق ومبنى للسكن ومبنى للعمل خلال أقل من سنة.

في عام 2009، انطلقت المرحلة الأولى لمنطقة التعاون، بحيث غطت مساحة 1.34 كيلومتر مربع، لكن إثر ذلك سرعان ما واجهت وي صعوبات كبيرة في جذب الاستثمار وكان يعمل 14 ساعة كل يوم. ويقول وي "كنت أتنقل بين القاهرة ومنطقة التعاون عدة مرات من أجل زيارة الهيئات والمؤسسات ذات الصلة وإجراء محادثات مع المؤسسات المستثمرة المحتملة". في البداية، لم تتجاوز نسبة النجاح بجذب الاستثمارات 0.5 في المائة. وبعد جهود مضنية مستمرة، تم توقيع الاتفاقية في عام 2015، حيث جرى حفل التوقيع في شهر نوفمبر من ذاك العام. وبدا التأثر جليا على وي بعد تمكنه من إنجاز ذلك، مشيرا "كدت أبكي خلال حفل التوقيع وعندما عانقت المندوب المصري في المحادثات رأيت أنه على وشك البكاء أيضا. لقد استمرت المحادثات لـ8 سنوات، لقد كانت عملية صعبة ولا أجرؤ على تذكر كيف أمضيت تلك الأيام الصعبة!"

ووفقا للوائح نظام العمل في الشركة، لا يتسنى لوي الذهاب إلى الصين إلا مرة واحدة كل سنة لقضاء الإجازة، وهذا ما جعله يمضي الكثير من الوقت بعيدا عن ابنه. وكان وي قد ذهب إلى مصر بعد 5 أيام فقط من ولادة ابنه، بالتالي لم يكن حاضرا عندما أصبح قادرا على المشي والركض، وكثيرا ما يفكر في الطريقة التي يستطيع تعويضه عن ذلك.

وفي عام 2011، كان الوضع في مصر متوترا، وكانت الاتصالات مقطوعة، فلم يتمكن أهل وي من الاطمئنان عليه أو معرفة حالته، ما إذا كان حيا أم ميتا. وحينها زار أحد مسؤولي الشركة منزل عائلة وي وقال لحماته "أنا نيابة عن حكومة بلدية تيانجين وشركة تيدا هنا لتقديم التعازي لكم"، وما أن أكمل جملته حتى انهارت حماته على الأريكة من هول الصدمة، وكادت تصاب بنوبة قلبية، لاعتقادها بوفاة صهرها. لكن بعد أن أعيدت الاتصالات في البلاد، اطمأنت حماة وي على صحته.

وبناء على جهود آلاف العمال كوي، استطاعت شركة تيدا الصينية تطوير مساحة أرض وصلت إلى أكثر من 7 كيلومترات مربعة في العين السخنة. وقد أنهت المرحلة الأولى من عملها بجذب حوالي 68 مشروعا، إحداها لشركة (جوشي) الصينية العملاقة لصناعة الفايبر جلاس، بينما بدأت المرحلة الثانية الحالية في عام 2016 بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر. وأثمرت الجهود الصينية المصرية عن نتائج إيجابية عديدة بخصوص البناء المشترك للحزام والطريق. فعلى سبيل المثال، جنت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر ثمارا متزايدة حيث احتضنت 77 شركة باستثمار فعلي يتجاوز قيمته مليار دولار أمريكي مقابل ما يربو على مليار دولار أمريكي من قيمة المبيعات حتى نهاية 2018. وقال ليو آي مين، رئيس مجلس إدارة شركة ((تيدا)) للاستثمارات الصينية-الأفريقية المحدودة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ساهمت المنطقة التي تنشئها شركة تيدا الصينية بما يعادل 3500 فرصة عمل مباشرة ونحو 30 ألف فرصة عمل غير مباشرة للمصريين فضلا عن تحقيق إيرادات ضريبية بقيمة مليار جنيه مصري للحكومة المحلية".

وبخصوص الكفاءات المصرية العاملة ضمن الشركة، تحدث وي عن سيدة تركت أثرا عميقا لديه، قائلا "أجريت 4 مقابلات لهذه السيدة، ورغم أن تفضيلات المنصب الشاغر كانت تميل لصالح الرجال، إلا أن روح العزيمة لدى هذه السيدة رجحت الكفة لصالحها، وقد علمتني مع مرور الأيام معنى الكفاح والمثابرة"، مشيرا إلى أن هذه السيدة وهي نهلة عماد، أصبحت الرئيسة التنفيذية لشركة تيدا مصر لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة، وهي الشركة المسؤولة عن الاستثمار والإدارة فيما يتعلق بتوسيع منطقة التعاون.

الصور

010020070790000000000000011100001382115701