حفل تذكاري في ضريح الإمبراطور هوانغدي
بكين 10 يوليو 2019 (شينخوانت) إن محافظة هوانغلينغ الواقعة في جنوب مدينة يانآن في وسط مقاطعة شنشي أصبحت مشهورة لأنها مكان لضريح الإمبراطور الملقب بـشيوانيوان أب الأمة الصينية.
يعد الإمبراطور هوانغدي الملقب بـشيوانيوان أب الأمة الصينية، إذ أنه أسس تاريخ وثقافة الصين. إحياء لذكرى منجزاته، بدأ الصينيون منذ زمن بعيد بإقامة مراسم تمجيد بكل المهابة والجدية. كما ورد في "كتاب العصور القديمة"، "بعد وفاة الإمبراطور هوانغدي، أخذ القدماء أزياءه في معبد خاص له". والإمبراطور ويليوانغ (تشينغلينغقونغ) من أسرة تشو الملكية هو أول إمبراطور أقام مراسم التمجيد للإمبراطور هوانغدي وذلك في العام الرابع من حكمه أي في عام 422 قبل الميلاد في وويانغ. واستقرت هذه التقاليد منذ عهد أسرة هان الملكية.
بعد وصول السيد صون يات صن إلى السلطة كالرئيس المؤقت، أوفد مندوبا إلى ضريح الإمبراطور هوانغدي لتقديم آيات الاحترام والتمجيد. وخلال أيام الحرب ضد االعدوان الياباني، أقام الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومنتانغ المراسم سوية عدة مرات، كما أدلى ماو تسي تونغ بخطاب تعبيرا عن التأبين بنفسه.
وهناك مراسم رسمية ومراسم شعبية.
المراسم الرسمية تقام في جو مهيب جدا. في ساحة المراسم، يعلق على الواجهة الامامية لجوسق خاص شعار مكتوب عليه "المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الامبراطور هوانغدي"، كما يعلق داخل الجوسق آيات التمجيد والاحترام. وتلصق أبيات الدوبيت الحديثة الكتابة على العمود في اليمين والعمود في اليسار. وتوضع في مائدة الطقوس أدوات طقوس وأزهار وفواكه وشمع ومعجونات بشكل الأزهار. تجري المراسم حسب الإجراءات التالية: أولا، قيام المشاركين واقفين، ثانيا، استعداد المشرف ومساعديه في المكان المحدد، ثالثا، العزف بالألحان القديمة، رابعا، تقديم سلة أزهار أو أكاليل، خامسا، تقديم التحية بالانحناء ثلاث مرات، سادسا، تلاوة المشرف خطاب تأبين، سابعا، إلقاء كلمات، ثامنا، إشعال المفرقعات حول الضريح، تاسعا، أخذ صور فوتوغرافية تذكارية، عاشرا، غرز أشجار.
أما المراسم الشعبية، فتقام قبل أو بعد عيد تشينغمينغ أو في عيد تشونغيانغ، بأسلوب حر، يتم تحديده حسب رغبة أو تقاليد المشرف. فتتضمن الإجراءات عادة: أولا، قيام الحضور واقفين. ثانيا، دخول الممثلين إلى مقاعدهم. ثالثا، ضرب الطبول والأجراس. رابعا، عزف الألحان القديم. خامسا، تقديم الأكاليل وسلة الأزهار وتقديم ممثلي الجمهور قرابين وبخور وإحراق أوراق التأبين والخمور. سادسا، تقديم التحية بالانحناء. سابعا، تلاوة خطاب التأبين. ثامنا، إشعال المفرقعات وتفجيرها حول الضريح (في مقدمة الموكب فرقة الطبول والأجراس ويليها المشرف ومساعدوه). تاسعا، أخذ صور فوتوغرافية تذكارية، عاشرا، غرز أشجار. والمراسم الشعبية تشتمل على محتويات شعبية إضافية مثل فرقة الطبول وفرقة الأجراس وفرقة الشرف وفرقة حملة القرابين.
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية وخاصة بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، بات الحفل التذكاري في ضريح الإمبراطور هوانغدي محط الاهتمام المتزايد من قبل الصينيين داخل البلاد وخارجها، فقد ازداد حجم المراسم باستمرار، وأصبح فعالية بالغة الأهمية في تكريس الثقافة الصينية وتعزيز تماسك القوة للصينيين وترسيخ الوحدة الوطنية وفتح مستقبل أفضل لأبناء الشعب الصيني.