رائحة الكتب تعطر مدينة بكين

بكين 15 يوليو 2019 (شينخوانت) أشار المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في تقريره إلى ضرورة تحسين نظام الخدمة الثقافية العامة، وإثراء الأنشطة الثقافية الجماهيرية، وتعزيز الثقة الثقافية، ودفع ازدهار الثقافة الاشتراكية. وكانت حكومة بكين تسعى إلى إنشاء أماكن للقراءة العامة ذات المستويات المختلفة، حتى يتمكن الناس ذو المطالب المختلفة من إيجاد خيار مناسب لأنفسهم، مما يجعل عطر الكتب يَعُمّ المدينة كلها.

وتماشيا مع ارتفاع مستوى معيشة الشعب، يزاداد طلب الناس على الحياة الثقافية تدريجيا. وبالنسبة إلى السكان العاديين الذين يعتبرون "القراءة" روتينا يوميا، تعتمد قوة القراءة العامة على المسافة بين المكتبة والسكن. ونظرا للعدد المحدود من المكتبات الكبيرة وإجراءات الاقتراض المعقدة، يصعب على القراء العاديين مطالعة الكتب في المكتبات الكبيرة دائما. وأما مكتبات المجمعات السكنية فيمكنها تلبية هذا الطلب إلى أقصى حد، لأنها تقع في المجمعات السكنية، فليست هناك حاجة لاستقلال الحافلة أو مترو الأنفاق ويمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام خلال خمس دقائق، مما يوفر تسهيلات كبيرة للقراء من السكان. ويقع مجمع "نونغقوانغلي" السكني في شرق بكين، وكان يقطنه السيد تشين شنغ لي لأكثر من ثلاثين عاما، وبعد تقاعده في العام الماضي ظل يذهب إلى المكتبة داخل المجمع السكني مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا لقراءة الكتب، وأخبر مراسل "شينخوا نت" أن أكبر هواية له هي الطبخ، فيعجبه كتاب دراسة فن الطهي، وتعلم كثيرا من المعارف الغذائية من الكتب. وتتكون المكتبة التي يبلغ إجمالي مساحتها قرابة 80 مترا مربعا من غرفتين، وتحتوي كل غرفة على ثلاث مجموعات من خزائن الكتب الطويلة المنصوبة على طول الجدار، وتوجد بها طاولة وأريكة يمكن للناس القراءة والراحة، وهي مزدانة بالزهور والنباتات، ويبدو أنها حديقة مصغرة جميلة. وقالت السيدة ليو يو الموظفة بالمكتبة إن جميع الكتب هنا توزعها المكتبة التابعة لحي تشاويانغ ويتم تغييرها كل شهر، وتحظى الكتب عن التاريخ والصحة والطبخ برواج أكبر لدى السكان، وأضافت أن السكان يعتبرون المكتبة منزلهم، وغالبا ما يشترون زهورا زاهية لتزيينها، ولا تعتبر المكتبة مكانا للقراءة فحسب، بل أيضا مكانا للاسترخاء.

وإذا لا تريد مواجهة الشاشة الإلكترونية الباردة وحدك في ليلة لا تستطيع النوم فيها، وإذا أردت الخروج لمقابلة المجموعة نفسها من الأشخاص الذين لا ينامون، فلا مشكلة، لأن المكتبة التي تعمل على مدار 24 ساعة ترحب بكم. وبعد حلول الليل، يصبح صف الطاولات والكراسي الزرقاء في مكتبة "سانليان" ممتلئة بالقراء، ويطالع كل منهم كتابا بمصباح أصفر صغير. وفي عام 2014، أصبحت مكتبة "سانليان" أول مكتبة تعمل على مدار 24 ساعة في بكين، وبعد ذلك، اجتاح نمط عمل المكتبات "على مدار 24 ساعة" جميع أنحاء البلاد.

السيدة تشو لي لي، موظفة جديدة بإحدى الشركات الأجنبية التمويل في بكين، وهي دائما ما تذهب إلى مكتبة "سانليان" بعد عملها اليومي، لأنها تحب البيئة هناك، مثل رائحة القهوة واللوحات الجميلة المعلقة على الحائط والمقاعد المريحة. ولا تقلق بشأن موعد إغلاق المكتبة، لأنها مفتوحة 24 ساعة.

ومع التطور المستمر للبناء الحضري وزيادة اهتمام الحكومة بالاحتياجات الإنسانية، دخلت الكتب أيضا في بعض أماكن القراءة غير التقليدية مثل البنوك والمستشفيات. ويوجد داخل بنك الاتصالات الواقع في مجمع "شيدان"، مساحة مشرقة وبسيطة، حيث يمتلئ إجمالي ثماني خزائن بيضاء بكتب وُضعت بدقة مع الكتب المالية، وشكل ذلك "ركن قراءة" يوفر مكان راحة للأشخاص الذين ينتظرون دورهم لإنجاز أعمالهم في البنك. هذا ويخصص مستشفى "دونغ تشويه" للأطفال الواقعة في شرق بكين منطقة للقراءة تبلغ مساحتها 2400 متر مربع، ويبلغ عدد الكتب بها أكثر من 2000، مما يوفر مساحة مريحة وهادئة للأطفال المرضى وأولياء أمورهم الذين ينتظرون الأطباء بفارغ الصبر.