مقالة خاصة: عضوية تركيا في الناتو باتت محل تساؤل عقب تسلم أنقرة أنظمة "أس-400"

2019-07-21 04:10:26|arabic.news.cn
Video PlayerClose

إسطنبول 20 يوليو 2019 (شينخوا) قال محللان لوكالة أنباء (شينخوا) إن شراء تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي المتطور (أس-400) سيثير حتما تساؤلات بشأن مدى موثوقية تركيا لدى الناتو، في حين أن هذا التحرك قد يمثل خطوة نحو تحويل دفة السياسة الأمنية لأنقرة.

وردا على وصول الدفعة الأولى من الصواريخ الروسية إلى تركيا الأسبوع الماضي، قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إن أنقرة ستستبعد من برنامج الطائرة المقاتلة (أف-35).

وعارضت واشنطن منذ فترة طويلة محاولة أنقرة للحصول على أنظمة أس-400 المتقدمة، حيث قالت إن وجود هذه الأنظمة في الأراضي التركية سيشكل خطرا على أمن الناتو.

وقال شاهيت أرماجان ديليك، مدير معهد تركيا للقرن الـ21 ومقره أنقرة، إن "عضوية تركيا في الناتو ستكون محل تساؤل."

وأضاف أنه "ما إذا كانت تركيا ستغادر الناتو، سيكون حتما موضوع مناقشة جديد لدينا في الأيام المقبلة."

وقال البيت الأبيض في بيان مكتوب يوم الأربعاء إن صواريخ أس-400 "سيكون لها آثار ضارة على التوافق التركي مع حلف (الناتو)."

كما أشار البيان إلى أن "قبول أس-400 يقوض الالتزامات التي قطعها جميع أعضاء الناتو على بعضهم البعض بالابتعاد عن الأنظمة الروسية."

وقال يشار ياكش، وزير خارجية تركي سابق، "من المؤكد أن قرار الولايات المتحدة سيؤثر سلبا على موقف تركيا داخل الناتو."

ولفت ياكش إلى أن "مدى التأثير السلبي لقرار الولايات المتحدة على موقف تركيا داخل الناتو، يعتمد على كيفية تعامل الجانبين مع المرحلة المقبلة من الأزمة."

ووسط تقارب تركيا مع روسيا وتوتر العلاقات مع حلفائها الغربيين في السنوات الأخيرة، كان هناك الكثير من الحديث في الإعلام الغربي عن صرف أنقرة وجهتها عن الناتو.

وقال إنه في حالة استمرار المواجهة مع الولايات المتحدة، فقد تزيد تركيا من علاقاتها العسكرية والأمنية مع روسيا والصين.

وبعد تعليق الولايات المتحدة تسليم تركيا طائرات أف-35 المقاتلة، أعربت موسكو عن استعدادها لتقديم طائراتها المقاتلة المتطورة من طراز (سو-35) إلى أنقرة.

إن أي تعمق إضافي من جانب أنقرة في التكنولوجيا العسكرية الروسية الفائقة من شأنه أن يعزز الشكوك داخل الناتو بأن أنقرة تنحرف عن الغرب.

ولفت ياكش إلى أنه من الصعب القول ما إذا كانت تركيا ستُستبعد من بعض اجتماعات الناتو المهمة، قائلا "من المرجح أن موقف تركيا داخل الحلف لن يكون هو نفسه بعد صفقة أس-400."

ولفت ديليك، وهو ضابط سابق في الجيش التركي، إلى أن "تركيا قد تتحول إلى عضو على الورق فقط داخل الناتو."

ونوّه إلى أنه قد يكون هناك انخفاض ملحوظ في دعوات الناتو للمشاركة التركية في العمليات والتدريبات المشتركة، لأن الأعضاء الآخرين في الحلف سيتجنبون الاتصال بين منصاتهم العسكرية بمنصات الجيش التركي.

وإذا فشلت الولايات المتحدة وتركيا، العضوان في حلف الناتو، في تسوية خلافاتهما بشأن صواريخ أس-400 في الأيام المقبلة، من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة أيضا عقوبات على تركيا، بينما حذرت أنقرة من اتخاذ تدابير مضادة.

وعلق ياكش بقوله "على تركيا والولايات المتحدة أولا التخلص من الانفعالية وتهدئة الأزمة ومن ثم العمل على إقامة علاقات ثنائية على أساس مناسب وقوي ومن منظور طويل الأجل."

وأكد أن انسحاب أنقرة من الناتو لصالح تكتل آخر من شأنه أن يؤدي إلى "حركة تكتونية" وتغييرا في ميزان القوى في المنطقة بشكل كبير، وهو ما ينجم عنه مخاطر هائلة.

الصور

010020070790000000000000011101451382439031