مقالة خاصة: سنغافورة تلعب دورا فريدا في ربط الاستثمارات والتكنولوجيات الصينية بأسواق جنوب شرق آسيا

2019-08-10 14:31:55|arabic.news.cn
Video PlayerClose

سنغافورة 10 أغسطس 2019 (شينخوا) على الواجهة المائية لنهر سنغافورة، يقدم معرض للأوعية الخزفية والتحف الذهبية التي تعود إلى عهد أسرة تانغ الصينية (618 - 907 م) لمحة عن كيف كانت هذه المنطقة تحتل موقعا مهما على طريق تجاري قديم.

عُثر على هذه الآثار، التي تعود إلى ألف عام وتعرض في متحف الحضارات الآسيوية بسنغافورة، بداخل سفينة عربية كانت محملة بالبضائع الصينية ومتجهة إلى منطقة الشرق الأوسط اليوم. وقد غرقت هذه السفينة قبالة شواطئ سومطرة ومازالت على الحال الذي كانت عليه قبل العثور عليها في عام 1998.

فقد أثبتت التسجيلات التاريخية والاكتشافات الأثرية مرارا بروز هذه المنطقة في مسار النقل البحري منذ قديم الزمان. وفي الوقت الحاضر تحظى سنغافورة، التي تذخر بأحد أنشط الموانئ البحرية في المنطقة، بدور جديد لتلعبه كمركز لتدفق رؤوس الأموال والتكنولوجيات.

وذكر تشان تشون سينغ وزير التجارة والصناعة السنغافوري أن البلاد تلعب دورا فريدا في ربط الاستثمارات والتكنولوجيات بالأسواق الخارجية، وخاصة الأسواق في جنوب شرق آسيا.

وقال تشان في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن الصين تمتلك رأس مال مخصص للاستثمار وتكنولوجيات بما فيها تكنولوجيات رقمية يمكن تقاسمها، فيما تمتلك سنغافورة منصات مالية وقانونية فضلا عن الخبرة في ربطها بالأسواق الأخرى.

وقد اختار عدد من الشركات الصينية بالفعل سنغافورة لتكون قاعدة لمشاريعهم الخارجية، وخاصة في أسواق جنوب شرق آسيا.

فمقر شركة ((ون كونيكت)) المحدودة للتكنولوجيا المالية، وهي عضو بمجموعة ((بينغ آن)) الصينية، يقع في سنغافورة. وتقوم الشركة حاليا بتسويق منتجات (فاينتيك) من الصين للمؤسسات المالية في بلدان جنوب شرق آسيا.

وقالت تان بين رو الرئيس التنفيذي للشركة إنهم طوروا عملاء في بلدان مثل إندونيسيا وتايلاند وماليزيا والفلبين.

وأضافت أن مجموعة ((بينغ آن)) في الصين لديها تكنولوجيات مالية متقدمة مثل التعرف على الوجه، والبيانات الضخمة، وقواعد البيانات المتسلسلة، والتي تعتبر مهمة لمؤسسات مالية مثل البنوك في إطار سعيها إلى تطوير خدماتها ورقمنتها.

وقد أقامت شركة ((علي بابا))، عملاق التكنولوجيا الصيني، مركز بحث وتطوير في سنغافورة وجعلت المقر الدولي لـ(علي بابا كلاود) هنا، مستفيدة من كون البلاد ثرية بالمواهب والمزايا.

وأصبحت دول جنوب شرق آسيا، التي تتمتع بأسواق مزدهرة وشعوب سكانها شباب، أكثر جاذبية لمتعهدي مشاريع الأعمال الدوليين والاستثمارات الدولية، بما في ذلك تلك القادمة من الصين.

وفي هذه المنطقة، يصل عدد سكان رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، المؤلفة من عشرة أعضاء، مجتمعين إلى حوالي 600 مليون نسمة ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي ما يقرب من ثلاثة تريليونات دولار أمريكي. وتجارة المنطقة وعلاقاتها مع الصين في ازدياد، حيث أصبحت الآسيان ككل ثاني أكبر شريك تجاري للصين في النصف الأول من عام 2019، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة.

وقال تشان إن سنغافورة والصين لديهما من الإمكانات ما يمكنهما من تحقيق تعاون أوثق.

وأشار إلى أن "الربط الخشن"، الذي يشير إلى التعاون في البنية التحتية والمشروعات الصناعية، يمكن أن يكون مصحوبا "بربط لين"، وهو ما يعني ربط في الحصول على الخدمات المالية واللوجستية وكذا تقاسم التكنولوجيات والخبرات.

وبدءا من منطقة سوتشو الصناعية بين الصين وسنغافورة التي أطلقت قبل عقدين من الزمان وصولا إلى مبادرة (تشونغتشينغ) التجريبية بين الصين وسنغافورة حول الربط الاستراتيجي التي طبقت عام 2015، أظهر التعاون بين سنغافورة والصين اتجاها من النوع المشار إليه سالفا، حسبما ذكر الوزير.

وأضاف قائلا إنه في المستقبل ومع انفتاح الصين على نطاق أوسع على العالم، سيزداد الربط والتعاون قوة. ومن المتوقع وفقا لذلك أن يمضى تعاون سنغافورة مع الصين في هذا الصدد قدما.

الصور

010020070790000000000000011100001382986541