خبراء صينيون: تسوية القضية الفلسطينية تتطلب عزما وإرادة دوليين ومساندتها محور اهتمام الصين

2019-08-29 15:05:04|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 29 أغسطس 2019 (شينخوا) دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون، خلال كلمته أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط مؤخرا، المجتمع الدولي إلى حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني، والتمسك بحل الدولتين للقضية الفلسطينية.

وأكد المبعوث الصيني ضرورة تمسك المجتمع الدولي بتدعيم الحوار والمفاوضات والتسوية السلمية للقضية الفلسطينية عبر التشاور السياسي، مضيفا أن "العنف أو التهديد باستخدام القوة لن يساعد في حل المشكلة، إذ يتعين على جميع الأطراف ذات الصلة التواصل مع بعضهما البعض والتوقف فورا عن إطلاق العبارات والأعمال الاستفزازية".

تأتي دعوة المبعوث في أعقاب تصاعد التوترات في غضون شهر واحد بين الفلسطينيين وإسرائيل: ففي 26 أغسطس، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقامة 300 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة يهودية في رام الله بالضفة الغربية، قائلا إن هذا يأتي ردا على هجوم وقع بالضفة الغربية وأودى بحياة شابة إسرائيلية. وقوبل قرار نتنياهو بمعارضة شديدة من الجانب الفلسطيني، حيث ذكرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أنه يعكس العقلية الاستعمارية الانتهازية لنتنياهو وحكومته المتطرفة.

وفي 23 أغسطس، أعلنت وزارة الصحة في غزة إصابة 122 فلسطينيا بجروح في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مسيرات العودة الأسبوعية شرق قطاع غزة. ويعد ذلك مثالا آخر على تصاعد الاشتباكات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة في مارس 2018.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه في 22 يوليو: هدمت السلطات الإسرائيلية 12 مبنى سكنيا تضم 72 شقة في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس بدعوى عدم الترخيص وإقامة تلك المباني بجانب جدار الفصل الإسرائيلي. وبعدها، ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعا طارئا في مدينة رام الله بالضفة الغربية في 25 يوليو، أعلن فيه قرار القيادة الفلسطينية وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن أعمال الهدم الإسرائيلية هذه تمثل خرقا للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

وقد أثار تصاعد التوترات بين الفلسطينيين وإسرائيل قلق المجتمع الدولي تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أشار لي وي جيان، نائب مدير الجمعية الصينية لبحوث الشرق الأوسط، إلى أنه على الرغم من "التهميش" الذي طال إلى حد ما القضية الفلسطينية على إثر هشاشة الوضع الإقليمي، إلا أنها تظل تمثل جوهر قضايا الشرق الأوسط. كما رأى لي أن "الجانب الإسرائيلي يحاول الآن تخطيط عملية السلام وفقا لمصالحه، ومن ناحية أخرى تشهد عملية السلام عراقيلا وتعقيدات على وقع انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل ومساعيها إلى تحديد ما يسمى بـ(صفقة القرن) التي تريد إدارة ترامب من خلالها (تسوية القضية الفلسطينية)".

وفي هذا الصدد، لافت يو قوه تشينغ، الباحث بمعهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لا تعتمد على الجانبين فحسب، بل أيضا على أن يبدى المجتمع الدولي والبلدان الأخرى ذات الصلة عزما وإرادة دوليين على بذل مزيد من الجهود لدفعها قدما.

وسلط الضوء على الولايات المتحدة، قائلا إن الإدارة الأمريكية اتخذت في السنوات الأخيرة موقف الانحياز لإسرائيل، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، واعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان وغيرها من الإجراءات الأمريكية.

وشدد يو على ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا عادلا تجاه القضية، أي تهتم بمصير الفلسطينيين بقدر اهتمامها بأمن إسرائيل، مضيفا أن "إحراز تقدم في عملية السلام يتوقف على حدوث تفاعل إيجابي بين الفلسطينيين وإسرائيل والولايات المتحدة...كما تمثل وحدة الصف الفلسطيني عاملا حاسما آخر في هذا الصدد".

ومن جانبه، قال سون ده قانغ، نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، إن مفتاح حل القضية الفلسطينية -- باعتبارها جوهر القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط -- يكمن في إيجاد حل سياسي لها في إطار القرارات المعنية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وارتكازا على حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد، فإن موقف الصين الثابت تجاه القضية الفلسطينية سيساهم دائما في دفع تسويتها، إذ أشار المبعوث الصيني تشانغ جيون في 27 أغسطس إلى أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد الصحيح لحل القضية الفلسطينية"، مضيفا أن الصين تساعد فلسطين "بكل ما في وسعها" في مجال التنمية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها الصين إلى إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، فلطالما تساهم الصين، سواء في اجتماعات مجلس الأمن الدولي أو غيرها من المحافل الدولية، بالحكمة والرؤية في دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

فقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ "الرؤية الصينية" حول تسوية القضية الفلسطينية في عام 2017، وتعد هذه الرؤية الشاملة بمثابة مسعى جديد تبذله الصين لحل القضية الفلسطينية في ظل الأوضاع الدولية المعقدة.

وفي الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد عام 2018، دعا الرئيس شي إلى الالتزام بالتوافق الدولي إزاء قضية فلسطين، مؤكدا موقف الصين الثابت بالتعامل العادل مع قضية فلسطين لما تمثله من أهمية خاصة وقضية حساسة للشعوب العربية.

وفي هذا الإطار، أشار ليو تشونغ مين، مدير مركز درسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، إلى أن الصين لا تقف موقف المتفرج تجاه القضية الفلسطينية، بل تلعب دورا فريدا في حلها من خلال أعمال ملموسة وجهود حثيثة. ووسط العراقيل التي تواجهها عملية السلام، يسهم عزم الصين على التعاون مع المجتمع الدولي وموقفها الثابت تجاه القضية في الدفع من أجل إيجاد حل شامل وعادل ودائم لها لكي يعم الاستقرار والسلام في المنطقة بأسرها.

الصور

010020070790000000000000011100001383479321