مقابلة خاصة: أمين عام اتحاد الغرف العربية: الصين والدول العربية تحتضن تعاونا جديدا في عصر التكنولوجيا

2019-09-06 13:05:04|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بيروت 6 سبتمبر 2019 (شينخوا) أكد الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية أن المعرض الصيني العربي يعد منصة هامة في العلاقات العربية الصينية معربا عن تمنياته بأن تعزز الصين تعاونها في الاتجاه الرقمي مع الدول العربية كون ذلك يحتاج إلى ضخ استثمارات كبيرة في سلاسل الإمداد الرقمية والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الصناعات ذات التكنولوجيا الفائقة.

وقال خالد حنفي خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن المعرض يعد حدثا ينتظره الجانبان ويتميز بأنه يجتذب جمهورا كبيرا من أصحاب الأعمال العرب الذين يمثل لقائهم مع نظرائهم الصينيين أمرا ضروريا جدا في تعزيز التعاون المشترك، مضيفا أن المعرض يمثل أيضا فرصة كبيرة ليس لعرض المنتجات وعقد الصفقات فحسب، وإنما أيضا لتعزيز الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات بين الجانبين.

وأكد أن العلاقات العربية الصينية شهدت نموا في السنوات السابقة، حيث تخطى حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية مجتمعة حاجز الـ240 مليار دولار في عام 2018، مضيفا أن "هناك طموحا بأن يصل قريبا إلى 600 مليار دولار". وأشار إلى أن الأمر الملفت في العلاقات العربية الصينية هو أنها تتسم على الصعيد التجاري بوجود توازن طيب بين الصادرات والواردات الصينية من وإلى الدول العربية.

وأوضح حنفي أن الشراكة العربية الصينية تتجاوز مجالات التجارة البسيطة لأنه مع طرح الصين مبادرة الحزام والطريق انضمت إليها 18 دول عربية حتى الآن وأبدت اهتماما بالمبادرة رغبة منها في أن تصبح ممرا للتجارة في المرحلة المقبلة، معربا عن ثقته بأن العلاقات بين الجانبين العربي والصيني ستكون في المرحلة المقبلة مبنية على علاقات استراتيجية، أكثر منها مجرد التبادل التجاري.

وألمح إلى أن هناك أيضا مبادرات للتحاسب بين الدول العربية والصين، وهذا يعني الاعتماد على العملة الصينية في التحاسب وإنشاء مراكز مقاصة دون توسيط عملات أخرى، هو أمر مرحب به كثيرا في المنطقة العربية وفي الصين أيضا في ظل الأجواء العالمية الاقتصادية الحالية.

وإلى جانب عنصري العملات والتبادل التجاري، ذكر أمين عام اتحاد الغرف العربية أن هناك عنصرا أهم وهو الشراكة الاستراتيجية بمفهومها الواسع، وهي شراكة يسعى اتحاد الغرف العربية إلى تعزيزها بين الصين وبين إجمالي الدول العربية، مشيرا إلى أن التعاون العربي الصيني يصب بشكل كبير في مصلحة الشعبين العربي والصيني.

ولدى إشادته بفتح الصين أسواقها بشكل كبير مع الدول العربية، تطرق حنفي إلى التنوع الجغرافي للعلاقات الصينية العربية، قائلا إنها تمتد من المغرب العربي إلى الخليج العربي وتتنوع لتشمل جميع المجالات حيث لم تعد تقتصر على مجال النفط والغاز، منوها إلى اهتمام الصين في تعاونها مع الدول العربية بالمكون التكنولوجي، ولاسيما في المجالات الخاصة بالأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، وأنظمة القياس المختلفة والعمليات ذات الصلة بالخرائط وغيرها.

وأشار إلى اهتمام الصين في تعاونها مع المنطقة العربية بالمسارات البحرية والمناطق اللوجستية والموانئ في ضوء ما تتمتع به المنطقة العربية من مؤهلات ومنها عدد سكانها الذي يصل إلى 400 مليون نسمة، وكونها بوابة لعدد يتجاوز ملياري نسمة وتربطها علاقات تجارية خاصة مع إفريقيا ومع أوروبا.

وأثنى أمين عام اتحاد الغرف العربية على وجود منصات وتكنولوجيا صينية بدأت تتوطن في المنطقة العربية لتكون مستدامة للمستقبل، ضاربا مثالا بوجود منصات من هذا القبيل قائمة الآن في منطقة قناة السويس بمصر وبلدان عربية أخرى ومنها الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات وكذا في بلدان عربية بشمال إفريقيا مثل تونس والمغرب. وأشار إلى "أن وجود هذه النقاط المحورية مع بناء أو ربط الموانئ بشكل جيد يضمن استدامة الشراكة الاستراتيجية ودخول الصين والدول العربية إلى مناطق ثالثة بقدرات تنافسية قوية مستدامة".

واستكمالا للحديث، أعرب عن أمله في أن تنشئ الصين في المنطقة العربية تجمعات صناعية ومناطق تكنولوجية على غرار ما هو قائم في مدينة شنتشن الصينية لنقل هذه التجربة المتميزة إلى المنطقة العربية بحيث تكون قريبة جدا من الأسواق الجديدة سواء في المنطقة العربية أو إفريقيا أو أوروبا، بما يصب في صالح الأطراف كافة.

وقال حنفي إن الصين في هذا العهد تنفتح بشكل كبير على العالم بوجه عام والمنطقة العربية بشكل خاص وتنشئ علاقات استراتيجية قوية جدا مع العالم العربي، مؤكدا وجود نوايا وإرادة سياسية من الجانبين العربي والصيني في الانفتاح على الآخر بما يؤسس لمستقبل الصين ومستقبل المنطقة العربية.

ولفت إلى أن التسوق الإلكتروني والأعمال الإلكترونية والرقمية بصفة عامة تمثل الحاضر والمستقبل، معربا عن تمنياته بأن تعزز الصين تعاونها في الاتجاه الرقمي مع الدول العربية بما يسهم في ربط منتجين صغار في المنطقة العربية بمستهلكين صغار في الصين والعكس بالعكس. وأن يكون هناك استهداف إلى مناطق أخرى خارج الصين وخارج المنطقة العربية.

كما سلط الضوء على وجود زيادة في أعداد السياحة الصينية إلى بلدان العالم وخاصة البلدان العربية، ضاربا مثالا بمصر التي أصبحت تستقبل أعدادا متزايدة من السائحين الصينيين في ضوء الاهتمام الكبير من جانب السائح الصيني بالحضارة المصرية لأن الصين دولة حضارة وثقافة، ومن ثم فهي تقدر وتميز الحضارات.

الصور

010020070790000000000000011100001383703421