مقالة خاصة: رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة: دعوة الرئيس الصيني لدعم التعددية تلهم المجتمع العالمي

2019-09-14 19:28:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الأمم المتحدة 14 سبتمبر 2019 (شينخوا) في الوقت الذي يواجه فيه العالم تهديدا جسيما من تصاعد الأحادية والحمائية، فإن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لدعم التعددية، تلهم المجتمع العالمي بشكل كبير.

وقالت ماريا فرناندا إسبينوزا غارسيس رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "أصبحت حماية التعددية واجبا ملحا."

وتشيد الأمم المتحدة بالتزام الرئيس الصيني الحازم بالتعددية، التي هى حيوية للاستقرار والأمن والتنمية السليمة للعالم كله، في ظل الوضع العالمي الراهن.

مناصر التعددية

أشار شي إلى أن التعددية طريقة فعالة للحفاظ على السلام ودعم التنمية، وأن العالم بحاجة إلى التعددية أكثر من أي وقت مضى.

وإن الصين، باعتبارها عضوا مؤسسا للأمم المتحدة وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، أيدت دائما التعددية ومارستها، ودافعت عن السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة، وعملت من أجل السلام العالمي والتنمية العالمية والنظام الدولي.

وقالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة "لقد سمعنا شي يتحدث عاليا وبوضوح "، وأشارت إلى جهود شي القوية من أجل الحفاظ على التعددية.

وأشارت اسبينوزا إلى أن شي داعم قوي "لنظام تعددي صحي وقوي وفعال"، قائلة "نحتاج للأصوات القوية وللقادة الذين يدعمون التعددية باعتبارها المجال الوحيد والطريقة الوحيدة والأداة الوحيدة لمواجهة التحديات العالمية."

وقالت اسبينوزا إنه تحت قيادة شي "أصبحت الصين حليفا قويا جدا للنظام متعدد الأطراف، وحافظت على هذا النظام صحيا ونابضا بالحياة."

وتابعت أن المجتمع الدولي يطمح إلى "نظام تعددي قوي وقانون دولي قوي ويمكن التنبؤ به."

وقالت اسبينوزا "الأمر لا يتعلق بوجود خطة ب. إن ما لدينا هو نظام متعدد الأطراف يعزز الحوار والتعاون بين الدول ويعطي الحياة وسبب الوجود لتأسيس الأمم المتحدة وللمبادئ المنصوص عليها في ميثاقها."

وأضافت المسؤولة "خلال العام القادم، الذي يوافق الذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة، ستكون لدينا فرصة ذهبية لجعل جميع القادة يجددون التزاماتهم لتذكر سبب تأسيس الأمم المتحدة منذ 75 عاما، وتحديدا الركائز الثلاث المترابطة والمتبادلة الاعتماد وهى السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان.

تأثير إيجابي وفي الوقت المناسب

في سبتمبر من كل عام، يجتمع رؤساء الحكومات والدول بالأمم المتحدة لإلقاء خطابات هامة حول القضايا محل الاهتمام الرئيسي أو الاهتمام المشترك. من بين هذه الخطابات، فإن خطاب شي حول "العمل معا لإقامة شراكة جديدة للتعاون المربح للجميع وخلق مجتمع بمصير مشترك للبشرية"، الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2015، ترك انطباعا عميقا وتأثيرا إيجابيا في الحوكمة الدولية الآن.

وقال شي في هذا الخطاب واسع الانتشار "مع دخول الأمم المتحدة في عصر جديد، لنتحد بشكل أوثق من ذي قبل من أجل خلق شراكة جديدة ومتبادلة النفع ومجتمع بمصير مشترك للبشرية. ولتتأصل في قلوبنا رؤية عالم خال من الحروب والاستمتاع بسلام دائم . ولتنتشر طموحات التنمية والرخاء والإنصاف والعدل في أنحاء العالم".

وذكرت اسبينوزا، التي قالت إنها وضعت كل طاقتها لدعم التعددية خلال العام الماضي، خلال قيادة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن خطاب شي "جاء في الوقت المناسب، لأنه بالاساس يناقش مسألة التعاون الأعظم والحوار الأعظم والمسؤولية الجماعية الأعظم في التحديات العالمية."

قالت اسبينوزا إن رؤية بناء مجتمع بمصير مشترك للبشرية "أصبح له نفس مدلول التعددية"، مضيفة أن المجتمع العالمي يحتاج "لرخاء مشترك للجميع."

وتعتقد رئيسة الجمعية العامة أن أفكار شي "يمكن تطبيقها في الحالة الطارئة الراهنة للمناخ ويمكن أن ترتبط بالوضع الحالي المتعلق بالتطرف والإرهاب العنيف."

وقالت رئيسة الجمعية العامة "من الممكن أن يكون هذا مرتبط جدا بقضايا من بينها تهريب البشر وجميع القضايا التي يتعين أن نواجهها معا، المحيطات والتلوث. هذه مسألة لا تؤثر فقط على حياة الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المحيطات ولكنها تؤثر أيضا على العالم كله والتوازن المناخي في العالم".

وكررت اسبينوزا مناشدة شي قائلة إن جميع هذه القضايا، ومن بينها الأمن السيبراني وبناء السلام وحفظ السلام وإصلاح الأمم المتحدة، تحتاج للتعاون.

وأضافت قائلة "وإلا فإنها لن تنجح ".

مثال جيد

زارت اسبينوزا الصين بصفتها رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والرئيسة المنتخبة للجمعية.

وتحدثت اسبينوزا، وزيرة خارجية الإكوادور السابقة، عن مقابلاتها مع قادة الصين، قائلة إن الطريقة التي يشارك بها الرئيس شي في الشؤون الدولية أرست نموذجا جيدا للطريقة التي يجب على القادة التعامل بها مع العالم المتغير، الحافل بالتحديات والتهديدات.

وقالت اسبينوزا إنه بداية من مبادرة الحزام والطريق إلى رؤية بناء مجتمع بمصير مشترك للبشرية والمناشدات التي اتكل باتباع اساليب متعددة الأطراف في التعامل مع المشاكل العالمية، قدمت الصين وشي إسهامات بارزة في الحوكمة الدولية، مضيفة أن مبادرة الحزام والطريق هى نموذج للتعاون الدولي الفعال من أجل التنمية المستدامة.

واستطردت المسؤولة قائلة "إنني أقدر مبادرة الحزام والطريق كمبادرة مفتوحة من حيث المبدأ ونموذج لتعاون دولي فعال من أجل التنمية المستدامة."

وقالت اسبينوزا "في عالم اليوم متبادل الاعتماد، لا يمكن لدولة واحدة حل التحديات الرئيسية، ولا يمكن لأي شركة أو منظمة التصرف بمفردها"، مشيرة إلى أن "التعاون العالمي الأعظم ضروري ويجب تعزيز التعددية."

وأضافت اسبينوزا أن مبادرة الحزام والطريق تقدم "منصة قوية" للنمو الاقتصادي والتعاون الإقليمي واسع النطاق، وهو أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

واستطردت رئيسة الجمعية العامة قائلة "يتعين على قادة العالم الالتزام بشدة بالتعددية. ولنكن أسرة واحدة ونعمل معا لجعل هذا العالم مكانا أفضل."

قيادة قوية

واستخدمت اسبينوزا كلمات "القيادة القوية والحكمة وحب شعبه" لتصف قيادة شي وشعبيته، معربة عن دعمها القوي للرئيس الصيني.

وقالت إنه بتوجيه شي وقادة آخرين، وبفضل الجهود الشاقة للشعب الصيني الجاد في العمل، حققت الصين معجزة تمثلت في انتشال ما يربو على 700 مليون شخص من الفقر خلال العقود الماضية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ البشرية وأرسى مثالا ممتازا تحتذى به الدول الأخرى التي تعاني من الفقر، وفقا لإسبينوزا.

وقالت إسبينوزا إن الحكمة واضحة في حوكمة شي العلمية، والتي تحمل ثمارا وتوجه البلاد علي طريق التنمية المستدامة.

وأضافت المسؤولة أن التضامن والتماسك سوف يحققان قوة دافعة جديدة بين الصينيين ، لتصبح قوة محركة قوية للمساعدة في دعم السلطة الوطنية في البلاد على نحو أكبر، ومن المتوقع تحقيق معجزات جديدة."

واستطردت اسبينوزا أنه في دولة تتمتع بنفوذ متزايد في العالم، يجب أن تكون قيادتها شاملة النظر ولها رؤية ووجهة نظر دولية، وهو "ما أسعدنا أن نجده في عقلية شي التعددية ".

010020070790000000000000011100001383917161