مقالة خاصة: رئيس مجلس الدولة الصيني يزور روسيا من أجل علاقات أقوى في عصر جديد

2019-09-16 16:48:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 16 سبتمبر 2019 (شينخوا) بعد ثلاثة أشهر من رفع العلاقات بين الصين وروسيا إلى مستوى أعلى، يسافر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مرة أخرى إلى الدولة المجاورة للقيام بزيارة رسمية، وهي خطوة رئيسية للبلدين لمواصلة زيادة الثقة المتبادلة وبناء شراكات أقوى على مختلف الجبهات.

وخلال فترة إقامته من الاثنين إلى الأربعاء في روسيا، سوف يشارك رئيس مجلس الدولة في رئاسة الاجتماع الدوري الـ24 بين رئيسي حكومتي البلدين مع ديمتري ميدفيديف في سان بطرسبرغ. كما سيجتمع لي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وهذا تفاعل مهم آخر رفيع المستوى بين الصين وروسيا بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في يونيو، والتي قرر خلالها هو وبوتين الارتقاء بمستوى العلاقات الوثيقة بالفعل إلى شراكة تنسيق إستراتيجية شاملة لعصر جديد.

وفي وقت تواجه فيه العولمة عقبات ويشهد العالم شكوكا متزايدة، من المتوقع أن تُظهر الصين وروسيا، مع زيارة لي، التزامهما الثابت بتعددية الأطراف وبنظام عالمي أكثر إنصافا واستقرارا.

-- العلاقات في عصر جديد

وتأتي الزيارة في وقت تحتفل فيه الجارتان بالذكرى السنوية الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية. بعد مرور 7 عقود، وصلت العلاقات بين بكين وموسكو إلى مستوى عال غير مسبوق.

وتدعم الشريكتان، اللتان تتشاطران أرضية مشتركة حول مجموعة واسعة من القضايا، بشكل ثابت كل منهما الأخرى في القضايا ذات الاهتمام الرئيسي وفي الدفاع عن مصالحهما الرئيسية.

وبفضل التوجيه الإستراتيجي من الرئيسين شي وبوتين، قدمت الصين وروسيا قدوة حسنة للعلاقات بين الدول الكبرى يتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة بدلا من سياسات القوة.

في يونيو، حدد الزعيمان معا اتجاها أكثر وضوحا لمستقبل العلاقات بين الصين وروسيا، مما أعطى حيوية جديدة ليس فقط للتعاون المربح للجانبين ولكن أيضا للتنمية والاستقرار العالميين.

وقال نائب وزير الخارجية له يو تشنغ قبيل الزيارة إن أحد الأهداف الرئيسية لاجتماع لي وميدفيديف هو تعزيز التوافقات الرئيسية التي توصل إليها رئيسا الدولتين وتعميق التكامل بين المصالح وتوطيد الأساس المادي للعلاقات الثنائية.

ووفقا لما ذكره شو بو لينغ، مدير مكتب الاقتصاد الروسي بمعهد دراسات روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعي، فإن كل من الصين وروسيا لديهما إرادة قوية لمواصلة التنمية وبحاجة إلى بيئة خارجية مستقرة، وهذا يضع أساسا قويا للبلدين لتوسيع العلاقات بينهما.

في مقابلة مع صحيفة روسية يوم الجمعة، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالعلاقات بين البلدين، قائلا إن "نسيج التفاعل الثنائي كثيف للغاية بحيث لا يمكن لأي قوة ثالثة إحداث فجوة فيه".

-- التعاون يواصل المضي قدما

مع تضافر جهود كلا الحكومتين والشعبين، شهدت الصين وروسيا تحقيق نتائج مثمرة، مع تعزيز التعاون العملي على جميع المستويات بشكل مستمر وترابط مصالحهما بشكل أوثق.

في عام 2018، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين وروسيا رقما قياسيا يتجاوز 100 مليار دولار أمريكي. وبنهاية يوليو، وصل حجم التجارة بين البلدين إلى 61.13 مليار دولار، بزيادة 4.7 في المائة على أساس سنوي.

ولمواصلة تعزيز التعاون والاتصال الإقليمي، تعمل الصين وروسيا على زيادة التجارة البينية إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024، وهو الهدف المحدد من قبل رئيسي الدولتين.

في الوقت نفسه، يستعد البلدان لبرنامج مدته سنتان يهدف إلى إيجاد مزيد من الفرص لتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتعزيز قدراتهما التنافسية الوطنية.

وقال له إن لي وميدفيديف سيعقدان محادثات معمقة تركز على كيفية توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري وتحسين نوعية التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

وبالنظر إلى الإمكانات الكبيرة في التعاون الثنائي، يعتقد شو أن الزيارة ستوفر فرصا جديدة للجانبين لإثراء التعاون الشامل بينهما في مجالات مثل الطاقة والتجارة والاستثمار والصناعة الزراعية وكذلك التبادلات الشعبية.

وقال سون تشوانغ تشي، رئيس معهد دراسات روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن تعاون البلدين يحافظ على زخم قوي بأبعاد متعددة، ومع تنفيذ سلسلة من الاتفاقات، فإنه سوف يطلق بالتأكيد المزيد من الإمكانات.

-- دعم قوي للتعددية

لدى بكين وموسكو رؤية مشتركة للنظام العالمي. وكلاهما مناصر قوي لنظام دولي أكثر ديمقراطية وتعددية قطبية، مما يعني أن يقوم العالم على تفاعل متساو بين عدة مراكز كبرى بدلا أن تهيمن عليه قوة واحدة.

وأشار سون إلى أن كلا البلدين من الدول الكبرى من حيث الحجم والتأثير العالمي، مبرزا تعاونهما وإسهامهما في الشؤون العالمية ضمن أطر متعددة الأطراف مثل بريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون.

ومع ذلك، تشكل الحمائية تهديدا كبيرا لآفاق النمو العالمي. في أواخر يوليو، واصل صندوق النقد الدولي خفض توقعاته للنمو العالمي إلى 3.2 في المائة لهذا العام، وهو أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية قبل 10 سنوات.

ولمواجهة التحديات، فقد اتخذت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، سلسلة من تدابير الانفتاح، بما في ذلك توسيع الواردات وخلق بيئة مواتية للأعمال التجارية وحماية حقوق الملكية الفكرية على نحو أفضل.

وأفاد شو أنه في ظل هذه الظروف، يأمل العالم في أن تؤكد الصين وروسيا من جديد معارضتهما للتحركات الأحادية والحمائية التجارية خلال زيارة لي وأن تبعثان برسالة قوية مفادها أن البلدين سيبقيان ملتزمين بتحسين الحوكمة العالمية وتعزيز التجارة الحرة والاقتصاد المفتوح.

وذكر سون أنه نظرا للعب الصين وروسيا أدوارا أكبر على الساحة العالمية، فإن للعلاقات بينهما أهمية عالمية، مشددا على أنه من الضروري للبلدين الوقوف معا والدفع من أجل عالم أكثر تكاملا واستقرارا.

الصور

010020070790000000000000011100001383958161