تحقيق إخباري: تربية الدجاج والحمام مصدر رزق للاجئين السوريين بجنوب لبنان

2019-09-18 19:48:08|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مرجعيون، جنوب لبنان 18 سبتمبر 2019 (شينخوا) يمضي النازح السوري جمال ابونوارة، ساعات طوال في رعاية طيوره من الحمام والدجاج في مخيم مرج الخوخ في القطاع الشرقي في جنوب لبنان.

فلم يجد ابونوارة، البالغ من العمر (38 عاما)، والذي نزح من إدلب في شمال غرب سوريا مع عائلة مؤلفة من ستة أفراد إلى لبنان، أفضل من هذا التوجه لتأمين "لقمة العيش"، حسب ما يقول.

ويوضح ابونوارة، وهو يبتسم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "طيور الدجاج والحمام مملكتي في غربتنا القسرية عن وطننا الأم سوريا".

ويضيف الرجل "أنها مصدر رزق مقبول في ظل العوز والتقتير الحاصل في التقديمات الدولية والقيود المشددة المفروضة على عمل النازحين تحت شعار منافسة اليد العاملة اللبنانية".

ويربي ابونوارة الدجاج والحمام منذ حوالي خمس سنوات في خيمة من جذوع الأشجار اليابسة مغلفة بغطاء سميك من القماش.

ويقول "عملت على تركيز طبقات عدة بداخل الخيمة ليدخل الحمام إلى وسطها عبر فتحات صغيرة، إذ خصصت القسم الأعلى للحمام والأسفل للدجاج".

وبدأت رحلة ابونوارة في تربية هذه الطيور بخمس دجاجات وديك وثلاثة أزواج من الحمام البلدي كان قد اشتراها من سوق الخان الشعبي القريب من مخيم مرج الخوخ في جنوب لبنان.

وخلال فترة لا تتعدى عاما ونصف العام تكاثر الدجاج وبات الحمام يحلق في أجواء المخيم وفوق القرى اللبنانية المحاذية، بحسب ابونوارة.

ويقول النازح السوري "لقد نجحت في هذه المغامرة وبات لدي أربع خيم تعج بالطيور، وأصبحت مزرعتي الصغيرة مقصد لزبائن من نازحين سوريين وأخوة لبنانيين من أبناء القرى المحيطة".

ولم يعمل ابونوارة وحده في بناء مزرعته الصغيرة، لكن تم الأمر بمساعدة جميع أفراد عائلته.

وتقول جميلة الشوفي زوجة ابونوارة ل(شينخوا) "نتعاون جميعا كعائلة لتربية هذه الطيور، أطفالي يعملون عدة ساعات في جمع الطعام من الحقول الزراعية القريبة من حبوب وخضار وفاكهة يخلفها المزارعون في بساتينهم".

وتضيف "عند ساعات المساء كل يوم أجمع بيض الدجاج، والغلة اليومية تتراوح بين 30 و45 بيضة طيلة فترة فصل الصيف تنخفض إلى النصف تقريبا في الشتاء".

ويدر ذلك دخلا مقبولا لدى عائلة ابونوارة، بحسب زوجته.

وتقول "العائد مقبول، نبيع كل ثلاث بيضات بدولار واحد، ونبيع الزوج من طيور الحمام بثمانية دولارات".

وتشير إلى أن "الطلب جيد على البيض وفراخ الحمام".

وتضيف الشوفي "لم نكن نتوقع يوما أن مثل هذه الطيور ستؤمن لنا دخلا مقبولا يسد العجز والنقص في مساعدات الجهات المانحة".

ولم تكن مزرعة ابونوارة هي الوحيدة في مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين.

ويشير شاويش المخيم أسد عزام، ل(شينخوا) إلى وجود "أربع مزارع صغيرة لتربية الطيور تؤمن حاجيات نازحيه وزبائن من سكان القرى المجاورة".

وفيما يقصد نازحون يربون الطيور الأسواق الشعبية لبيعها، يكتفي اخرون بتربيتها لتأمين حاجة عوائلهم من البيض.

ويقول النازح السوري عادل ابو قديح، "أقصد الأسواق الشعبية الأسبوعية القريبة في البلدات المجاورة لبيع الحمام والدجاج في قفص خشبي صغير".

ويضيف "هي مهنة مقبولة تعطينا رزقا حلالا".

وفي مخيم سردة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، كان النازح الخمسيني أحمد ابوالعسيلي، يرمي الحبوب لطيوره عند الطرف الغربي من المخيم.

ويقول ابوالعسيلي ل(شينخوا) "تعاقدت مع طبيب بيطري للإشراف بشكل دوري على الطيور حرصا على عدم تعرضها للأمراض".

ويضيف "تعلف طيورنا بالحبوب والخضار وليس بأعلاف البروتينات المستعملة في معظم مزارع الدجاج الكبيرة، وهذا ما يجعلها مقصدا للزبائن".

وفي مخيم الوزاني، تعمل العديد من النازحات على تربية أعداد قليلة من الدجاج في محيط خيمهن لتأمين حاجة عوائلهن من البيض بأدنى تكلفة، بحسب النازحة الستينية حليمة ابوفريج.

وتقول ابوفريج ل(شينخوا) إن الدجاج يبدأ بإنتاج البيض بعد بلوغه 16 أسبوعا، وتنتج الدجاجة الواحدة حوالي 160 بيضة في السنة كحد أدنى.

ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، يعيش في لبنان نحو مليون لاجئ سوري مسجلين على قوائم مفوضية اللاجئين الأممية.

فيما تقدر السلطات اللبنانية عدد اللاجئين السوريين بحوالي مليون ونصف المليون لاجئ يقيم معظمهم في أكثر من ألف و400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية.

الصور

010020070790000000000000011100001384020191