تحليل اخباري: الاصلاحات الحكومية تقود لتهدئة الاحتجاجات في العراق

2019-10-09 06:44:25|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 8 أكتوبر 2019 (شينخوا) دفعت إصلاحات ومقترحات قدمتها السلطات العراقية باتجاه تهدئة الاحتجاجات ضد البطالة وضعف الخدمات والتي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، بحسب محللين عراقيين.

وشهد العراق منذ الأول من أكتوبر الجاري تظاهرات احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية والفقر والبطالة وللمطالبة بتوفير فرص عمل وتوفير الخدمات الأساسية.

لكن التظاهرات تخللتها أعمال عنف أودت بحياة أكثر من 100 عراقي واصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، ما أثار المخاوف من انزلاق البلاد الى دوامة جديدة من العنف.

حزمة قرارات بمواجهة الاحتجاجات

شكلت الاحتجاجات التي خرجت في وسط وجنوب العراق تحديا لحكومة عادل عبدالمهدي الذي تولى منصب رئيس الوزراء قبل نحو عام.

ووعد عبد المهدى مع توليه مهام منصبه بتشكيل حكومة من التكنوقراط وإيجاد حل للفساد والنقص في الخدمات والنهوض بالاقتصاد العراقي ورفع المستوى المعيشي للشعب العراقي.

لكن الخلافات بين الفرقاء السياسيين قيدت برنامجه الحكومي، بحيث لم تكتمل تشكيلته الوزارية لحد الآن.

وفي خطوة لتهدئة الاحتجاجات، أصدرت الحكومة العراقية قبل عدة أيام "حزمة قرارات مهمة" تشمل توزيع رواتب ومنح وأراض سكنية على الفقراء والعاطلين عن العمل، واعادة عشرات الالاف من العسكريين وقوات الامن من الذين فسخت عقودهم سابقا.

ومساء الثلاثاء، اتخذت الحكومة العراقية حزمة ثانية من الاجراءات والاصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون.

وعلى اثر حزمة القرارات الأولى، انخفضت التظاهرات في البلاد بنسبة 80 في المائة، بحسب ما أعلنته قبل يومين خلية شكلها البرلمان العراقي لمتابعة مطالب المتظاهرين.

وقال المحلل السياسي علي الموسى إن حزمة الاصلاحات التي اتخذتها الرئاسات الثلاث (الرئاسة والبرلمان والحكومة) ساهمت في تهدئة المتظاهرين وانحسار الاحتجاجات بشكل كبير.

وأضاف الموسى لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "العراق لم يشهد اليوم أية تظاهرات، بعد حزمة الاصلاحات الأولى التي اصدرتها الحكومة قبل يومين، وأعطاها البرلمان اليوم الصفة القانونية والشرعية لكي تنفذ على ارض الواقع".

وأشار الى أن اللجان التي شكلها رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي للقاء المتظاهرين في كل المحافظات، ساهمت كذلك في تهدئة الأوضاع.

دعوة لحوار وطني شامل

قدم الرئيس العراقي برهم صالح مقترحات لتهدئة الأوضاع في البلاد خلال خطاب متلفز ألقاه أمس الاثنين.

ودعا الرئيس العراقي في خطابه، المتظاهرين إلى حوار وطني شامل وإلى وقف التصعيد، معلنا رفضه القاطع لاستهداف المتظاهرين السلميين وعناصر قوات الأمن.

وطالب الرئيس صالح بفتح تحقيق قضائيٍ بمسببات العنف الذي حصل خلال الايامِ الماضية، وأعلن دعمه لإجراء تعديل وزاريٍ جوهريٍ لتحسينِ الاداء الحكومي وتفعيل آليات العمل بما يشمل تحقيق قفزة نوعية في الاداء والخدمات.

كما اقترح صالح، اتخاذ خطوات اصلاحية منها تفعيل دورِ المحكمة المختصة بقضايا النزاهة، وإحالة جميعِ ملفات الفساد لحسمها ضمن توقيتات محددة، وتشكيل لجنة خبراء مستقلين، وفتحِ باب الحوارِ البناء مع القوى الفاعلة وفي مقدمتهم المتظاهرين.

وقال المحلل السياسي علي الموسى ان خطاب الرئيس برهم صالح يوم امس وتأكيده على ضرورة اصلاح العملية السياسية التي بنيت على أساس خاطئ، وتشكيل محكمة خاصة للنظر بقضايا الفساد ساهم في تهدئة الشارع العراقي الغاضب.

واكد الموسى ان الاجراءات التي اتخذتها السلطات العراقية خلال الايام القليلة الماضية، اذا تم تطبيقها بصورة فورية ولمس الناس جديتها فان ذلك سوف يقود لبناء ثقة بين المواطنين والحكومة وسيؤدي الى تهدئة حدة التوتر ويعيد الحياة الى طبيعتها.

وحذر الموسى من التأخير في تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة وقال "إن هذه الاحتجاجات تحتاج إلى حلول من خلال الإصلاحات الفورية، وإلا فإن الفوضى وإراقة الدماء سيكونان هما الخيار البديل".

واعتبر ان دعوات بعض السياسيين للإطاحة بعبدالمهدي ليست حلا لأنه من الصعب تشكيل حكومة جديدة، محذرا من أن ذلك سيقود البلاد للفوضى ويدخلها في دوامة من العنف قد تمتد الى منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

العراق بحاجة للاستقرار ونسيان الماضي

ليس بالأمر الجديد خروج العراقيين إلى الشوارع في موجات من الاحتجاجات في أنحاء البلاد للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية وخفض نسب البطالة ومحاربة الفقر والفساد، وتوفير فرص عمل.

ويرى المراقبون ان العراق الذي مزقته الحروب والعنف الطائفي والارهاب والازمات وقلة الخدمات رغم انه بلد غني، يحتاج الى الاستقرار، ونسيان الماضي واصلاح النظام السياسي والاقتصادي لكي يرى شعبه ضوءا في نهاية النفق الذي دخل فيه منذ سنوات عديدة.

وقال المحلل السياسي ابراهيم العامري استاذ السياسة في جامعة بغداد لـ ((شينخوا)) "إن ما يحتاجه العراق الآن هو الاستقرار والهدوء لإعادة بناء البلاد".

واضاف أن "الانفتاح الأخير للعراق على العالم، وخاصة زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الناجحة للصين، تشير إلى أن العراق يسير في الطريق الصحيح نحو إعادة البناء والازدهار".

الصور

010020070790000000000000011100001384569501