تحليل إخباري: مرور نصف عام على الحرب جنوب العاصمة الليبية ولا ملامح للحسم

2019-10-09 22:24:22|arabic.news.cn
Video PlayerClose

طرابلس 9 أكتوبر 2019 (شينخوا) مضى نصف عام كامل على الحرب الدائرة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، والمعارك الدائرة بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات "الجيش الوطني" الذي يقوده المشير خليفة حفتر، لم تكشف عن قدرة أي من الطرفين على حسم معركة العاصمة لصالحه.

يرى أبو بكر محمود الأستاذ الجامعي، بأن الحرب الجارية على أطراف طرابلس لن تحسم بسهولة مثلما تخيل طرفا الصراع، لأن تغذيتهما بالسلاح والاصطفاف الدولي وراء كل طرف عالي المستوى.

وأضاف الأستاذ الجامعي في حديثه لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم " الأربعاء" مرت 6 أشهر كاملة على المعارك جنوب طرابلس، وكل يوم نسمع عن إحراز الطرف تقدمات على حساب الآخر، وبعدها بيوم أو ساعات يستعيد الطرف الأول ما خسره من مواقع، وتظل حالة معارك الكر والفر هي السائدة في المشهد العسكري.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية القتالية تتسبب في "حالة من الجمود والتململ في صفوف مقاتلي الطرفين"، الأمر الذي فسرته قلة المواجهات المباشرة بين القوات البرية، والاكتفاء بالقصف الجوي لتدمير قدرات وخطوط الإمداد على مواقع الاشتباكات.

وتواصل قوات الجيش الوطني" هجوما منذ الرابع من إبريل الماضي للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا التي أعلنت من جانبها إطلاق عملية (بركان الغضب) لصد الهجوم.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.

من جهته، يصف فرج الدالي المحلل السياسي الليبي، الحرب الدائرة بأنها "خاسرة بامتياز"، كون الادعاءات بحسمها دون السماح بتدويلها داخليا وخارجيا، لم تحقق أي نجاح في هذا الصدد.

وأوضح الدالي بأن "المعارك تواصل تدمير البنى التحتية من أملاك خاصة وعامة، والمطار الوحيد في عاصمة يقطنها أكثر من 2 مليون نسمة مغلق منذ أكثر من شهر، كلها عوامل تؤكد فشل الخيار العسكري في إنهاء الأزمة".

وتابع المحلل السياسي، " اليوم حتى يتمكن أحد سكان طرابلس من السفر خارج ليبيا، يحتاج إلى قطع مسافة تصل إلى 200 كلم شرق العاصمة، وهو أمر يزيد من المعاناة الإنسانية للمدنيين ويجعلهم في حالة عزلة متواصلة".

وأغلق مطار معيتيقة بطرابلس منذ الشهر الماضي بسبب تكرار عمليات قصفه، ما دفع بسلطات الطيران المدني تسيير الرحلات الجوية المدنية عبر مطار مصراتة الدولي.

ويستهدف طيران حفتر مطار وقاعدة معيتيقة ومصراتة بدعوى استخدامها لشن هجمات الطيران المسير التركي منها ضد قواته.

من جانبه، أدان يعقوب الحلو، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في ليبيا، مذكرا بوجود مئات الآلاف من المدنيين المتضررين جراء النزاعات المسلحة.

وشدد الحلو في بيان لبعثة الأمم المتحدة نشرته عبر موقعها الرسمي على الانترنت اليوم، على أن الاعتداءات "على المدنيين والبنية التحتية المدنية تعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي".

كما حث المسؤول الأممي،"الأطراف الدولية ذات النفوذ في ليبيا، دعم ضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين".

بدوره، أكد مختار الطرابلسي الناشط الحقوقي، بأن الحرب تواصل تمددها مخلفة آثار إنسانية وتفاقم حدة الاعتداءات على النشاط والحقوقيين، سواء في شرق البلاد أو غربها.

وبين الطرابلسي طبيعة هذه الاعتداءات، قائلا "المعارك الجارية خلقت حالة من العداء والانقسام في شرق وغرب البلاد، وبات كل فريق يصطف وراء طرف، وبالتالي ارتفعت معدلات الكراهية والتحريض، وجعلت الجميع يبحث عن أخطاء ليهاجم فيها عبر وسائل إعلام"، لافتا بأنه كلما استمرت الحرب لفترة أطول ارتفع مستوى الشرخ الاجتماعي، الذي يحتاج سنوات طويلة لتضميد آثاره بين مكونات الشعب الليبي.

وطالب الحقوقي الليبي الأطراف المتصارعة حسم الصراع بسرعة ليس بالقتال، بل عبر الحوار والتنازل لمصلحة ليبيا، التي يحاصرها قتال الأخوة من جهة، والإرهاب المتربص من جهة أخرى، وفقا لوصفه.

اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا (غير حكومية)، عبرت عن مخاوفها من تصاعد مؤشرات الجرائم الجنائية والجريمة المنظمة، وتصاعد حالات الاحتجاز القسري خارج إطار القانون في طرابلس جراء الحرب التي تسببت في تداعيات خطيرة.

وناشدت اللجنة الوطنية في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، كافة السلطات المعنية وجميع الأطراف العسكرية ضرورة معالجة قضية المحتجزين بشكل غير قانوني والمفقودين.

كما دعت كل من لديه سيطرة فاعلة على الأرض الامتناع عن اختطاف واحتجاز المدنيين على أساس الهوية أو الرأي أو المواقف السياسية، والإفراج الفوري عن المحتجزين لهذه الأسباب وضمان سلامة كل من حرم من حريته، مؤكدة بأن "احتجاز الرهائن أثناء النزاع يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي ويرقى إلى جريمة حرب".

الصور

010020070790000000000000011100001384590281