تقرير إخباري: مصر نجحت في توفير الغذاء لكنها تحتاج إلى أنظمة غذائية صحية أكثر استدامة

القاهرة 16 أكتوبر 2019 (شينخوا) احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم (الأربعاء) في مصر بـ"يوم الأغذية العالمي" بالتركيز على الأنظمة الغذائية الصحية، خاصة بين النساء والأطفال.

وقال ممثل الفاو في مصر نصر الدين حاج الأمين، خلال احتفال عقد تحت عنوان "أفعالنا مستقبلنا.. أنظمة غذائية للقضاء على الجوع في العالم" اليوم، إن المشكلة في مصر تتمثل في الأنظمة الغذائية أكثر من مشاكل الجوع أو تأمين الطعام.

وتابع الأمين في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "التحديات التي تواجه مصر تتطلب الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة، وضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية".

وطالب ممثل الفاو بزيادة الإنفاق على البحث وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية، بهدف زيادة الإنتاج المستدام.

وأضاف أن التقارير الرسمية لعام 2019 كشفت عن أن الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم في ازدياد، مشيرا إلى أن حوالى 820 مليون شخص حول العالم يعانون من عدم توافر كميات كافية من الطعام.

ورأى أن التغييرات المناخية وفقدان الموارد نتيجة استخدام طرق زراعية خاطئة يقفان وراء سرعة انكماش التنوع البيولوجي إلى حوالى تسع مجموعات من النباتات، التي توفر 66 في المائة من الإنتاج الزراعي في العالم.

وتابع الأمين أن "التنوع الزراعي يمكن أن يؤمن خلق أنظمة غذائية صحية، بالإضافة إلى حماية البيئة".

وأردف أنه حتى في الدول الفقيرة ومنخفضة الدخل تعاني بعض الشعوب من الفقر والبدانة، بسبب ارتفاع أسعار الطعام الصحي، مشيرا إلى أن حوالى خمس وفيات العالم ترجع إلى سوء العادات الغذائية.

واستطرد أن "التغذية غير الصحية في جميع صورها تفرض أعباء على اقتصاد العالم، تقدر بحوالي 3.5 تريليون دلولار سنويا".

وحث ممثل الفاو الحكومات على ضخ المزيد من الأموال لزيادة الإنتاج الصحي من المحاصيل وكذلك الأنظمة الغذائية الصحية.

وأكد أن مصر نجحت في توفير الغذاء، لكنها تحتاج إلى المزيد من الجهد للتعامل مع مشكلات سوء التغذية.

وتعاني مصر من سوء التغذية بين الأطفال تحت سن الخامسة بنسب تصل إلى 35 في المائة، بينما تصل معدلات البدانة بين البالغين إلى نسب مقلقة، وفقا لممثل الفاو.

وأشار إلى أن منظمة الفاو ووزارة الزراعة المصرية قامتا بتنفيذ بعض المشروعات الخاصة بتحسين ظروف التغذية وتأمين الطعام في خمس محافظات، هي أسيوط وسوهاج والفيوم وبني سويف وأسوان.

ونوه بأن تلك المشروعات ركزت على رفع الوعي بين المواطنين وتقليل الفاقد الزراعي بين الفلاحين، علاوة على تأمين بعض الأطعمة الصحية.

فيما أكد وزير الزراعة واستصلاح الاراضي عز الدين أبوستيت، أهمية توفير الغذاء الآمن للجميع مع ممارسة الأنشطة الرياضية.

وقال ابوستيت في كلمة خلال الاحتفال، إن النظام الغذائي يجب أن يتسم بالاعتدال في تناول الأطعمة التي تحتوى على العناصر الغذائية الأساسية، دون الإفراط في السكريات والدهون.

وتتسبب النظم غير الصحية في انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، مثل السمنة وزيادة الوزن، حسب الوزير.

وأوضح أن الدراسات الوطنية أثبتت أن سوء التغذية بين الأطفال خاصة في القرى يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات، وحذر من تناول نسب كبيرة من الأطعمة الجاهزة مع تجاهل ممارسة الرياضة والجلوس لفترات طويلة.

وتابع أن "أكثر من سبعة ملايين مصري يعانون من مشكلات زيادة الوزن"، مضيفا "لقد حان الوقت للتحول بسرعة نحو أنظمة غذائية صحية".

ولفت إلى أن وزارة الزراعة ومنظمة الفاو نفذتا العديد من المشروعات التي استهدفت تحسين النظم الغذائية بالنسبة للأسر المصرية، عبر استهداف النساء والأطفال في القرى الأكثر فقرا.

وركزت المشروعات المشتركة على توفير وجبات صحية من مصادر حيوانية ونباتية مختلفة وبكميات كافية، حسب أبوستيت.

واختتم الوزير المصري قائلا إن المنظمة الأممية تعمل مع وزارة الزراعة على دعم التنمية الزراعية المستدامة في مصر، من خلال استراتيجية التنمية المستدامة 2030.