مقالة خاصة: فنان مصري يصنع آلات موسيقية من القمامة

2019-10-17 03:44:22|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

الأقصر، مصر 16 أكتوبر 2019 (شينخوا) في ورشة عمل تطل على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة الأقصر، جنوب القاهرة، وقف الشاب المصري شادي ربّاب يحول بعض الزجاجات البلاستيكية إلى آلة ناي.

وبدأ رباب (27 عاما) تنفيذ فكرة تحويل القمامة إلى آلات موسيقية عندما شعر أن الكثير من الشباب الصغير لا يمكنه شراء الآلات الموسيقية باهظة الثمن في مصر.

وأسس الفنان المصري فرقة تسمى "القمامة الموسيقية"، وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "قمامة شخص ما قد تكون ثروة آخر.. والموسيقى يمكن أن تخرج من أي مواد منسية في صناديق القمامة".

وأضاف أن "فكرة صنع بعض الآلات الموسيقية من القمامة كانت الحل الأمثل لمشكلة توفير الأموال لشراء الآلات".

وتابع أن "الفكرة من وراء المشروع كانت تعليم الأطفال كيف يبتكرون الآلات الموسيقية، ويلعبون عليها، ثم تشكيل فرقة كاملة".

وتمتلئ ورشة عمل رباب، المزدحمة بالمسامير والأنابيب الزجاجية والشواكيش والمناشير وأدوات أخرى، بالكثير من الآلات الموسيقية المصنوعة من المخلفات على أيدي أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 16 عاما.

وأردف الفنان العشريني، "أجمع القمامة من مخلفاتي ومخلفات أصدقائي في مدينة الأقصر، وكذلك الكثير من السياح الذين يقيمون في منازل أصدقائي، فهي مصادر جيدة جدا لإيجاد الكثير من المواد التي تصلح لتحويلها لآلات موسيقية".

وحصل "رباب الأقصر"، وهو المشروع الذي يديره رباب، الذي قام بتعليم نفسه ذاتيا عزف العديد من الآلات الموسيقية، على لقب "أبطال الأرض الشباب" من قبل برنامج البيئة للأمم المتحدة في عام 2018.

ووصف رباب، مشروعه بأنه "فكرة خارج الصندوق"، لأنها اعتمدت على التوعية البيئية من خلال الفن، وليس بالاعتماد على التجارب الكيميائية، كما هو معهود في تلك المسابقات.

واستخدم مشروع موسيقى القمامة الفن والموسيقى ليس فقط في إعادة تدوير المخلفات بشكل فعال، لكن أيضا في رفع الوعى من أجل تقليل التلوث وتمكين المجتمعات من الحد من الاستهلاك.

وأوضح مؤسس المشروع، أن "تحويل بعض الزجاجات إلى آلات نفخ وطبل كان الهدف منه منع إلقاء تلك الزجاجات في البحار والأنهار".

وأضاف أن الكائنات التي تعيش في البحار أو الأنهار هي كائنات حية تستحق أن تعيش في بيئة نظيفة وآمنة.

ويأمل صاحب الفكرة غير التقليدية في نشر الوعي بشأن إعادة التدوير.

ووفقا للإحصائيات الرسمية، تستهلك مصر سنويا حوالى 12 مليون زجاجة بلاستيكية، الأمر الذي يشكل عبئا اقتصاديا على الدولة، لأن المواد الخام المستخدمة مستوردة، علاوة على الأزمة البيئية التي تخلفها تلك الزجاجات.

وفي سبتمبر الماضي، قام رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بمراجعة خطة تستهدف تقليل استهلاك الزجاجات ذات الاستخدام الواحد، في محاولة لتقليص استخدامها في الستة أشهر القادمة.

وبالفعل تم تطبيق الفكرة في محافظة جنوب سيناء، التى تعد موطنا لعدد كبير من القرى السياحية.

وفي مرآب الفن، كما يسميه رباب، كان مالك وهو طفل عمره ست سنوات يتدرب بسعادة على الطبلة، بينما أخاه الأكبر علي يتدرب على آلة أخرى تم تصنيعها من علب الصفيح.

وقال الشقيقان، إنه كان من السهل تعلم كيفية إعادة تدوير القمامة، لأن أسرتهما لا تستطيع شراء الآلات الموسيقية لهما.

وقامت الفرقة، التى تتألف من 14 ولدا وبنتا من أعمار متفاوتة، بطرح أول فيديو موسيقي يحمل عنوان "بيلا ماما".

وأوضح رباب أن مدرسا موسيقيا يتطوع لتعلم الأطفال مبادئ العزف والنفخ.

وقال الأخ الأكبر علي، إنه يستمتع بالعمل على آلته وتعلم آليات خروج الأصوات بمساعدة رباب، مضيفا أنه بدأ أيضا الإطلاع على بعض الفيديوهات على شبكة الإنترنت لفرق مثيلة.

وأكد أن الموسيقى يمكن أن تخرج أو تصنع من أي شئ، وأشار إلى أن الإبقاء على نظافة البيئة هو الدرس الأهم هنا.

إن "لعب الموسيقى وممارسة الغناء وسط آثار القدماء المصريين وبين المراكب النيلية أضافت الكثير من الجمال للفيديو الذي ألفه الأطفال"، قال رباب الذي أوضح أن المشكلة الأساسية كانت إقناع الأهالي وتوفير وسائل مواصلات للأطفال المتدربين.

وواصل مؤسس الفرقة أن "بعض أولياء الأمور وجدوا أن الفكرة غريبة، ولم يكونوا مرحبين بها في البداية لخوفهم كذلك على صحة أولادهم من النفخ في أشياء جاءت من المخلفات".

وعبر عن أمله في إنشاء مدرسة قمامة، لنقل مهاراته إلى الكثير من الأطفال.

وقال "أترك ورشة عملي مفتوحة للزائرين، للاستمتاع ببعض الموسيقى التى تخرج من المخلفات".

وبدأ رباب كذلك العمل على صناعة بعض آلات النفخ من فروع الأشجار، التي تقطع عند تهذيب الشجر.

ويمكن لرباب الآن جني بعض الأموال من بيع تلك الآلات، خاصة آلة الديجريدو الاسترالية البدائية، التى تصدر أصواتا خلابة.

   1 2 3 4 5 6 7 8 >  

الصور

010020070790000000000000011100001384773961