تقرير إخباري: مخاوف في غزة من اتساع نطاق المواجهة مع إسرائيل

2019-11-13 20:05:57|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 13 نوفمبر 2019 (شينخوا) يمضي الوقت ثقيلا على سكان قطاع غزة في ظل أحدث موجة توتر مع إسرائيل مستمرة لليوم الثاني وخلفت 22 قتيلا وعشرات الجرحى.

وظلت أعمدة الدخان تتصاعد ويمكن رؤيتها بوضوح من مناطق متفرقة في قطاع غزة مع دوي انفجارات كبيرة بين الحين والآخر تثير المخاوف من اتساع المواجهة في قادم الساعات.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في أحدث احصائية لها، أن 12 فلسطينيا قتلوا اليوم مع مواصلة الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على غزة فيما تم إطلاق قذائف صاروخية من القطاع وسط اتصالات من وسطاء لاحتواء التوتر.

وارتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين إلى 22 من بينهم سيدة فضلا عن إصابة 50 بجروح مختلفة جراء غارات إسرائيل منذ فجر أمس بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

وكان عشرة فلسطينيين قتلوا من بينهم مسؤول عسكري في حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة أمس الثلاثاء، إثر هجمات شنتها إسرائيل التي تعرضت لإطلاق نحو 220 قذيفة صاروخية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه استهدف خلايا لإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل إضافة إلى استهداف مصنع لإنتاج رؤوس حربية لقذائف صاروخية في جنوب قطاع غزة ومقر قيادة لواء خان يونس للجهاد الإسلامي ومخزن أسلحة في منزل سكني.

وتصف السيدة حليمة عبد الله (45 عاما)، ساعات الليلة الماضية ب"القاسية"، وأبدت مخاوف من اشتداد الغارات الإسرائيلية وما يحمله ذلك من خطر على عائلتها.

وتقول حليمة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن سماع أصوات الانفجارات الضخمة والمتتالية تثير الرعب عند أطفالها، الذين يهربون من غرفة إلى أخرى.

وتشكو من عدم الشعور بالأمان داخل منزلها المكون من طابق واحد ويمكن أن يتضرر بشدة من غارات إسرائيل، كونه مسقوفا بألواح حديد.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لشيماء المغربي (25 عاما) التي تسكن وسط مدينة غزة، فما إن تسمع أصوات الطيران التي كانت تحلق بكثافة في أجواء المدينة، حتى تتنظر سماع أصوات انفجار في محيط سكنها.

وتقول المغربي لـ ((شينخوا))، إن القلق يسيطر عليهم ولم يتمكنوا من النوم تقريبا الليلة الماضية "لأننا نظل نخاف أن يتم استهداف بنايات قريبة منا".

وتتخوف المغربي من استمرار التوتر على ما هو عليه "لأنه سيكون عملية استنزاف للمدنيين الذين يسيطر عليهم الخوف والرعب من تكرار حرب جديدة عليهم وهو غير قادرين على احتمال التبعات".

وعادة ما تثير التوترات العسكرية مخاوف كبيرة في أوساط المدنيين في غزة، خاصة وأنهم لا يعلمون إلى أين ستتجه الأمور.

وشهد قطاع غزة نحو 15 جولة توتر مع إسرائيل منذ صيف عام 2014 وانطلاق مسيرات العودة في مارس 2018 ضد الحصار الإسرائيلي ودائما ما يتدخل وسطاء إقليميين لتطويق الموقف.

وتم تعطيل عمل المدارس والجامعات في قطاع غزة اليوم وفرض الطوارئ في المرافق الصحية والأجهزة المختصة تحسبا لاستمرار التوتر الميداني.

وبدت الشوارع في محافظات قطاع غزة خالية من المارة والسيارات تقريبا باستثناء سيارات الإسعاف والدفاع المدني، فيما أغلقت المحال التجارية والمؤسسات العامة أبوابها.

ويمنع السكان من الاقتراب من مواقع التدريب التابعة للفصائل الفلسطينية والمقار الحكومية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بناء على ارشادات مسبقة لتفادي وقوع ضحايا بين المدنيين حال تعرضها لغارات إسرائيلية.

وبدأ التصعيد الحالي في قطاع غزة باغتيال إسرائيل القيادي العسكري في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبوالعطا وزوجته في هجوم على منزله فجر أمس.

وصرح الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن تصفية أبوالعطا فور وقوع الحادثة ووصفه بأنه كان "بمثابة قنبلة موقوتة وقاد ونفذ عمليات ومحاولات للقيام بعمليات لاستهداف مواطنين إسرائيليين وجنود الجيش".

ويعد أبوالعطا أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس ويتولى قيادة المنطقة الشمالية للسرايا في شمال قطاع غزة، وسبق أن نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية.

والليلة الماضية، أعلن مصدر فلسطيني عن تحرك لمصر والأمم المتحدة لتطويق التوتر الحاصل في غزة ومنع انزلاقه لمواجهة واسعة على غرار حرب عام 2014 التي فيها أكثر من ألفين فلسطيني.

وأفاد المصدر وكالة أنباء ((شينخوا))، بأن مسؤولين مصريين ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف يجريان اتصالات ثنائية ومع الأطراف المعنية للعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة.

ويربط المحلل السياسي من غزة هاني حبيب بين جولة التوتر الحالية في غزة وتطورات تعقيد الأزمة الداخلية في إسرائيل نتيجة الفشل المستمر في تشكيل حكومة جديدة.

ويعتبر حبيب في مقال له نشرته صحيفة (الأيام) المحلية، أن أهم أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التصعيد في غزة جر حزب (كاحول لافان-أزرق أبيض) إلى داخل حكومة وحدة يترأسها في مراحلها الأولى نتنياهو نفسه.

ويشير إلى أن نتنياهو يحاول الاقتراب أكثر من حكومة الوحدة، خاصة أن التفويض الممنوح لمنافسه رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس لتشكيل الحكومة ينتهي مفعوله في 20 من الشهر الجاري.

ويضيف أن الهاجس الأمني مع التطورات الخطيرة إزاء إمكانيات توسيع التصعيد إلى حرب يبقي ضاغطاً على كل الأطراف للاستجابة لدعوة نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ أمنية في سياق حكومة الوحدة.

وينبه حبيب إلى أن التصعيد في غزة وربما التدحرج إلى حرب واسعة مرتبط بشدة مع استجداء نتنياهو لرئاسة حكومة وحدة يعتقد أنها ستشكل سداً منيعاً أمام لوائح الاتهام والمحاكمة التي تهدده.

وتشهد إسرائيل أزمة سياسية لعدم تشكيل حكومة ائتلافية جديدة عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في سبتمبر الماضي ولم تسفر عن فوز حاسم لأي من الأحزاب.

الصور

010020070790000000000000011100001385523861