تقرير إخباري: مصر تحتفل بمرور 117 عاما على افتتاح المتحف المصري
القاهرة 15 نوفمبر 2019 (شينخوا) احتفلت مصر مساء يوم الجمعة بمرور 117 عاما على افتتاح المتحف المصري بميدان التحرير في قلب القاهرة.
ويعد المتحف المصري بميدان التحرير، من أقدم وأشهر متاحف العالم، كونه يضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة، ويعد أول متحف في العالم ينشأ خصيصا لهذا الغرض.
وقام بتصميم المتحف المصري المهندس الفرنسي مارسيل دورنيون عام 1900، وذلك على الطراز الكلاسيكي والذي يتناسب مع الآثار القديمة والكلاسيكية.
ويضم المتحف المصري نحو 150 ألف قطعة أثرية تعود لمختلف مراحل الحضارة المصرية القديمة، وذلك بحسب وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني.
وأكد العناني، في كلمة ألقاها خلال الافتتاحية التي أقيمت بهذه المناسبة، أن المتحف المصري صرح عريق ربما سبق إنشاؤه علم المتاحف ذاته، ويضم بين جنباته إرثا حضاريا لواحدة من أعرق وأقدم الحضارات في التاريخ الإنساني.
وشدد وزير الآثار المصري على أن المتحف المصري لن يتأثر بإقامة وافتتاح المتحف الكبير ومتحف الحضارة العام المقبل، مؤكدا أن أعمال التطوير والتحديث مستمرة فيه وأنه سيحتفظ بأعداد ضخمة من محتوياته من القطع الأثرية الكبيرة والضخمة.
وأشار في هذا الصدد إلى مشروع التطوير الجاري بالمتحف المصري، والذي تقوم به الوزارة بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والذي تم الإعلان عن البدء في تنفيذه في شهر يونيو الماضي والذي سيتم تنفيذه خلال السنوات الثلاث القادمة بمنحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي قدرها 3.1 مليون يورو، ولأول مرة.
ويشارك في المشروع تحالف من أهم ٥ متاحف أوروبية، وهي المتحف المصري بتورين بإيطاليا، ومتحف اللوفر في فرنسا، والمتحف البريطاني بإنجلترا، ومتحف برلين في ألمانيا، ومتحف ليدن بهولندا، بالإضافة إلى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، لوضع رؤية إستراتيجية جديدة للمتحف، وتطوير نظام العرض المتحفي للمجموعات الأثرية ومعامل ترميم وصيانة الآثار، وجميع المرافق وفقا للمعايير الدولية وبالشكل الذي يؤهله لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزوار، بحسب العناني.
ونوه إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع تطوير مبنى المتحف، بدعم من وزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، وتم البدء في المرحلة الثانية من المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي، بهدف استكمال أعمال الترميم والتطوير الشامل لمبنى المتحف.
وخلال الاحتفالية، افتتح وزير الآثار المصري ومرافقوه معرض التعليم في مصر القديمة بقاعة العرض المؤقت بالدور الأول بالمتحف ليستمر لمدة شهرين.
كما افتتح معرضا عن خبيئة المومياوات يضم مجموعة مختارة من الخبيئات التي تم العثور عليها وهي خبيئة الدير البحرى، وخبيئة مقبرة الملك أمنحوتب الثاني، وخبيئة وادي الجسس، وخبيئة العساسيف.
وتفقد الحضور أعمال مشروع إحياء المتحف المصري وتجديده بهدف استعادة مبنى المتحف لروحه ورونقه وحالته الأصلية كما صممه المعماري الفرنسي مارسيل دورنيون في أواخر القرن التاسع عشر.
ومن جانبه، أكد عالم الآثار الشهير وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس أن المتحف المصري يعد أعظم متحف في العالم، لافتا إلى أنه المتحف الوحيد في العالم الذي بني كمتحف منذ اللحظة الأولى حيث جرت العادة أن يتم تخصيص القصور للمتاحف.
وقال حواس لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد أن احتفلنا بمرور مائة عام على المتحف أصبح كل عام له قيمة كبيرة لأن الكنوز الموجودة بالمتحف ليس لها مثيل في أي مكان في العالم".
وأعرب عن اعتقاده بأن الاحتفال هو رسالة للعالم أجمع بأن الحضارة المصرية القديمة التي أثرت العالم كله وأبهرته، تنطلق من المتحف المصري بالتحرير.
وشهد الاحتفال لفيفا من المسؤولين والفنانين والسفراء والدبلوماسيين الأجانب بالقاهرة الذين عبروا عن سعادتهم البالغة بالاحتفالية.
وبدوره، أعرب المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة شي يويه ون، عن سعادته البالغة بالمشاركة في احتفال مصر بمرور 117 عاما على افتتاح المتحف المصري، معتبرا إياه مناسبة وطنية مهمة.
وقال المستشار الثقافي الصيني لـ((شينخوا)) إن مصر تتمتع باحترام وتقدير دوليين بالغين، وخاصة فيما يتعلق بالمكانة التاريخية، مشيدا باسهامات الحضارة المصرية القديمة.
ونوه إلى التقارب الكبير بين الحضارتين الصينية والمصرية العريقتين، وإسهاماتهما في تاريخ الإنسانية، مشيرا إلى التعاون المتزايد بين الجانبين في مجال اكتشافات الآثار وفي المجال الثقافي بشكل عام وانعكاس ذلك الإيجابي على تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.
