مقالة خاصة: محللان تركيان: اجتماع ترامب وأردوغان لم يحرز أي تقدم يذكر إزاء تسوية الخلافات

2019-11-17 05:45:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

اسطنبول 16 نوفمبر 2019 (شينخوا) قال محللان تركيان إن الاجتماع الذي عُقد حديثا بين الرئيسين التركي والأمريكي في البيت الأبيض ساعد ببساطة في تقليل التوتر في العلاقات الثنائية مؤقتا دون تسوية أي من المشكلات الرئيسية بين حليفي الناتو.

وقال هالدون سولمازتورك، الذي يرأس مناقشات (إنسيك) في معهد تركيا للقرن الـ21 ومقره أنقرة، "لا أعتقد أن هذا الاجتماع سيكون له أي تأثير كبير، إيجابي أو سلبي، على العلاقات الثنائية."

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المشكلات لا تزال كما كانت من قبل."

وفي محاولة لحل المشكلات المتزايدة في العلاقات الثنائية، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء.

وبدوره، أوضح فاروق لوغ أوغلو، وهو دبلوماسي كبير سابق، "لقد انتهى اللقاء دون إحراز تقدم كبير، لكن الزعيمين نجحا في إعطاء مظهر من الانسجام والاتفاق."

وتوترت العلاقات التركية-الأمريكية في السنوات الأخيرة بسبب شراء أنقرة نظام الدفاع الجوي الروسي (اس-400) والتقارب بين أنقرة وموسكو ودعم واشنطن العسكري للميليشيات الكردية في سوريا.

كما أن العملية العسكرية العابرة للحدود التي شنتها تركيا الشهر الماضي ضد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا والتي تعدها أنقرة منظمة إرهابية، زادت من حدة التوتر في العلاقات.

وقال لوغ أوغلو لشينخوا "لقد منحت الزيارة الزعيمين، فترة راحة مؤقتة ومفيدة داخليا لكنها ببساطة تؤجل اليوم النهائي لتصفية الحسابات"، مضيفا أنه لا يوجد شيء ملموس يبدو أنه نجَم عن هذه القمة.

وقال ترامب في كلمته أمام مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة إن شراء تركيا منظومة (اس-400) "يخلق بعض التحديات الخطيرة للغاية" لواشنطن، في حين أن أردوغان لم يتطرق إلى هذه القضية.

ولفت البيت الأبيض في بيان في وقت لاحق هذا اليوم إلى أن العلاقات الثنائية لا يمكن أن تزدهر ما لم تتم تسوية قضية (اس-400).

وأوضح سولمازتورك، وهو جنرال سابق، أن الطريقة الوحيدة لتركيا لتجنب العقوبات الأمريكية تكمن في إبقاء أنظمة (اس-400) خارج الخدمة.

ومن وجهة نظره، فقد يغير أردوغان حاليا موقفه تجاه الصواريخ الروسية.

وأشارت الولايات المتحدة في وقت سابق إلى أنه قد يكون من المقبول بالنسبة لواشنطن أن تظل أنظمة (اس-400) خارج الخدمة.

ومع ذلك، أشار المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم كالين، أمس الجمعة إلى أن موقف أنقرة لن يتغير.

وقال كالين لقناة (تي آر تي هابر) الإخبارية التي تديرها الدولة "ليس هناك تراجع. ستفعّل تركيا أنظمة (اس-400)"، مشددا على أن الصواريخ لن تدمج في نظام الناتو.

وعلق لوغ أوغلو قائلا "لا يمكن استبعاد إمكانية التوصل إلى تدابير مؤقتة إزاء قضية أنظمة (اس-400) في اجتماع ثنائي بين الزعيمين."

وقال جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الأول الخميس إنه سيكون من الأفضل لمجلس الشيوخ ألا يمرر مشروع قانون العقوبات على أنقرة في الوقت الراهن وسط محادثات جارية بين الجانبين حيال الصواريخ الروسية.

وأوضح "نعتقد أنه سيكون هناك تحرك قريب نسبيا بشأن أنظمة (اس-400)."

وخلال المؤتمر الصحفي، حاول أردوغان مجددا إقناع نظيره الأمريكي بالتخلي عن الدعم العسكري للميليشيا الكردية السورية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب.

ومع ذلك، قال ترامب إن الولايات المتحدة تربطها علاقات قوية مع الأكراد في سوريا وتحدث كما لو أن العملية العسكرية التركية استهدفت الأكراد ككل بدلا من وحدات حماية الشعب الكردية، وهو أمر حساس جدا بالنسبة لتركيا.

وقال سولمازتورك إن واشنطن تواصل النظر إلى وحدات حماية الشعب بصفتها حليفة وممثلة شرعية في سوريا وليست مجموعة إرهابية.

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة حصلت على ما تريد"، مشيرا إلى أن هدف واشنطن الرئيسي يكمن في إثناء أنقرة عن مواصلة العملية العسكرية حتى تتمكن وحدات حماية الشعب من الظهور ككيان سياسي كردي في سوريا.

وقبل أيام فقط من مغادرته إلى واشنطن العاصمة، أشار أردوغان إلى أن أنقرة يمكن أن تمضي قدما في العملية العسكرية حيث فشلت وحدات حماية الشعب في الوفاء باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته تركيا والولايات المتحدة في 17 أكتوبر.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال الزعيم التركي إن أنقرة ستواصل احترام الاتفاق مع واشنطن.

ووفقا للوغ أوغلو، فإن أنقرة مع ذلك قد تعيد إطلاق الهجوم العسكري إذا ظن أردوغان أن ذلك سيعزز نفوذه السياسي في الداخل.

وأوضح سولمازتورك أن زيارة أردوغان كان لديها المزيد لتفعله بشأن التصدي لعقوبات تستهدف أردوغان نفسه وبنك (خلق)، مشيرا إلى أنه "من خلال الزيارة، يبدو أن أردوغان قد تخلص من تهديد بإجراء تحقيق في الأصول المالية له ولأسرته."

ومع ذلك، يشعر كلا المحللين أن التهديد الأكبر بفرض عقوبات ضد تركيا موجود بشكل دائم، وفي انتظار إعادة تفعيله في حالة وجود خلافات جديدة مع واشنطن.

ورغم إعراب أردوغان عن عزمه فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع واشنطن، إلا أن المحللين يشككان في ذلك.

ووفقا للمحللين، فإن رؤية ترامب لزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 100 مليار دولار، مقارنة بنحو 20 مليار دولار، رؤية ليست واقعية أيضا.

وقال لوغ أوغلو إن "هدف إيصال حجم التجارة إلى 100 مليار دولار أو دعوة ترامب أوروبا لمساعدة تركيا في قضية اللاجئين السوريين أمور لطيفة لا تتمتع بأية فرصة حقيقية لتحقيقها."

الصور

010020070790000000000000011100001385608981