تحليل إخباري: إسرائيل في طريقها لانتخابات ثالثة في عام واحد ما لم يحدث تغيير في اللحظة الأخيرة

2019-12-09 07:03:26|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القدس 8 ديسمبر 2019 (شينخوا) أصبحت إسرائيل على بعد أيام من تحديد موعد الانتخابات العامة الثالثة بعد عام من الجمود السياسي، والفشل في تشكيل حكومة بعد جولتين من الانتخابات، وأصبح ما كان غير متوقع قبل بضعة أشهر أقرب إلى الحقيقة.

وأجريت الانتخابات الأولى في أبريل من عام 2019، وتم وصفها آنذاك بأنها انتخابات على مستقبل حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن الآن أصبح من الواضح أن الانتخابات الثالثة تدور حوله.

وبينما يناضل نتنياهو من أجل منصبه السياسي، قد يتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في مارس 2020، في ظل الشكوك من أن تأتي بنتائج مختلفة عن سابقاتها، في حين يأمل الكثير بحدوث معجزة تنقذ البلاد في آخر لحظة من حملة انتخابية مكلفة أخرى.

ومع اقتراب منتصف ليلة الأربعاء، يبدو أن فرصة أحد أعضاء الكنيست من جمع 61 صوتا لتشكيل حكومة أقل احتمال.

وكانت هناك إرهاصات وتكهنات تشير إلى أن رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، قد يكون قادرا على إيقاف تدحرج البلاد نحو انتخابات ثالثة خلال عام واحد.

وإدلشتاين عضو في حزب الليكود الإسرائيلي الذي يقوده نتنياهو، ولو قام إدلشتاين بجمع 61 صوتا من أجل الحصول على تفويض لتشكيل الحكومة، فستكون خطوة محفوفة بالمخاطر السياسية، خاصة أن نتنياهو ما زال يحتفظ بقوته داخل الليكود.

وقال البروفيسور جوناثان رينهولد، من قسم الدراسات السياسية بجامعة بار إيلان بأن نتنياهو "لم يسمح بأن يكون له وريث في الليكود، ولم يكن هناك أي شخص في رئاسة الليكود على هذا القدر من رأس المال السياسي مثل نتنياهو".

وفشل نتنياهو مرتين في محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية موحدة بعد جولتين من الانتخابات في أبريل وسبتمبر من عام 2019.

وبعد الانتخابات الأخيرة، أصبحت مشاكل نتنياهو القانونية تشكل عائقا أكبر أمامه، ففي الشهر الماضي وبعد ثلاث سنوات من التحقيقات والادعاءات، تم توجيه ثلاث تهم بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة لنتنياهو.

ونفى نتنياهو التهم المنسوبة إليه في بداية الأمر، وقال إنها محاولات من خصومه السياسيين للإطاحة به، ولكن بعد ذلك عندما أصبح أنه سيتجه إلى المحكمة لإثبات براءته تغيرت خطط دفاعه.

وأصبح نتنياهو يتهم الشرطة والمدعين العامين ووسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها تحاول تعقبه والإطاحة به من منصب رئيس الوزراء.

وبإمكان نتنياهو التوصل إلى اتفاق في حال إدانته، والتغلب على التهم الموجهة إليه في حال طلبه للحصانة من الكنيست الإسرائيلي.

وقال رينهولد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنها قضية رجل واحد، إنها قضية نتنياهو والحصانة، وبدون الحصانة سيكون العمل كالمعتاد".

ومن جانبه قال الدكتور ليران هارسغور من كلية العلوم السياسية بجامعة حيفا "الوضع برمته غير مسبوق، أنها المرة الأولى التي يكون لدينا فيها رئيس وزراء موجه ضده لائحة اتهام، ومحاولات فاشلة متتالية لتشكيل حكومة".

وتعهد بيني غانتس، المنافس الرئيس لنتنياهو، وزعيم حزب أبيض أزرق، وقائد الجيش الإسرائيلي السابق بأنه لن يشارك في حكومة موحدة مع نتنياهو بعد لائحة الاتهامات التي قدمت ضده.

وقال غانتس بأنه رفض كل الدعوات لتشكيل حكومة موحدة، بما في ذلك اقتراحات نتنياهو الخاصة لتشكيل حكومة تضم حزبي الليكود وأبيض أزرق.

ورفض حزب أبيض أزرق المقترحات التي تمنح نتنياهو رئاسة الوزراء بضعة أشهر أخرى، قبل أن يتسلم غانتس رئاسة الحكومة في ما يعرف بإسرائيل بقانون التناوب في الحكم.

ويبدو أن فرص التوصل إلى حل وسط قبل منتصف يوم الأربعاء تبدو ضئيلة للغاية، وكل المؤشرات ترى أن الكنيست الإسرائيلي سيحل نفسه، وسيتم تحديد موعد جديد للانتخابات.

ومع اقتراب إسرائيل من انتخابات ثالثة غير مسبوقة في عام واحد، هناك أصوات من كتلة اليمين تطالب برحيل نتنياهو من زعامة الليكود وكتلة اليمين.

وقال أحد كبار دعاة اليمين في مقال على إحدى الصحف الإسرائيلية "للأسف، على كتلة اليمين أن تعترف بأن نتنياهو في حالته الحالية أصبح عبئا".

ولم تكن هذه الأصوات المطالبة برحيل نتنياهو تسمع في الماضي، عندما كان موقفه أكثر صلابة، وقد تؤدي هذه الأصوات والشقوق الصغيرة في النهاية إلى تحطيم مستقبل أحد كبار السياسيين في إسرائيل.

ويحمل نتنياهو الرقم القياسي كأطول رئيس وزراء في البلاد لمدة عشر سنوات متتالية، بصرف النظر عن الفترة القصيرة التي قضاها في منصبه عام 1996.

وقال هارسغور لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الدول تحتاج إلى وقت لتتخلى عن قائد قادها لفترة طويلة من الزمن، وكذلك الحال بالنسبة للأحزاب والجهات الفاعلة السياسية الأخرى، فليس من السهل الانتقال إلى عصر جديد".

في إسرائيل، يكافح الناس لحل مشكلة الانتخابات المتتالية، ثلاث مرات في عام واحد، ويتساءل الجميع، كيف وجدت إسرائيل نفسها في هذا الموقف؟

وقال هارسغور "نتنياهو كان المحرك الرئيس في السنوات الأخيرة"، مضيفا "اللاعبون الآخرون ليسوا مبدعين سياسيا مثله".

وعلى الرغم من تزايد الأصوات التي تطالبه بالتنحي، إلا أنها لم تكن كافية لإجباره عن الابتعاد عن منصبه.

ويبدو أن إسرائيل التي كانت تسير بحكومة مؤقتة من أكثر من عام، سوف تجد نفسها الآن في حملة انتخابية ثالثة مكلفة جدا ماديا وسياسيا.

وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة أن الانتخابات الثالثة لن تسفر عن نتيجة مختلفة عن الانتخابات السابقة، في حين أن هناك عوامل مثل المشاركة الإجمالية للناخبين، والاقتراع في القطاعين العربي واليهود المتشدد الأرثوذكسي، لديها القدرة على قلب التوازن، وستبقى الانقسامات داخل غالبية المجتمع الإسرائيلي على حالها.

وقال رينهولد لوكالة أنباء ((لشينخوا)) " لا يوجد سبب للاعتقاد بموضوعية أن الأشياء التي قسمت المجتمع الإسرائيلي وفعلت ذلك دائما، أصبحت فجأة قوية لدرجة أننا لا نستطيع الوصول إلى حكومة".

بما أن حكومة الوحدة بين الليكود والأزرق أبيض تبدو غير محتملة، فإن حكومة الأقلية في إحدى الكتل تبدو غير مرجحة أيضا.

ومما يجعل الفجوة واسعة بين الأحزاب السياسية وعدم القدرة على التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة موحدة، هو أن جميع زعماء الأحزاب الإسرائيلية يتمسكون بوعود حملتهم.

وقال هارسغور " لقد ركزت الحملات هذه المرة بشكل كبير على الائتلافات، وليس على السياسة فحسب، يمكن للمرء أن يتنازل عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولكن من الصعب التوصل إلى حل وسط بشأن مبادئك".

وأضاف هارسغور "الأشخاص الذين يواجهون نتنياهو يفتقرون للخبرة في السياسة، وبالتالي يفتقرون للمرونة السياسية".

واستطرد هارسغور " إذا كان لدى نتنياهو سياسي متمرس كمنافس، فمن المحتمل أن يكون هناك حل، لأن الأشخاص الذين يدخلون حقل السياسة حديثا، يجدون صعوبة في ممارستها".

وإن العلاقة بين الكتل تعني أن خطوة صغيرة في عدد الولايات يمكن أن تغير نتيجة الانتخابات، لكن إذا لم يتغير في المرات الاخيرة، فهل هذا يبشر بالخير في مارس 2020؟

من أجل تشكيل حكومة في إسرائيل، يجب تغيير شيء بحلول يوم الأربعاء أو قبل توجه الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، وطالما أنه لا يوجد أي تغيير في الخريطة السياسية أو السياسيين، فإن إسرائيل ستصل إلى طريق سياسي مسدود طويل الأمد.

الصور

010020070790000000000000011101451386158451