المتحدث باسم الرئاسة المصرية لـ ( شينخوا) : أفريقيا تشهد تحولا كبيرا جدا ونرحب بالتعاون مع الصين في القارة

2019-12-12 19:43:22|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بقلم/ عماد الأزرق

أسوان، مصر 12 ديسمبر 2019 (شينخوا) أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، أن القارة الأفريقية تشهد حاليا تحولا كبيرا، مرحبا في الوقت نفسه بتعاون بلاده مع الصين في القارة السمراء.

وقال راضي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن إفريقيا تشهد حاليا تحولا كبيرا جدا، مشيرا إلى أنه في الماضي كانت أجندة أفريقيا فقط لحل المشكلات المزمنة من حروب أهلية ونزاعات حدودية وحروب داخلية إلى غير ذلك.

وتابع قائلا، "أما الأن فالقارة الأفريقية تتحدث عن قضايا التنمية والاقتصاد والتجارة ومد سكك حديدية للربط بين دولها، كذلك قضايا المرأة والشباب والابتكار والتكنولوجيا البازغة"، لافتا إلى كل الموضوعات وغيرها لم تكن مطروحة في الماضي القريب.

وجاءت المقابلة الخاصة مع المتحدث الرئاسي المصري على هامش أعمال "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، الذي انطلق أمس "الأربعاء"، ويستمر لمدة يومين، بمشاركة عدد من قادة الدول الأفريقية، وسياسيين ودبلوماسيين دوليين بالإضافة لمفكرين ومثقفين ورجال أعمال.

وأوضح السفير بسام راضي أن "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة" جاء بمبادرة خالصة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته حينما تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتم التأكيد عليها أيضا في القمة الأخيرة الروسية – الافريقية في سوتشي بروسيا.

وأشار إلى أن المنتدى يمثل منصة رفيعة المستوى لتبادل الآراء وبلورة الأفكار والمقترحات والمبادرات تجاه أفريقيا ، ولفت إلى أن "فكرة التنمية مختلفة في هذا المنتدى عما هو متعارف عليه في منتديات أخرى، فالتنمية هنا يقصد بها تنمية ما بعد النزاعات والتنمية المستدامة بعد استتباب الأمن واستعادة الاستقرار في الدول".

وأوضح أن الاختلاف يأتي من أن الأوضاع في هذه الدول التي تشهد نزاعات تكون غير طبيعية، حيث يحتاج الاقتصاد فيها إلى التعافي، وتكون هناك حاجة ماسة للتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي

وتابع قائلا في هذه الحالة أيضا " يكون العقد الاجتماعي ما بين الحكومات والمواطنين قد تأثر نتيجة أي احتراب داخلي أو حروب أهلية"، مشيرا إلى أن كل ذلك يجعل هناك حاجة لإطار خاص جدا للتعامل مع هذه الحالات بشكل معين.

أما بالنسبة لآليات التنفيذ لـ "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، فقد أكد راضي أنها متعددة، وأن هناك آليات تنفيذ كثيرة للاتحاد الأفريقي، معتبرا اتفاقية التجارة الحرة التي تم إقرارها مؤخرا وإطلاقها، إطارا مناسبا جدا في التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين دول القارة.

وأردف قائلا " أما على المستوى الثنائي بين الدول وبعضها البعض فهناك لجان مشتركة، وهناك تعاون وأطر كثيرة جدا".

ونوه إلى أن هناك منتديين أخريين في أفريقيا يحملا نفس المعنى ولكن باشتراك جانب غربي سواء في التنظيم أو إدارة الجلسات، ولكن هنا في هذا المنتدى في نسخته الأولى فهي مصرية خالصة باشتراك الزعماء الأفارقة.

واعتبر ذلك تتويجا لمجمل ما تم تحقيقه خلال العام المنصرم، عام رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الأفريقي، والذي بصدد تسليم رئاسة الاتحاد لجنوب أفريقيا في فبراير المقبل.

ووقعت مصر والاتحاد الافريقي أمس اتفاق استضافة مركز "الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات"، حيث وقعه وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وذلك على هامش فعاليات الدورة الأولى لـ "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة" المنعقد حاليا بجنوب مصر.

وشهد توقيع الاتفاق رؤساء تشاد والنيجر ونيجيريا والسنغال وجزر القمر، وحضور المنتدى من سياسيين دوليين ودبلوماسيين وممثلي العديد من دول العالم، ومفكرين ومثقفين.

وقال المتحدث الرئاسي المصري إن مركز "الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات"، الذي استضافته مصر مؤخرا، يعد مركزا هاما جدا لأنه يأتي في نفس السياق الخاص بالتنمية ما بعد النزاعات والحروب الأهلية.

وشدد على أن الرئيس السيسي وضع خطة تعتبر بمثابة خارطة طريق وخطة عمل للسنوات المقبلة، لافتا إلى أنه سيتم التنسيق والمتابعة في هذا الشأن مع جنوب أفريقيا الرئيس القادم للاتحاد الافريقي وهو ما تم الاتفاق عليه ومراجعته خلال القمة الثنائية التي جمعت أول أمس "الثلاثاء" بين الرئيس المصري ونظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا بالقاهرة.

وفيما يتعلق بقضية التمويل كمعوق للتنمية في أفريقيا، قال راضي "هناك تنسيق كبير بقيادة مصر بين الدول الافريقية والمؤسسات العالمية في هذا الشأن.

ولفت إلى أن "الفرصة كبيرة جدا لمؤسسات التمويل والقطاع الخاص والشركات للاستثمار والعمل في أفريقيا، معربا عن أمله في أن يكون هناك توازنا بين الاستغلال الأمثل للموارد في أفريقيا والعائد المباشر على الشعوب والحكومات الأفريقية.

وحول التعاون الثلاثي المصري – الصيني – الأفريقي، فقد أكد المتحدث الرئاسي المصري بأنه قائم منذ فترة ومستمر حاليا، وأردف قائلا "ومصر ترحب به دائما".

وأشار إلى أن هناك أطرا لهذا التعاون الثلاثي، موضحا أن "الصين لديها خبرة كبيرة في أفريقيا وهى من الدول المانحة والتي لها نشاط في القارة، ومصر تحرص على التنسيق مع الجانب الصيني في هذا الإطار".

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، وما أعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس خلال المنتدى، من أنه سيتم إيجاد حل سياسي شامل للأزمة الليبية خلال شهور قليلة، قال "هناك مجهود مستمر ومتواصل من مصر فيما يتعلق بالأزمة الليبية".

وأشار إلى " أن الثوابت التي يشدد عليها الرئيس السيسي دائما بأن مصر تتعامل مع الأزمة الليبية وكل الأزمات التي تشهدها المنطقة في إطار موحد بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية والحفاظ على وحدة الأراضي مع عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وكذلك دعم الجيش الوطني وعدم التعاون مع أية تنظيمات إرهابية، والتعاون من أجل تحقيق إرادة الشعوب ولصالح الشعوب".

وكانت مصر قد أعلنت تنظيم منتدى دوري للسلم والتنمية المستدامة في إفريقيا بأسوان، خلال تسلم الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي فبراير الماضي.

والمنتدى سيكون منصة إقليمية وقارية تجمع قادة السياسة والفكرة والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز استثمار موارد القارة الإفريقية المتعددة وتحويلها إلى قيمة مضافة بالتوازي مع تطوير البنية التحتية بها، مما يعني التمهيد لتحقيق التنمية المستدامة.

كما يهدف المنتدى من خلال ربط السلام بتحقيق التنمية المستدامة إلى تشجيع وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة وتمويل المشاريع التنموية في القارة السمراء وجذب الاستثمارات إليها، وهذا ما يصب في المصلحة العامة للقارة من خلال نفاذ منتجاتها إلى أوروبا والعكس. /نهاية الخبر/

الصور

010020070790000000000000011100001386261581