تحليل إخباري: غياب آليات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا يجعل صموده محل شك

2020-01-13 18:45:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

طرابلس 13 يناير 2020 (شينخوا) بعدما أعلن طرفا النزاع في ليبيا، حكومة الوفاق المدعومة دوليا وقوات "الجيش الوطني" التي يقودها المشير خليفة حفتر، وقف إطلاق النار في غرب ليبيا وتحديدا في جنوب العاصمة طرابلس، بدأت التساؤلات حول قدرة ومدى صمود الاتفاق، في ظل غياب آليات تثبيته خاصة وأنه جاء سريعا.

يرى عمران الناجح المحلل في الشؤون العسكرية في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) صباح اليوم (الإثنين) أن اتفاق وقف إطلاق النار خطوة أولى هامة لإيقاف الحرب، لكنها في ذات الوقت يجب أن تتبعها آليات مراقبة وتثبيت هذا الإيقاف، لتجنب خرقه من قبل الطرفين أو طرف ثالث لا يريد النجاح للاتفاق وبالتالي من مصلحته استمرار النزاع.

وأشار الناجح إلى أهمية توقيع ممثلي الطرفين على قرار ملزم يضم بنود المراقبة والتثبيت، حتى لا يكون الاتفاق شفويا ويمكن تجاوزه في أي مرحلة من مراحل الصراع.

وتبادلت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا والجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، اتهامات بخرق اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ أمس.

وأعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق عقيد طيار محمد قنونو، عن سقوط قتيل من قوات الوفاق بنيران قوات حفتر جنوب طرابلس قبل انقضاء 24 ساعة على بدء سريان وقف إطلاق النار.

في المقابل، قالت قوات المشير حفتر أنها رصدت 30 خرقا للهدنة في كل محاور القتال جنوب طرابلس.

وعلى الرغم من الخروقات، عاشت طرابلس وضواحيها يوما كاملا من دون أصوات انفجارات أو تحليق وقصف للطيران، حتى سيارات الإسعاف لم يسمع صوتها بكثافة مثلما جرت العادة طيلة نحو 10 أشهر من العمليات العسكرية.

ورحبت الدول الغربية الكبرى بوقف إطلاق النار، إلا أنها وصفته بـ"الفرصة الهشة" التي ينبغي استغلالها.

وأفادت تقارير إعلامية أن الطرفين المتحاربين في ليبيا سيلتقيان برعاية روسية اليوم في موسكو ومن المقرر أن يتم التوقيع على وقف إطلاق.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أمس الأول "السبت"، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن دعم روسيا لمبادرة ألمانيا لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا في برلين.

وقال بوتين "نعتقد أن مبادرة ألمانيا لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا في برلين تأتي في الوقت المناسب"، موضحا أنه من الضروري التأكد من أن الدول المشاركة مهتمة حقا بالشروع في تسوية سلمية للصراع.

وكانت ميركل قد أكدت أن مؤتمر برلين سيأتي تحت قيادة الأمم المتحدة، قائلة "يتعين أن تتاح الفرصة للشعب الليبي للعيش في دولة ذات سيادة.

وأوضح بيان مشترك نشرته السفارة الأمريكية في طرابلس في صفحتها الرسمية على (الفيسبوك)، بأن "سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الاوروبي لدى ليبيا تضم صوتها إلى بعثة الأمم المتحدة في ترحيبها بقبول الأطراف الليبية وقف إطلاق النار، وإعلان حكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة الليبية إيقاف عملياتهما العسكرية".

كما حث البيان المشترك "الأطراف على اغتنام هذه الفرصة الهشة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الرئيسية التي تكمن وراء الصراع".

وطالبت الأمم المتحدة بضرورة احترام وقف إطلاق النار، والتوجه بـ"نية صافية إلى التفاهم عبر حوار ليبي - ليبي".

وأكدت البعثة في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على انترنت، بأن "استجابة مختلف الأطراف في ليبيا لدعوة العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار، يفتح الباب أمام إنجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده في برلين في القريب، كما يفتح الباب أمام حوار ليبي- ليبي لمعالجة كل المسائل الخلافية عبر المسارات الثلاثة التي اطلقتها البعثة".

وحددت بعثة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ثلاثة مسارات خاصة بالحوار (اقتصاديا وماليا وأمنيا عسكريا).

وستنطلق هذه المسارات الثلاثة بالتزامن مع عقد مؤتمر برلين حول ليبيا، لدعم العملية السياسية في البلاد.

وقبل طرفا النزاع في ليبيا، حكومة الوفاق المدعومة دوليا وقوات "الجيش الوطني" التي يقودها المشير خليفة حفتر، وقف إطلاق النار الذي بدأ في غرب ليبيا وتحديدا جنوب العاصمة طرابلس في الساعة الثانية عشرة من ليلة السبت - الأحد بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت جرينتش).

وجاء قبولهما بهذا الوقف تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إثر لقائهما في إسطنبول الأربعاء الماضي، مع طرفي النزاع في ليبيا إلى وقف إطلاق النار، إلى جانب تحقيق تسوية سياسية شاملة في ليبيا والعودة إلى الحوار.

أما فاطمة الزائدي، الخبيرة الليبية في الشؤون الإفرو -أوروبية في حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا))، فقد أكدت أن المبادرة التركية – الروسية نجحت في كسر الجمود والتخبط الأوروبي تجاه ليبيا.

وقالت بهذا الشأن" لقد حققت تركيا بتحركاتها المكثفة خلال أقل من شهر وتركيزها على روسيا كونها الحليف الأول للمشير حفتر، ما عجز عنه الأوروبيون طيلة فترة الحرب وما قبل اندلاعها".

وأضافت الزائدي "أنقرة تعاملت مع موسكو بواقعية وتحدثت معها بلغة المصالح المشتركة والحل السياسي الذي يمكن الدولتين من وضع اليد على مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، وبالتالي وقف إطلاق النار خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى لتحقيق الاستقرار، الذي يمكنهما من تحقيق مصالحهما الاقتصادية مستقبلا في ليبيا دون قلاقل".

لكنها شددت على أهمية حسم كافة النقاط المتعلقة بالخلاف في ليبيا على وجه السرعة، لأن المتغيرات والأطراف الدولية والإقليمية اللاعبة كثيرة ومتشعبة وغير متجانسة، ولن تفوت فرصة إعادة خلط الأوراق في أي لحظة ممكنة، وفقا لوصفها.

واعتبرت الخبيرة الليبية، بأن زعماء أوروبيين استسلموا لتحركات تركيا وروسيا لأنها الأقرب لفهم الخلاف الليبي، وفيها تطابق كبير لوجهات النظر، عكس الخلاف بين ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في طريقة التعاطي مع الملف الليبي.

ودخل الهجوم الذي شنته قوات حفتر الشهر العاشر للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق، وتخوض معارك ضد قوات موالية للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في إبريل الماضي، بمقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، تعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق غير معترف بها يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني".

الصور

010020070790000000000000011100001387012971