تقرير إخباري: خسائر وأضرار بيئية بفعل رش إسرائيل مبيدات على أراضي زراعية شرق قطاع غزة

2020-01-17 23:05:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 17 يناير 2020 (شينخوا) يستعرض المزارع الفلسطيني سلمان قديح بحسرة وغضب شديدين مآل محصول أرضه الذي تعرض للتلف بفعل رش طائرات إسرائيلية مبيدات كيمائية قرب السياح الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

ويقول قديح لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الغالبية العظمى من محصول "السبانخ" الذي أنفق عليه الكثير من المال والجهد تعرض للتلف إثر تعرض أرضه ومحيطها لعمليات رش مبيدات إسرائيلية على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

ويضيف "ننتظر موسم الحصاد لمزارعنا لأشهر طويلة قبل أن تفاجأنا الطائرات الإسرائيلية بإتلاف كل ما نقوم بزراعته دون اعتبار ما يلحقه ذلك بخسائر بنا".

وتعمد إسرائيل سنويا مع مطلع كل عام تقريبا إلى رش مبيدات كيمائية على أعشاب نابتة قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة للقضاء عليها لاعتبارات تقول إنها أمنية تتعلق بمنع نمو نباتات بطول يؤثر على مراقبة الحدود.

لكن العملية تلحق الضرر بالمزارعين الفلسطينيين في كل مرة الذين يعانون أصلا من مصاعب حادة في عملهم وقيود على تصدير منتجاتهم بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007.

ويقول قديح في نهاية الخمسينات من عمره إن أغلب ما يزرعونه في الأراضي الحدودية قرب السياج الفاصل عبارة عن خضروات ورقية ناعمة لا يزيد ارتفاعها عن 60 سم ما يفند ادعاءات إسرائيل بشأن الاعتبارات الأمنية.

ويضيف "هم (الإسرائيليون) يريدون تهجيرنا من أرضنا ومنع أي زراعة فيها، تحرق المبيدات مساحات بأكملها وتتلف المحاصيل، وتبقي أثارها على نباتات أخرى يتوقف نموها".

ويشير قديح وأمثاله من المزارعين في المناطق الحدودية إلى أن رش المبيدات الإسرائيلية يلحق بهم أضرارا مالية كبيرة بهم فضلا عن أنها تهدد أي مستقبل قريب للعمل الزراعي في الأراضي الحدودية.

وتظهر معاينة الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية شرق قطاع غزة أنها أشبه بالعمل على خط النار في ظل تعرض المزارعين لعمليات إطلاق نار متكررة من قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة خلف السياج، فيما تقضي المبيدات على موسم عمل كامل.

وبحسب شهود العيان من المزارعين الذين تزامنت عمليات الرش مع تواجدهم للعمل في أراضيهم الزراعية بالقرب من السياج الشرقي الفاصل، فإن قوات إسرائيلية تشعل وقت الصباح نارا تصدر دخانا أسودا في الجانب الإسرائيلي شرق السياج الفاصل لمعرفة اتجاه الرياح.

يلي ذلك بدء طائرات إسرائيلية خاصة في عمليات رش المبيدات الكيميائية التي كان ينتشر رذاذها تجاه أراضي المزارعين الفلسطينيين في الجانب الغربي من السياج، في مشهد يتكرر عدة أيام في الأسبوع المنصرم.

وعمليات الرش تجري بشكل مفاجئ ودون تحذير أو إنذار مسبق، وتكون في الغالب في الجانب الإسرائيلي من السياج الشرقي الفاصل، وفي بعض الأحيان تقوم بعمليات الرش داخل أراضي القطاع.

وعادة ما تحلق الطائرات الإسرائيلية على ارتفاعات منخفضة، قد تصل لمستوى 20 مترا فوق سطح الأرض، ويصل رذاذ رش المبيدات إلى عمق يتراوح ما بين (700 -1200) متر داخل أراضي قطاع غزة.

ويقول المزارعون الفلسطينيون إن عمليات الرش تتكرر خلال فترتين سنويا (نهاية ديسمبر أو بداية يناير- وشهر أبريل)، وهي بداية زراعة المحاصيل الشتوية والصيفية.

ويتكبد المزارعون الفلسطينيون خسائر كبيرة جراء هذه الممارسات، من خلال ما تخلفه عمليات الرش من تدمير للمحاصيل، كما تجعل المزارعين يترددون أو يحجمون عن زراعة أراضيهم الكائنة في تلك المناطق، نظرا لخطورة المنطقة، واحتمال تلف محاصيلهم في حالة وصول مواد الرش الجوي إليها.

ولتسليط الضوء على خطورة ممارسات إسرائيل، نظمت وزارة الزراعة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جولة للصحفيين قرب السياج الفاصل على أطراف شرق مدينة غزة.

وقال وكيل وزارة الزراعة إبراهيم القدرة خلال الجولة، إن أضرارا كبيرة تلحق بمساحات حقول مفتوحة مزروعة بمختلف أنواع الخضروات، اضافة إلى خسائر في قطاعي الدواجن والنحل بفعل رش المبيدات الإسرائيلية.

وأوضح القدرة أن إسرائيل تستخدم طائرات الرش الخفيفة في إلقاء المواد الكيميائية والمبيدات الزراعية لتدمير وحرق ألاف الدونمات الزراعية مما أدى إلى اصفرار الأوراق وحرقها ومن ثم موتها وما لاحقها من خسائر فادحة للمزارعين.

وأضاف أن المبيدات المستخدمة تؤدي إلى إحراق المزروعات كما أنها مانعة للإنبات لعدة أشهر فضلا عن تشبع التربة بالمواد الكيميائية والسامة ما يهدد بفقدان خصوبتها وحيويتها وعدم صلاحيتها مستقبلا.

وأشار إلى أن أكثر من 70 في المائة من الثروة الحيوانية لقطاع غزة تتواجد على الحدود الشرقية بالقرب من منطقة استخدام المواد الكيماوية وهو ما يشكل بدوره خطرا بالغا على صحة الحيوان وطعامه والهواء الذي يستنشقه ويهدد بالتأثير على الإنسان بفعل انتقال لحومها إليه.

وسبق أن اعترف الجيش الاسرائيلي قبل سنوات بإجراء عمليات رش لمبيدات أعشاب بواسطة طائرات بالقرب من السياج مع قطاع غزة بهدف تعرية الأرض.

وقد تعاونت مؤسستان فلسطينية وإسرائيلية في إصدار بيان مشترك يدعو إسرائيل إلى التوقف عن عمليات رش مبيدات كيميائية من الجو في مناطق شرق قطاع غزة.

وقال بيان صدر عن "مركز الميزان لحقوق الإنسان ومقره غزة ومؤسسة "جيشاه - مسلك" الإسرائيلية تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن عمليات رش المبيدات "ينتج عنها من تدمير للإنسان والبيئة، ويتوجب على إسرائيل تعويض المتضررين، وضمان عدم تكرارها".

وتشير عمليات الرصد والتوثيق التي يتابعها كل من "مركز الميزان"، جيشاه-مسلك – مسلك"، إلى أن السلطات الإسرائيلية شرعت في عمليات الرش منذ العام 2014.

وطالت الأضرار الناتجة عن عمليات الرش أكثر من سبعة ملايين ونصف متر مربع من الأراضي الزراعية في قطاع غزة.

وسبق أن نشرت وكالة الأبحاث اللتندنية "فورنسيك أركيتكشر" (بنية الأدلة الجنائية)، في يوليو من العام 2019، تقريرا يؤكد أن عمليات الرش الإسرائيلية ألحقت أضرارا بالغة بالحقول والمزروعات داخل أراضي القطاع.

في حين كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في عام 2016 " أن المواد المستخدمة في الرش الجوي هي: "جليفوسات، "أوكسيجال"، ديوريكس". وتصنف إحدى هذه المواد على الأقل على أنها من المواد المسرطنة.

وأكدت المؤسستان الحقوقيتان أن عمليات رش المبيدات الإسرائيلية "مدمرة ومحظورة بحسب القانون الإسرائيلي والدولي، ولا يوجد أي تبرير أو أساس قانوني للاستمرار بهذه الأعمال التي تمس بحقوق الإنسان وتعرض حياة وممتلكات المواطنين في قطاع غزة للخطر".

الصور

010020070790000000000000011100001387140251