مقابلة: سفير: على الصين وفيتنام تعزيز التنمية السليمة والمستقرة لعلاقاتهما

2020-01-18 15:25:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

هانوي 18 يناير 2020 (شينخوا) قال سفير الصين لدى فيتنام شيونغ بو إنه يتعين على الصين وفيتنام تعزيز التنمية السليمة والمستقرة لعلاقاتهما.

صرح بذلك شيونغ خلال مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتجاورين.

وقال شيونغ إنه في الـ18 من يناير عام 1950، أصبحت جمهورية الصين الشعبية، التي كانت حينها قد تأسست حديثا، أول دولة في العالم تقيم علاقات دبلوماسية مع فيتنام.

وذكر أنه "على مدى الـ70 عاما الماضية، ورغم الرياح والأمطار، نمت ونضجت العلاقات بين الصين وفيتنام، وظلت الصداقة والتعاون الدعامة الأساسية لها".

وقال السفير الصيني إن "الصداقة الخاصة التي تتخذ من الرفقة والأخوة عنوانا لها"، وصاغها قادة الأجيال الأقدم تمثل أصولا قيمة للعلاقات الثنائية وينبغي الاعتزاز بها دائما.

وذكر شيونغ أن الحزب الشيوعي الفيتنامي سيحتفل في الشهر المقبل بالذكرى الـ90 لتأسيسه، مع مرور 90 عاما على إطلاق الصين وفيتنام للتبادلات الودية فيما بينهما.

وقال إنه بدءا من درب هو تشي مينه البحري وصولا إلى موقع رابطة الشبيبة الثورية الفيتنامية في قوانغدونغ والمقابر الـ40 في جميع أنحاء فيتنام حيث دفن 1446 شهيدا صينيا قاتلوا مع الشعب الفيتنامي ضد الغزو الأمريكي، هناك العديد من الأمثلة التاريخية التي تقف شاهدا على الصداقة الصينية - الفيتنامية.

وأوضح أن "الصداقة التقليدية التي قامت على رعايتها وتعزيزها الأجيال الأقدم من قادة الحزبين والبلدين تعد كنزا ثمينا للعلاقات الصينية - الفيتنامية، وتستحق الحرص عليها وتذكرها للأبد".

وذكر أنه رغم التحولات والانعطافات، قرر الحزبان الشيوعيان في الصين وفيتنام، في مواجهة وضع دولي معقد وصعب في تسعينيات القرن الماضي، تقوية علاقاتهما وفتح فصل جديد في تنميتهما.

ومنذ تطبيع العلاقات بين الصين وفيتنام في عام 1991، يتمسك الجانبان بمبادئ "الاستقرار طويل الأجل، والتوجه المستقبلي، والصداقة القائمة على حسن الجوار، والتعاون الشامل"، حيث يعتبر كل منهما الآخر "نعم الجار، ونعم الصديق، ونعم الرفيق، ونعم الشريك".

وذكر أنه "بفضل التخطيط الإستراتيجي والتوجيه الشخصي لزعيمي البلدين، تحركت العلاقات بين الصين وفيتنام في الاتجاه الصحيح في السنوات الأخيرة... وحققت نتائج جديدة".

وقال شيونغ إن البلدين يحافظان على تبادلات وتواصل وثيقين ورفيعي المستوى، في الوقت الذي تنمو فيه علاقاتهما الاقتصادية والتجارية بصورة أوثق.

وعلى مدى سنوات، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للزائرين الأجانب بالنسبة لفيتنام، فيما ظلت فيتنام أكبر شريك تجاري للصين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، مضيفا أن عدد الوافدين لزيارة فيتنام تجاوز 18 مليون، ثلثهم تقريبا من الصين.

وذكر شيونغ أنه "على مدى 20 عاما، قمنا معا ببناء حدود سلمية ومتناغمة تنعم بالتعاون الودي وجلبنا فوائد هامة للشعبين".

وقال "وفوق هذا كله، تعمقت التبادلات الشعبية والتفاهم المتبادل بين البلدين".

ولدى إشارته إلى التبادل المتزايد للزيارات بين البلدين، ذكر أن أنشطة التبادلات الودية مثل المنتدى الشعبي ومهرجان الشباب بين الصين وفيتنام لعبا أيضا دورا إيجابيا في تعزيز العلاقات الشعبية.

وقال شيونغ إن "رحلة العلاقات بين الصين وفيتنام على مدى السبعين عاما الماضية قدمت العديد من مصادر الإلهام الهامة للجانبين"، مضيفا أن مصائر الطرفين والبلدين دائما ما ترتبط ارتباطا وثيقا وتؤثر في وتعزز بعضها البعض.

وذكر شيونغ أن "العلاقات بين حزبينا ودولتينا تشبه مجتمعا ذي مستقبل مشترك ذي أهمية إستراتيجية وطبيعة وميزة فريدة تميز العلاقات بين الصين وفيتنام عن العلاقات الثنائية الأخرى".

وأكد أن التاريخ يبين ضرورة أن يبدى البلدان الاحترام المتبادل للآخر إذا أرادا تعزيز تعاونهما المتبادل وتحقيق تنمية مشتركة.

وأشار شيونغ إلى أن العالم يمر بتغيرات عميقة لم يسبق لها مثيل طيلة قرن من الزمان، قائلا إن "الأمرين اللذين يقفا في تناقض تام مع الفوضى التي تجتاح أجزاء كثيرة من العالم هما الحوكمة الفعالة في الصين والاستقرار في فيتنام".

وقال شيونغ إن الاقتصاد الصيني أدى أداء مطردا ولايزال محركا مهما للنمو الاقتصادي العالمي، فيما حافظت فيتنام على معدل نمو اقتصادي بلغ 7 في المائة لمدة عامين متتالين، مع تسجيل مؤشراتها الاقتصادية المتعددة ارتفاعا جديدا.

وأضاف شيونغ أن قيادتهما الشيوعية ونظاميهما الاشتراكيين هما المحركان الأساسيان لتعزيز التنمية السليمة للعلاقات الصينية-الفيتنامية.

وذكر أنه "في ظل الظروف الجديدة في العصر الجديد، أصبحت التنمية الشاملة للعلاقات بين الصين وفيتنام وأهميتها الإستراتيجية أكثر بروزا"، مشددا على أن هذا العام حاسم للبلدين.

فالصين ستقضي على الفقر المدقع وتحقق هدفها المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى الجوانب. ومن ناحية أخرى، تكثف فيتنام استعداداتها لعقد للمؤتمر الثالث عشر للحزب. وقد تولت مهام رئيس الآسيان ومهام عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وستلعب دورا أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، هكذا أضاف شيونغ.

ولفت شيونغ إلى أنه "من المهم للغاية بالنسبة للصين وفيتنام تعزيز تضامنهما وتعاونهما، والتكاتف من أجل التغلب على الصعوبات والمضي قدما، واغتنام الفرص لتحقيق التنمية المشتركة".

وذكر شيونغ أن الجانبين بحاجة إلى توطيد ثقتهما السياسية المتبادلة والتأكد من أن العلاقات بين الصين وفيتنام تسير بشكل مطرد لمسافات أبعد، مضيفا "نحن بحاجة إلى الحفاظ على تواصل إستراتيجي رفيع المستوى، والنظر دائما إلى العلاقات بين الصين وفيتنام بمنظور إستراتيجي أوسع، والتمسك بالاتجاه الصحيح لعلاقاتنا الثنائية".

ولدى إشارته إلى أن البلدين يمران بمرحلة حاسمة من تعزيز الإصلاح، قال شيونغ إنه من المهم تكثيف تعزيز التآزر بين الحزام والطريق و"ممران، ودائرة اقتصادية واحدة" ومواصلة اتباع نهج شامل لتعزيز التعاون في المجالات الرئيسية بما فيها البنية التحتية، والقدرة الإنتاجية، والتعاون الاقتصادي والسياحي عبر الحدود.

وأضاف أن الصين تدعم فيتنام في الوفاء بما عُهد إليها من مهام مثل توليها مهام رئيس الآسيان ومهام عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وعلى استعداد للعمل مع فيتنام لدعم التعددية والتجارة الحرة.

وقال شيونغ إنه يتعين على البلدين إدارة النزاعات بشكل فعال ومعالجة القضايا الحساسة بالشكل الملائم، مشددا على أن أخذ الصورة طويلة الأجل والأوسع في الاعتبار أثناء معالجة القضية البحرية أمر بالغ الأهمية للتنمية السليمة لعلاقاتهما الثنائية.

وذكر أنه يتعين على الجانبين أن ينفذا بجدية إجماع مهم رفيع المستوى للحزبين والبلدين والاتفاقات ذات الصلة، والالتزام بطريق المفاوضات الودية في إدارة النزاعات بالشكل الملائم، وعدم ترك القضية البحرية تؤثر على الصورة الأوسع للعلاقات الثنائية.

وأكد على أنه من الأهمية بمكان الانخراط بشكل نشط في تعاون بحري، واستكشاف التنمية المشتركة، وتهيئة ظروف مواتية لإيجاد تسوية نهائية للقضية البحرية، وتعزيز التعاون العملي بشكل شامل.

وقال إن الصين وفيتنام بحاجة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للتبادلات والتعاون على الصعيد الشعبي، وتوطيد التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة وتنمية الشباب والإعلام، وإقامة المزيد من أنشطة التبادل الودي التي يرحب بها الشعبان، سعيا لتوفير دعم عام قوي لتنمية العلاقات الصينية-الفيتنامية.

وذكر شيونغ أن "العلاقات بين الصين وفيتنام تقف عند بداية تاريخية جديدة".

وأضاف قائلا "طالما ظل الجانبان متمسكين بالقيم التي تقوم عليها العلاقات "سنواصل بالتأكيد... تحقيق المزيد من الفوائد الملموسة لشعبي البلدين وتقديم إسهامات أكبر للسلام والاستقرار والتقدم البشري في العالم".

 

الصور

010020070790000000000000011100001387155591