تحليل إخباري: زيارة بوتين وماكرون لإسرائيل والضفة تفعيل للدور الدولي بشأن القضية الفلسطينية

2020-01-24 23:05:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 24 يناير 2020 (شينخوا) شكلت زيارة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اليومين الماضيين، لإسرائيل والضفة الغربية إعادة لتفعيل الدور الدولي بشأن القضية الفلسطينية.

ويبرز مراقبون فلسطينيون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) أهمية الزيارتين بالنظر إلى الوقت الحساس بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية التي عانت مؤخرا من تراجع في الزخم الدولي لصالح قضايا إقليمية أخرى.

وتهدد إسرائيل منذ فترة بفرض سيادتها على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وهو ما يقول الفلسطينيون إنه تقويض فعلي وخطير لرؤية حل الدولتين المدعومة دوليا.

كما أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن قرب طرح خطتها المقترحة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم "صفقة القرن" والتي يرفض الفلسطينيون التعاطي معها ويطالبون بآلية دولية لرعاية المفاوضات مع إسرائيل.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي من رام الله أحمد رفيق عوض أن كلا من زيارة بوتين وماكرون إلى إسرائيل والضفة الغربية خلال اليومين الماضيين "تعزيز لدور موسكو وباريس في الصراع الفلسطيني والإسرائيلي بدلا من الولايات المتحدة التي تركت فراغا".

ويقول عوض "إن روسيا وفرنسا لديهما تأثير كبير على القضايا العالمية وكلاهما عضوان دائما في مجلس الأمن الدولي فضلا عن أنهما تدعمان بشكل معلن حل الدولتين".

ويضيف أن بوتين وماكرون يمكنهما العمل كوسطاء لتحقيق السلام المنشود وهو أمر مهم جدا بالنسبة للفلسطينيين "الذين يرفضون منح التميز والأفضلية للأمريكيين بعد انحيازهم لإسرائيل، وبالتالي معنيون بالتحالفات الدولية الكبيرة ومن ضمنها تعميق التحالف مع موسكو وباريس".

ويبرز عوض حرص بوتين وماكرون على إضفاء التوازن في علاقتهما مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني كونهما قاما بزيارة الضفة الغربية بعد زيارة إسرائيل "بما يعكس تعزيزا للموقف الدولي من القضية الفلسطينية وأهميتها".

وكان كل من بوتين وماكرون قد وصلا الى إسرائيل للمشاركة في إحياء إسرائيل الذكرى الـ75 لتحرير معسكر أوشفيتز النازي حيث قتل نحو مليون يهودي، في حفل أقيم عند نصب "ياد فاشيم" لضحايا المحرقة في القدس وحضره حوالى أربعين من قادة العالم.

وحرص الرئيسان الروسي والفرنسي على أن تشمل زيارتهما الضفة الغربية حيث اجتمع كل منهما على حدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأجريا مباحثات سياسية بشأن العلاقات الثنائية ومستقبل عملية السلام.

ويرى الدبلوماسي الفلسطيني السابق نبيل عمرو أن زيارتي بوتين وماكرون إلى الضفة الغربية "مهمة جدا بالنسبة للفلسطينيين ومحل تقدير كبير".

ويقول عمرو "إن كلا من بوتين وماكرون وجها رسالة دعم سياسي حقيقية للفلسطينيين وتفعيل للدور الدولي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة عدم قيامهما بأي نشاط يتماهى مع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

ويضيف أن إسرائيل سعت لاستغلال إحياء ذكرى الهولوكوست للتغطية على انتهاكاتها الجسيمة بحق الفلسطينيين "الذين يتعرضون لإهدار حقوقهم وهو أمر بشع ولا يليق بالحضارة الإنسانية وخارج عن القانون الدولي".

ويرى عمرو أن حرص بوتين وماكرون على أن تشمل زيارتهما الضفة الغربية هو "تبديد لمساعي إسرائيل المذكورة وهو كذلك يوجه رسالة سياسية مهمة في ظل التهديد الإسرائيلي المتكرر بضم مناطق واسعة من الضفة".

وأكد كل من بوتين وماكرون خلال لقائهما مع عباس في مدينتي بيت لحم رام الله في الضفة الغربية، مواصلة دعم الفلسطينيين والتمسك بمساعي تحقيق السلام وفق حل الدولتين.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني صرح بأن زيارة بوتين وماكرون إلى الضفة الغربية "ترسيخ للمركز القانوني للدولة الفلسطينية".

وأضاف مجدلاني أنها تأكيد على أن فلسطين لها دور محوري في الأمن والاستقرار في المنطقة وضمانة تحقيق ذلك بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن فلسطين في منظور الدول "دولة تتمتع بالاحترام في إدارة العلاقات السياسية والدولية".

وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ نهاية عام 2017 إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفضت مسبقا خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومنذ إعلان ترامب، يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.

ويعتقد مدير مؤسسة الدراسات الديمقراطية في رام الله جورج جقمان أن كلا من بوتين وماكرون حاولا خلال زيارتهما للمنطقة التصدي للتهديد الإسرائيلي المتزايد بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.

ويقول جقمان إن زيارة بوتين وماكرون مهمة جدا بالنسبة لوقتها الحساس "كون إسرائيل تصعد بشكل غير مسبوق تنفيذ خططها لفرض السيادة على الأراضي الفلسطينية خدمة لمشاريع التوسع الاستيطاني".

ويضيف أنه في المقابل لابد من إجراءات دولية فاعلة "لأن القضية المهمة بالنسبة لإسرائيل هو ما تقوم به على الأرض من ترسيخ لمشاريعها الاستيطانية وضم الأراضي وليس رأي الأطراف الدولية".

وبناء على ذلك، يتوقع جثمان أن تساهم زيارتا بوتين وماكرون للمنطقة في وضع كوابح لسعي إسرائيل إلى ضم مناطق من الضفة الغربية لسيادتها على الأقل خلال الفترة التي تشهد مزايدة بين الأحزاب الإسرائيلية قبيل انتخابات مارس المقبل.

الصور