مقالة خاصة: الذكاء الاصطناعي يعزز جهود السيطرة على كورونا الجديد خلال فترة ذروة السفر في الصين

2020-02-06 14:25:08|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 6 فبراير 2020 (شينخوا) في كل ثانية، قد يتم اكتشاف 15 مسافراً يُشتبه بإصابته بالحمى حتى وإن كان على بعد أكثر من ثلاثة أمتار، وكل ذلك يتم من خلال عملية يقوم بها بشكل كامل موظف واحد فقط.

فلقد تم نشر نظام مسح حراري للحمى يعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في بعض مناطق المارة المزدحمة في العاصمة الصينية بكين لتوفير فحص فعّال لدرجة حرارة الجسم من دون أي اتصال شخصي مباشر، وسط الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات الصينية لمراقبة واحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد خلال فترة ذروة السفر المقبلة لما بعد العطلة بمناسبة عيد الربيع.

وتدخل جهود الوقاية والمراقبة لوباء فيروس كورونا الجديد فترة حرجة وحساسة مع تدفق المسافرين المتوقع أن يبلغ أوجه خلال فترة ذروة السفر ما بعد انتهاء العطلة.

وفي هذا السياق، أطلقت محطات مترو الأنفاق في بكين، على سبيل المثال، تدابير لقياس درجات حرارة أجسام الركاب في جميع محطات المترو فيها يوم الجمعة الماضي، حيث سيتم فحص الركاب بواسطة ماسحات صور حرارية ومقاييس حرارية محمولة، بينما سيُنقل الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات ومؤشرات غير طبيعية إلى المستشفيات للخضوع للمزيد من الاختبارات والفحوص للتأكد من أوضاعهم الصحية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن استخدام مقاييس الحرارة المحمولة التقليدية في مناطق المارة المزدحمة مثل محطات المترو والقطارات قد لا يكون فعالاً بدرجة كافية، وقد تحدث حالة من الازدحام بين صفوف العامة، ما يرفع بالتالي مخاطر العدوى العابرة نظراً للاتصال القريب بين الأشخاص.

كما أن من الصعب أيضاً لأعضاء الفرق الطبية المنتشرة تحديد مناطق الحرارة المرتفعة بشكل سريع عن طريق صور الأشعة تحت الحمراء من خلال العين المجردة وتحديد الهدف للتعامل معه بطريقة صحيحة ومناسبة.

وفي الوقت ذاته، وعلى الرغم من دمج بعض أنظمة مسح درجات الحرارة مع ميزات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإن ارتداء الناس للأقنعة والقبعات يعني انخفاض قدرة تلك الأنظمة على تحديد ميزات التعرف على الوجه، وبالتالي انخفاض قدرة التعرف والتحليل.

فكيف أصبحت مهمة اكتشاف وتحديد المصابين بالحمى بشكل سريع في مناطق المارة المزدحمة دون أي اتصال جسدي مباشر قضية مُلحة ضمن جهود وأعمال مكافحة فيروس كورونا الجديد والوقاية منه.

في الـ 25 يناير، دعا مجمع تشونغقوانتسون العلمي في بكين شركات التكنولوجيا ومجموعات البحث في حي هايديان لتطوير حلول ذكاء اصطناعي لأنظمة مسح درجات الحرارة عبر الأشعة تحت الحمراء لتعزيز وتحسين دقة وفعالية وكفاءة مسح درجات الحرارة في مناطق المارة المزدحمة.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، تم نشر أنظمة مسح للحمى مزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في بعض محطات المترو بحي هايديان، الذي يحتضن مجمع تشونغقوانتسون للتكنولوجيا الفائقة، وقاعة خدمات حي هايديان.

وقالت شركة "ميغفي" للذكاء الاصطناعي، مُطورة النظام، إن مهندسيها قاموا بترقية وتطوير النظام المعني بالنسبة للأقنعة والقبعات بهامش خطأ ضمن 0.3 درجة مئوية، فضلاً عن دعم النظام أيضاً لميزة مسح درجات الحرارة عن بعد دون اتصال مباشر ومن مسافة أكثر من ثلاثة أمتار.

فعند مرور راكب يشتبه بإصابته بأعراض الحمى، سيعمل النظام فوراً على إخطار أعضاء الفريق المختص، بينما تعمل تكنولوجيا إعادة تحديد هوية الشخص (آر إي آي دي)، وهي تكنولوجيا تستخدم لتحديد وتعقب الشخص المعني من بين صور المجموعة، ومن ثم تمكين أعضاء الفريق من تحديد الراكب بشكل سريع لإخضاعه لاختبارات وفحوصات أكثر للتأكد من حالته الصحية.

وفي هذا السياق؛ قال باحثون من الشركة المذكورة إن بإمكان النظام المذكور إرسال تنبيهات الإصابة بالحمى المتعلقة بـ 15 شخصاً كل ثانية، وإن بإمكان نظام واحد تغطية 16 مساراً للركاب، ما يغطي بشكل أساسي مدخلا واحداً لمحطة المترو. وفي الوقت ذاته؛ فإن شخصاً واحدا فقط يمكنه القيام بهذا العمل في الموقع، ما يعني بالتالي تخفيضاً لمخاطر الإصابة بين صفوف العاملين المعنيين في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا الجديد.

أما في محطة مترو أنفاق تشينغخه، تم نشر نظام مسح للحمى مزود بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل شركة "بيدو" عملاق التكنولوجيا الصيني، حيث وُضع قيد التشغيل يوم السبت الماضي.

وتعتبر المحطة المذكورة من محطات المغادرة لخط سكة حديد بكين-تشانغجياكوه فائقة السرعة، وإحدى أكبر المحطات على الخط المذكور، فضلا عن كونها محطة تحويل داخلية إلى خط مترو بكين رقم 13. وخلال عيد الربيع، كان المعدل الوسطي لتدفق الركاب فيها يصل إلى 30 ألف راكب كل يوم.

وبإمكان نظام شركة "بيدو" المذكور أيضاً توفير ميزات تحديد المصابين المشتبهين بالحمى بشكل أوتوماتيكي وبدون اتصال مباشر وتحديد مكان الحالات المشتبهة، فضلاً عن أن الركاب لن يكونوا بحاجة إلى نزع أقنعتهم الواقية خلال مرورهم عبر إجراءات الفحص المعنية.

وقالت شركة "بيدو" إن الطلب على أنظمة مسح درجات الحرارة في المناطق مزدحمة السكان يتوسع في العديد من المدن الصينية. بينما ستعمل الشركة على توفير دعم مجاني للوكالات الحكومية على جميع المستويات والمجتمعات المحلية لتعزيز أعمال الوقاية والسيطرة ومكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد.

الصور

010020070790000000000000011100001387606721