مقالة خاصة: التفاؤل يزداد حول الوضع الأمني في أفريقيا مع إسكات الأسلحة هناك

2020-02-13 15:33:36|arabic.news.cn
Video PlayerClose

أديس أبابا 13 فبراير 2020 (شينخوا) لم يكن سوى القليل من الناس مَن هم أكثر إثارة من يونغ نيال، وهو لاجئ جنوب سوداني يقيم حاليا في إثيوبيا، في وقت تدخل فيه القارة الافريقية مرحلة "إسكات الأسلحة" أو صمت المدافع وإنهاء جميع الحروب، التي ظلت تنشر الدمار في قارة غنية بالموارد، ولكنها الأقل استقرارا.

وباعتباره واحدا من تطلعات رئيسية بخطة التنمية القارية لأفريقيا لعام 2063، والتي أطلق عليها "أفريقيا التي نريد"، كان إسكات الأسلحة أو صمت المدافع، بعموم أفريقيا بحلول عام 2020، هو كل ما يتطلع إليه لاجئ جنوب السودان البالغ من العمر 16 عاما، حيث أن الحرب الأهلية المتطاولة في بلده، أجبرته على البحث عن ملجأ في إثيوبيا المجاورة لجنوب السودان، إلى جانب أفراد أسرته الأربعة.

قال نيال لـ((شينخوا)) "إذا توقفت الحرب في بلدي، فهذا يعني أننا سنكون قادرين على العودة إلى وطننا، وبدء حياة طبيعية وسلمية مرة أخرى".

وكما تعهد القادة الأفارقة بإنهاء جميع الحروب في جميع أنحاء القارة خلال اجتماعهم الأخير كجزء من قمة الاتحاد الأفريقي الـ33 التي عقدت في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة من 9 فبراير إلى 10 منه، أُعطي نيال وملايين الفتيان المتأثرين بالصراعات في جميع أنحاء القارة، شعورا بالأمل في أن يتمكنوا من التمتع بالسلام والاستقرار بالقارة، وهو شرط أساسي لافريقيا مزدهرة.

وفي خضم الحاجة الأكبر لإنهاء جميع الحروب في جميع أنحاء القارة، وفي كلمة له أمام زعماء القارة، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، إن عام 2020 قد أُعلن عاما "لإسكات الأسلحة في القارة".

وخاطب رئيس الاتحاد الأفريقي المكون من 55 عضوا، رؤساء الدول والحكومات الافريقية يوم الأحد، متسائلا "كيف ننجح في هذا العمل الفذ في قارة تتصارع مع ظواهر بارزة مثل الإرهاب، والصراعات بين المجتمعات، والأزمات قبل الانتخابات أو بعدها، أو حتى النزاعات بين الدول؟".

وأكد على الحاجة إلى بذل جهود فعلية منسقة لتحقيق الطموح القاري لإسكات الأسلحة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

كان القادة الأفارقة قد تبنوا في يناير 2017، خارطة الطريق الرئيسية للاتحاد الأفريقي للخطوات العملية من أجل "إسكات الأسلحة في إفريقيا بحلول عام 2020"، كجزء من خطة التنمية القارية للاتحاد الإفريقي لخمسين عاما، بحلول عام 2063، والتي تأمل بإنهاء جميع النزاعات في إفريقيا بحلول عام 2020.

قال رامتاني لامامارا، المبعوث الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بشأن تحقيق هدف إسكات الأسلحة، إنه على الرغم من أن احترام السيادة الوطنية أمر بالغ الأهمية، ولكن "يجب ألا يقوض ذلك الجهود المبذولة لتوسيع نطاق منع نشوب الصراعات، وإذا لزم الأمر، اتخاذ إجراء جماعي باسم مبدأ (معالجة) عدم اللامبالاة، المنصوص عليه في القانون التأسيسي".

وفي الوقت الذي يتكاتف فيه الزعماء الأفارقة لكبح النزاعات التي تعيق طموحات التنمية في القارة، تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، يدعو الخبراء أيضا صانعي السياسات في القارة، إلى تكرار تجربة الوحدة التي تم تحقيقها في اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية في إفريقيا (AfCFTA)، والتي تم إطلاقها في يوليو 2019.

لقد أكد معهد الدراسات الأمنية، وهو منظمة أفريقية غير ربحية، في منشور بعنوان (الصراع لا يزال أكبر تحدٍ تواجهه إفريقيا في عام 2020)، على ضرورة أن يعيد القادة الأفارقة "تكرار ما أظهروه من الوحدة التي تحققت فيما يتعلق باتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، والعمل على تحقيق هدف إسكات الأسلحة".

ووفقا للمعهد، فإن عام 2020، من المفترض أن يكون "عاما هاما" للاتحاد الأفريقي، حيث يسعى الاتحاد إلى "إنهاء جميع الحروب والنزاعات الأهلية والعنف القائم على العرق الاجتماعي، والنزاعات العنيفة، ومنع الإبادة الجماعية في القارة بحلول هذا العام 2020".

لقد أوضح رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، الذي يتولى منصب الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي لعام 2020، أن طموح إسكات الأسلحة سيساعد القارة الأفريقية على الاستفادة الكاملة من مواردها الطبيعية، وكذلك الاستفادة من رأس المال البشري.

وقال رامافوسا "نعم، نحن أغنياء بالموارد الطبيعية، ولكن أيضا في التاريخ والإنتاج الفكري والثقافة والإحساس بالإنسانية ورأس المال البشري"، مضيفا "نحن كأفارقة نعيش في هذا العصر الجديد، نتحمل أكبر المسؤوليات لضمان ألا تصبح ثروتنا فقرا لنا؛ وألا تصبح النعمة نقمة، وألا تصبح مواردنا سببا لسقوطنا".

وأضاف رئيس جنوب أفريقيا "نحن من يتحمل مهمة بناء أفريقيا مزدهرة، وفي سلام مع نفسها".

ووفقا لرامافوسا، ستعمل حكومة جنوب إفريقيا مع مجلس السلام والأمن التابع لمفوضية الاتحاد الأفريقي على "تركيز جهودنا على حل النزاعات في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وخاصة تلك التي تعاني من نزاعات طويلة".

وعلى الرغم من القلق المتزايد من أن مهمة إسكات الأسلحة ستكون جسيمة، على ضوء طبيعة النزاعات المستمرة والمتكررة في جميع أنحاء القارة، فقد أعرب كثيرون أيضا عن التفاؤل فيما يتعلق بإمكانيات القارة وقدراتها على تحقيق ذلك.

ووفقا لما قاله لامامارا، فإن تكرار الإنجازات الأخيرة التي تحققت في تعزيز السلام والأمن في إفريقيا سيساعد على تحقيق الهدف الرئيسي للطموح القاري لإنهاء جميع الحروب.

وأشار إلى أنه "بالنظر إلى المنجزات التي تحققت في تعزيز السلام والأمن في القارة خلال العقود الأخيرة، فإن الهدف النبيل المتمثل في إسكات الأسلحة، وإنهاء الحروب في القارة أمر قابل للتحقيق".

وأضاف أن "أفريقيا لديها خطة حيوية طموحة لتعزيز السلام والأمن والاستقرار، إضافة إلى تعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان والشعوب والدستور".

الصور

010020070790000000000000011100001387804941