تحليل إخباري: بعد الهجمات السورية الأخيرة... تركيا تغير استراتيجيتها في إدلب عبر تعزيز وجودها العسكري

2020-02-14 04:53:36|arabic.news.cn
Video PlayerClose

أنقرة 13 فبراير 2020 (شينخوا) قال خبراء أتراك إنه ردا على الهجمات السورية المدعومة من روسيا في إدلب، غيرت تركيا استراتيجيتها عبر تعزيز وجودها العسكري في المحافظة الواقعة شمالي سوريا، حتى تضغط على دمشق لكي تلتزم بالاتفاقيات الروسية-التركية.

وردا على مقتل 13 جنديا تركيا جراء قصف سوري في هجومين منفصلين خلال الشهر الجاري في إدلب، آخر معاقل المتمردين في سوريا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أمس الأربعاء إن "تركيا ستضرب القوات السورية في أي مكان" إذا تعرض جندي تركي آخر للأذى، بل وربما تستخدم القوة الجوية.

وتدفق من تركيا إلى إدلب خلال الأيام القليلة الماضية آلاف الجنود فضلا عن قوافل المركبات العسكرية على طول الحدود، وشمل ذلك إرسال دبابات وناقلات جنود مدرعة ومعدات رادار، حيث تهدف أنقرة إلى تعزيز نقاط المراقبة الـ12 التي أقامتها في إدلب.

وقال أويتون أورهان، محلل بارز بمركز دراسات الشرق الأوسط في أنقرة، "في أعقاب هجمات النظام السوري التي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، تحولت تركيا عن استراتيجية دبلوماسية تهدف إلى حماية اتفاقيات عدم التصعيد، إلى استراتيجية عسكرية تقوم على زيادة قواتها في إدلب".

يذكر أن أنقرة وموسكو اتفقتا في سبتمبر 2018 على تحويل إدلب إلى منطقة عدم تصعيد تُحظر فيها الأعمال العدوانية بوضوح.

وتابع أورهان "تريد تركيا أن تفهم دمشق وموسكو أنها جادة في الأمر وأنها لن تتراجع أمام تلك الهجمات الاستفزازية. إنه صراع قوة، وأنقرة ترغب قطعا في الفوز به".

وقال المحلل السياسي سيركان ديمرداش في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "الوضع الراهن في إدلب يمثل تهديدا للمدنيين ولأمن تركيا التي تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري"، مضيفا أن الموقف التركي في إدلب يحظى أيضا بدعم الولايات المتحدة، حليفة تركيا في الناتو، التي أرسلت مبعوثها الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إلى العاصمة التركية.

وتابع "المزيد من التصعيد لن يقود إلا إلى المزيد من النازحين وقد يُطلق موجة لاجئين جديدة نحو أوروبا ومناطق أخرى عبر تركيا".

ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء فوري لدعم تركيا عبر زيادة الضغوط على روسيا وسوريا.

وحدد أردوغان نهاية فبراير موعدا نهائيا لعودة الاستقرار في إدلب، في الوقت الذي تختبر فيه أنقرة إمكانية عقد قمة جديدة بين روسيا وإيران وتركيا لتسريع وتيرة العملية السياسية قبل أن تصل قوات الأسد (الرئيس السوري) إلى وسط إدلب.

وأوضح ديمرداش "لا أحد يرغب في حرب بين تركيا وسوريا. لكن تلك الحرب يمكن تفاديها فقط عبر موقف قوي من جانب كل الأطراف المعنية. لا يتعين ترك تركيا بمفردها أمام الهجمات السورية والمأساة الإنسانية المتفاقمة".

الصور

010020070790000000000000011100001387815821