تقرير إخباري: الفلسطينيون ينددون بتشكيل لجنة إسرائيلية أمريكية لبحث فرض السيادة على الأغوار والمستوطنات في الضفة الغربية

2020-02-17 05:33:35|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله/ غزة 16 فبراير 2020 (شينخوا) ندد الفلسطينيون اليوم (الأحد)، بتشكيل لجنة إسرائيلية أمريكية مكلفة بفرض السيادة على غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، معتبرين أن الخطوة تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني.

وجرى تشكيل اللجنة التي ستباشر عملها قريبا، بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، للبدء في رسم الخرائط الميدانية الخاصة بإسرائيل، وفق ما تحدده خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المعروفة إعلاميا "صفقة القرن".

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن الخطة الأمريكية "خطيرة جدا لأنها تتعامل وفق نموذج قائم على محاولة إيقاع الهزيمة بالفلسطينيين ليستسلموا ثم يرضخوا"، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني "لن يستسلم أو يقبل بمبادرة لا تحقق الحد الأدنى من العدالة".

واعتبر اشتية، في كلمة خلال ندوة حول فلسطين ضمن أعمال الدورة الـ56 لمؤتمر ميونخ للأمن، أن المقترح الأمريكي ليس للتفاوض بل للتنفيذ، فقد أعطى الإسرائيليين الحق بضم الأغوار والقدس ومناطق أخرى فورا، إذ تشكلت لجنة أمريكية إسرائيلية لرسم خرائط الضم بالشكل النهائي".

وأضاف اشتية، بحسب بيان صدر عن مكتبه تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، أن "الخطة ليست أكثر من مذكرة تفاهم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يمكننا أبدا دعوتها بخطة سلام، وهي جزء من الحملتين الانتخابيتين لهما، لا سيما عندما نتحدث عن توقيت الإعلان عنها".

وتابع أن "الخطة تعطي الطرف الإسرائيلي تنفيذ ما حصل عليه بالخطة فورا، بينما على الجانب الفلسطيني أن يعمل ليكون مؤهلا لذلك، خلال أربع سنوات وبشروط القبول بإسرائيل كدولة يهودية، وأن يكون سلوكنا جيدا وفق المعايير الإسرائيلية، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأوضح اشتية أن "ما يعرضه الرئيس ترامب كيان بلا سيادة، وغير متصل الأطراف ولا يشمل القدس، ولا اللاجئين، ويبقي 720 ألف مستوطن في أرضنا يعيشون في 221 مستوطنة، كما تريد الخطة ضم 40 % من الأراضي الفلسطينية".

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم، عن تسمية أعضاء اللجنة المكلفة بفرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية.

ونقلت الإذاعة عن مصدر أمريكي رفيع قوله، إن الجانب الأمريكي يمثله في اللجنة سفير واشنطن في القدس ديفيد فريدمان وكبير مستشاريه اريه لايتستون والمسئول عن الشئون الإسرائيلية الفلسطينية في مجلس الأمن الوطني الأمريكي سكوت ليث.

أما الجانب الإسرائيلي فيمثله السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون دريمر، الوزير ياريف ليفين ومدير عام يوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، رونين بيرتس.

وأشار المصدر الأمريكي، إلى أن الطرفين سيحاولان خلال الأيام القليلة المقبلة تحديد المواعيد للشروع في المفاوضات، مرجحا أن تبدأ قبل الانتخابات العامة المقررة في مارس المقبل.

واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات، أن مباشرة لجنة أمريكية إسرائيلية بترسيم الخرائط وفق "صفقة القرن لضم الضفة الغربية إعلان الانسحاب من اتفاقية أوسلو الموقعة مع منظمة التحرير والإتفاقات الموقعة وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والشرعية الدولية".

وقال عريقات في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حددا نتائج مفاوضات الوضع النهائي قبل أن تبدأ.

وأشار عريقات إلى أن الهدف من خطوة الضم "تدمير الكيانية الفلسطينية السياسية المتمثلة بالسلطة الفلسطينية وتدمير كل ما قامت عليه عملية السلام".

من جهتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي للصحفيين في رام الله، إن "اللجنة مكونة من اللصوص تقوم بتقسيم الغنائم بغياب الضحية (الجانب الفلسطيني) بدون أي مسائلة أو تطبيق للقانون الدولي والانساني الدولي".

وأضافت أن اللجنة "شكلت للتطبيق الأحادي لما يسمى خطة ترامب بحيث تقضي على الوجود الفلسطيني وتقوم بتشريع الضم والتوسع الإسرائيلي"، معتبرة أن "كل ما تقوم به هذه اللجان هو باطل ولن يمر".

من جهته، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية الوزير وليد عساف، رفض الجانب الفلسطيني تشكيل أي لجان باعتبارها إحدى نتاج الخطة الأمريكية.

وقال عساف لـ(شينخوا)، إن الشعب الفلسطيني سيتصدى لأي محاولات لضم الأراضي في غور الأردن والضفة الغربية، مشيرا إلى أن هيئته وضعت خطة تقوم على تعزيز المقاومة الشعبية وتعزيز صمود الفلسطينيين على الأرض.

وأضاف أن الخطة تعمل على مبدأ البقاء الفلسطيني على الأرض خاصة في منطقة الأغوار وتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان المناطق المهددة بالمصادرة والضم من تأمين صحي وبناء مدارس وإنشاء هيئات محلية.

كما اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، أن الإعلان عن اللجنة "يشكل إمعانا في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه، واستخفافا بالمواقف الدولية التي رفضت صفقة القرن".

وحذر بيان صادر عن الوزارة تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، من التداعيات الخطيرة لتشكيل اللجنة على فرص تحقيق السلام وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، وتماديا في التمرد والانقلاب على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها.

وقال البيان، إن الوزارة "تنظر بخطورة بالغة لهذه الخطوة الاستفزازية العدوانية، وتتعامل معها كجزء لا يتجزأ من صفقة القرن المشؤومة وامتداد لإجراءات وتدابير الاحتلال الهادفة الى حسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية من جانب واحد وبالقوة".

وشدد، على أن دولة فلسطين ترفض هذه اللجنة ومخرجاتها، داعيا المجتمع الدولي إلى رفضها وإدانتها، على اعتبار أنها "جريمة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته".

وأشار البيان، إلى أن الوزارة ستعمل على مواجهة هذا الإجراء سياسياً وقانونياً ضمن الإجراءات المتاحة وفق مسؤولياتها.

وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية التي عقدت في مدية القدس اليوم، أن "اللجنة ستعمل على رسم خريطة الأراضي وهذا العمل قد بدأ وهو في خضمه".

وأضاف "نحول أراضي الوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) إلى جزء من دولة إسرائيل إلى الأبد، مشيرا إلى أن الفريق الإسرائيلي سيعمل مع نظيره الأمريكي وقيادات الاستيطان والجهات الأمنية بشكل وطيد من أجل اكمال العمل بالسرعة الممكنة".

واعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، تصريحات نتنياهو "وصفة لاستمرار الصراع ومزيد من الضحايا والمعاناة والآلام".

وقال بيان صادر عن الحركة تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، إن تصريحات نتنياهو "تؤكد حقيقة صفقة القرن بسط الهيمنة الإسرائيلية لتشمل كل فلسطين التاريخية وليست مخططا يسعى لإحلال السلام بناء على أسس العدالة واحترام القانون الدولي".

واعتبر البيان، أن "حديث نتنياهو خطير يأمل من خلاله تحقيق مكاسب انتخابية آنية لكنه يشكل خطرا على الإسرائيليين قبل غيرهم، وهذا ما يجب أن يتفهمه الناخب الإسرائيلي الذي يجب أن يحافظ على مصالحه وأن يسقط هذه الحكومة ورئيسها المطلوب للعدالة".

وفي السياق ذاته، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن إعلان نتنياهو عن تشكيل لجنة إسرائيلية أمريكية مشتركة لرسم خرائط لضم الضفة الغربية تؤكد المشاركة الأمريكية في العدوان على حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، إن الإعلان "تحد من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لكل مكونات الأمة على المستوى الرسمي والشعبي التي ترفض صفقة القرن وتمرد على كل القوانين والأعراف الدولية بتشجيع أمريكي".

وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحالية منذ نهاية العام 2017 إثر إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفضت مسبقا خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويطالب الفلسطينيون منذ ذلك الحين بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المباحثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.

الصور

010020070790000000000000011101451387894571