مقالة خاصة: شابة جامعية فلسطينية تتحدى البطالة بالرسم

2020-02-18 06:13:35|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 17 فبراير 2020 (شينخوا) تلجأ شابات فلسطينيات إلى خيارات بديلة تمكّنهن من تحدي ظروفهن المالية والمعيشية الصعبة لإنقاذ طموحهن العلمي عن طريق استثمار مواهبهن بدلا من العمل بتخصصهن الجامعي.

وكغيرها من الشابات الفلسطينيات اصطدمت هيام سحويل (24 عاما) من مدينة رام الله في الضفة الغربية بجدار البطالة الذي يتعاظم نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية، إلا أن هذه الفتاة الجريئة لم تستسلم لمصيرها وتحدت كل الظروف من خلال موهبة لديها في فن الرسم.

وداخل إحدى المقاهي المنتشرة في وسط رام الله، تحرك هذه الشابة ذات العيون الخضراء والشعر البني، قلماً من الرصاص الجاف بعناية على لوحة لرسم ملامح وجه شاب طلب بأن تكون بالأبيض والأسود، بينما أنهت لتوها لوحة أخرى باستخدام الألوان المائية.

وتقول سحويل لوكالة أنباء ((شينخوا)) بعدما أكملت رسم لوحة مصغرة على ورقة كرتونية بيضاء، "أنا أحب كسر التقاليد وتحدي الظروف".

وتضيف "لقد تخرجت منذ عدة أعوام من الجامعة تخصص العلوم المالية والمصرفية ولم أجد أي فرصة عمل وطرقت كل الأبواب دون جدوى".

وتتابع "قررت تحدي الظروف والخروج عن المألوف بهدف الحصول على مورد مادي لاستكمال طموحي لحين إيجاد عمل مناسب لتخصصي وعدم الركون إلى انتظار المجهول".

وخلال حديثها، تحلق بعض زبائن المقهى حول سحويل لمشاهدتها وهي ترسم أصدقاءهم.

وتقول سحويل إن الكثير من زميلاتها في الجامعة قررن البقاء في بيوتهن دون عمل، وأخريات وجدن عمل غير مناسب لهن، أما أنا فقررت استغلال موهبتي في الرسم لكسب المال وتوفير فرصة عمل.

واكتشفت سحويل موهبة الرسم في سنواتها الدراسية الأولى بينما كانت تقوم بواجب حصة الرسم بسرعة أكبر من زملائها الآخرين في المدرسة.

وتضيف "بدأت ألاحظ بأن لدي موهبة في الرسم منذ ذلك الوقت، وبعدها بدأت في رسم صور مشاهير أو أشخاص على الإنترنت والمحيطين نالت إعجاب كل من يرى رسوماتي ولوحاتي".

وتقول إنها منذ سنوات بعد أن لاحظت الإعجاب برسوماتها، وتحديدا الرسومات التي تخص صور شخصية لمواطنين، برزت لديها فكرة أن يكون لها مصدر دخل خاص من خلال موهبتها.

وتشير إلى أن عملها في الرسم بات مصدر دخلها الآن، وهي تستخدمه في توفير مصاريفها الحالية، لافتة إلى أنها قد ترغب لاحقا في إكمال تعليمها بالحصول على شهادات عليا.

وتستخدم سحويل جميع أدوات الرسم من ألوان مائية وجافة والفحم، ولكنها تفضل عادة التعامل مع الألوان الخشبية الجافة.

وتروج سحويل لعملها عبر صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وتستقبل طلبات الزبائن من خلالها أو من خلال أقاربها وأصدقائها.

وعادة تختلف هذه الطلبات عن رسم الصور الشخصية، إلى لوحات متطابقة مع أثاث المنازل والمكاتب.

وتقول سحويل إنها تتمكن من تطبيق أية فكرة قد تتلقاها من أي زبون وفق ما يتطلبه الأثاث الخاص بالمنزل أو بالمكتب "بحيث فقط أحصل على الفكرة أو صورة لما هو مطلوب وأقوم برسمها وتطبيقها".

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية تتجاوز 24 في المائة مع فروق واسعة بالنسبة للجنس، بحيث تصل المعدلات إلى 21 في المائة للذكور مقابل 38 في المائة للإناث.

وعادة ما تستخدم سحويل إطارا خشبيا تضعه حول لوحاتها ليبرز التفاصيل الدقيقة في كل لوحة، مشيرة إلى أنها تواكب التطور في هذا المجال من خلال توفير بعض اللوحات التي تعطي ألوان نهارا وأخرى ليلا.

وتستغرق لوحات سحويل من 3 أيام إلى أسبوع حسب حجم اللوحة والصورة التي تطلب منها، لصور الشخصية ولكن بعض اللوحات الأخرى تحتاج إلى وقت أطول.

وتشير إلى صورة لشاب فلسطيني يدعى أمان زقطان، طلب منها رسمها باللون الأسود بعد أن أرسل صورته عبر الموبايل.

ويقول زقطان (31 عاما) ويعمل مخرج أفلام وثائقية ل(شينخوا)، إنه أعجب بطريقة رسومات سحويل وطلب منها أن ترسم له الصورة ليحتفظ بها لنفسه.

ويضيف أن هذا النمط من الرسم يشعر صاحب الصورة وكأنه أضاف مرحلة قديمة معينة له وبطريقة مختلفة بعيدا عن السائد في هذا الوقت من صور حديثة.

ويبدأ ثمن اللوحات التي تنفذها سحويل من 50 دولارا فما فوق، وذلك يعود إلى حجم الصورة والألوان المستخدمة.

وتحلم سحويل في تأسيس أكاديمية خاصة للرسم تبدأ بمرحلة الطفولة، كما تأمل أن يكون لها مرسم خاص بها إلى جانب الأكاديمية، لتعليم الأشخاص الرسم من بداية حمل القلم أو الريشة.

الصور

010020070790000000000000011100001387930811