تحليل إخباري: إسرائيل تدير الصراع مع قطاع غزة في ظل غياب أي حلول طويلة المدى

2020-02-24 02:33:36|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القدس 23 فبراير 2020 (شينخوا) ارتفعت وتيرة التوترات على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة في الآونة الأخيرة، بعد فترة من الهدوء النسبي الذي شهدته الحدود خاصة بعد توقف "مسيرات العودة" الشعبية الأسبوعية التي بدأت في 30 مارس 2018.

وشهدت الأسابيع الماضية هجمات محدودة متبادلة بين الجيش الاسرائيلي والفصائل المسلحة في غزة.

وتوالي إطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل التي ترد بشن غارات.

وشهد القطاع اخر جولة توتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في منتصف نوفمبر الماضي واستمرت يومين، وأدت إلى مقتل 36 فلسطينيا وجرح العشرات، قبل أن تتدخل على إثرها مصر والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

وتتوسط كل من مصر والأمم المتحدة وقطر منذ أكثر من عام ونصف في تفاهمات سعيا لإدخال تسهيلات إنسانية لقطاع غزة ومنع مواجهة مفتوحة جديدة بين الفصائل وإسرائيل على خلفية مسيرات العودة التي بدأت في 30 مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار عن القطاع.

ويشعر اسرائيليون بعدم الرضا عن سياسة الحكومة تجاه قطاع غزة الذي تحكمه حماس، خاصة في ظل مؤشرات بأن حكومة بنيامين نتنياهو اتخذت قرارا بعدم التصعيد في الوقت الحالي ومواصلة المفاوضات غير المباشرة مع حماس.

وترى رونيت مارزان الباحثة الإسرائيلية في جامعة حيفا والمتخصصة بالشأن الفلسطيني، أن سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة تعتمد على "سياسة تكتيكية تهدف إلى الحفاظ على الهدوء".

وقالت مارزان لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "السياسة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية، تتيح لها الفرصة لإدارة الصراع، فيما تستطيع المحافظة على إرضاء السكان الإسرائيليين المحاذية بلداتهم لقطاع غزة".

وأضافت مارزان أن الحكومة تهدف من وراء ذلك "الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية".

وأعلن كميل أبو ركن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، إعادة مساحة صيد الأسماك قبالة شواطئ قطاع غزة إلى 15 ميلا بحريا.

كما قررت اسرائيل زيادة عدد تصاريح العمال من غزة للدخول إلى إسرائيل 2000 تصريح، ليصبح إجمالي التصاريح لسكان القطاع الذين يسمح للدخول إلى إسرائيل 7000 تصريح.

وجاء ذلك بعد أسابيع من تجميد إسرائيل التسهيلات التجارية التي تقدمها لقطاع غزة ردا على استمرار إطلاق الصواريخ والبالونات المتفجرة تجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقالت مارزان إن "حماس تدرك أن العنف يحقق تنازلات في كل مرة تعلق فيها إسرائيل هذه الإجراءات".

وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يرد بقصف مواقع عسكرية تتبع لحماس في كل مرة تنطلق صواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل، إلا أنه بات واضحا أن صبر سكان الجنوب ينفد بشكل متزايد.

وتأمل أديل رايمر، وهي من سكان بلدات غلاف غزة، أن تتوصل الحكومة الإسرائيلية إلى حل سياسي مع حماس التي تحكم القطاع.

وتعرضت البلدات الإسرائيلية في الجنوب لعدة سنوات لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ولكن توقف الأمر بعد هجوم إسرائيلي واسع النطاق على القطاع في صيف 2014.

وعادت الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى إطلاق الصواريخ على بلدات الغلاف مع تفاقم الوضع في غزة خلال العامين الماضيين.

وقالت رايمر لـ ((شينخوا))، "لا يمكن أن تكون هناك هدنة طويلة الأجل أو وقف لإطلاق النار في غزة إذا لم تتم حل المشاكل العالقة في غزة".

وأضافت "لكن من غير المنطقي أن نستسلم لطلباتهم (حماس)، عندما لا يلتزمون بالجزء الخاص بهم من الاتفاق".

وتعتبر حماس أحد الفصائل الفلسطينية المسلحة التي لا تعترف بوجود إسرائيل، وتعهدت بتدميرها ونفذت مئات من الهجمات ضد الإسرائيليين.

وسيطرت حماس على قطاع غزة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.

ونفذت إسرائيل التي انسحبت من قطاع غزة منذ عام 2005 ثلاثة حروب ضد حركة حماس، والتي كان آخرها في عام 2014.

وقالت رايمر "كانت لدينا سنوات من الهدوء، وكان من الممكن حل قضايا قطاع غزة، ولكن الحكومة أهدرت تلك السنوات، والآن أصبح من الصعب تقديم تنازلات واتفاقات عندما تأتي كنتيجة للعنف".

وبعد تولي حماس السلطة في قطاع غزة عام 2007 منعت إسرائيل عشرات الآلاف من سكان غزة الذين كانوا يدخلون إلى إسرائيل للعمل، وفرضت حصارا صارما أدى إلى زيادة في نسبة الفقر بين سكان القطاع، حيث تبلغ نسبة البطالة في غزة حوالي 50 في المائة.

وأصبح جليا لدى المسؤولين في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أن تخفيف القيود عن قطاع غزة وزيادة رفاهية سكانه سيكون له تأثير مباشر بأن يسود الاستقرار في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية إن إسرائيل "تعد مفاجأة لحماس مختلفة عن أي شيء سابق، ولسنا في عجلة من أمرنا للذهاب إلى الحرب".

ورأى ألون إيفياتار الخبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أن "هذه التصريحات تلحق الضرر بالردع الإسرائيلي والقدرة على تنفيذ مثل هذه الخطط".

وأضاف إيفياتار لـ ((شينخوا)) أنه "يجب أن تكون الصورة متوازنة، ينظر إلى إسرائيل على أنها مستعدة لفعل أي شيء مقابل الهدوء".

واستطرد "بالتأكيد لدى إسرائيل خطط لشن هجوم كبير ضد غزة، لكن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لتجنب ذلك".

وتابع "هناك تفاهم في الحكومة الحالية على أن الأضرار الناجمة عن عملية واسعة النطاق ضد قطاع غزة ستكون أكبر بكثير من الثمن السياسي الذي يتم دفعه في الوقت الحالي".

وسمحت إسرائيل الجمعة الماضي بدخول الأموال من قطر إلى قطاع غزة من أجل تحسين أوضاع السكان الفلسطينيين.

وبات واضحا أن إسرائيل اختارت إدارة الصراع بدلا من حله، ومن الصعب إيجاد لاعب سياسي آخر في إسرائيل يقود سياسة مختلفة كثيرا عن نتنياهو.

وقالت مارزان إن "الإدارة الإسرائيلية الحالية ليست لديها إرادة حقيقية لحل النزاع، إنهم يرغبون في إدارته والسماح بجولات عنف دورية".

الصور

010020070790000000000000011101451388113961