مقابلة: السكرتير الخاص السابق لتاتشر: بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي تنظر للصين كشريك تجاري رئيسي

2020-03-04 14:35:33|arabic.news.cn
Video PlayerClose

لندن 3 مارس 2020 (شينخوا) صرح السكرتير الخاص السابق لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر والخبير البارز في العلاقات الصينية البريطانية بأن إغلاق مدينة كبيرة يقطنها ملايين الأفراد يعد قرارا شجاعا اتخذته الصين في مكافحتها لتفشي كوفيد-19.

جاءت تصريحات تشارلز باول، عضو مجلس اللوردات البريطاني ورئيس كلية إدارة الأعمال بجامعة أكسفورد، خلال حديثه عن فيروس كورونا الجديد، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وهونغ كونغ في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا.

-- استجابة مثيرة للإعجاب

قال باول إن استجابة الحكومة الصينية لتفشي الفيروس مثيرة للإعجاب.

وأضاف "لقد شهدت بداية بطيئة بعض الشيء، ولكن بمجرد انخراط الحكومة الصينية في العمل، كان حجم الإجراءات مثيرا للإعجاب بشدة حقا".

وأشار إلى أنه "في مسألة إطالة عطلة العام الصيني الجديد وإبقاء الناس في منازلهم، فإن قدرة بلد بهذا الحجم والنطاق على القيام بذلك تعد أمرا رائعا للغاية".

وأضاف أن الدول الأخرى حاولت محاكاة أسلوب استجابة الصين على نطاق أصغر بكثير.

و"المرء يتابع كيف تحاول الحكومة الإيطالية عزل جزءين من البلاد وما إذا كانت ستنجح في ذلك. أثق بأن الناس يحترمون رد الفعل الذي اتخذته الصين"، هكذا قال باول.

-- محادثات بها شد وجذب ما بعد بريكست

قال السياسي ورجل الأعمال المخضرم إنه يعتقد أن هناك رغبة حقيقية لدى رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون وحكومته في مواصلة البناء على العلاقات مع الصين.

وفي الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا والاتحاد الأوروبي لبدء محادثاتهما حول اتفاقات تجارية دائمة ما بعد بريكست، قدم باول رأيه الخاص حول النتيجة المحتملة.

في أعقاب انتهاء عضوية بريطانيا في الكتلة في 31 يناير، تتواصل العلاقات والتجارة بين الجانبين بشكل طبيعي في إطار فترة انتقالية تستمر خلالها بريطانيا في إتباع القواعد التي وُقعت في بروكسل، ولكن كل ذلك سيتغير في 31 ديسمبر عندما ينتهي ترتيب الانتقال.

ويعتقد باول أن المفاوضات ستكون صعبة.

وقال "إنها ستشهد الكثير من الشد والجذب. وإن تحقيق اختتام شامل لها في غضون الوقت القصير الذي سمحوا به أمر سيشكل تحديا كبيرا".

وأضاف أن الأمور ستساعد في ذلك لأن حكومة جونسون تبحث عن تنازلات أقل بكثير من أوروبا مقارنة بالحكومة السابقة.

وأضاف "وبهذا المنطق، فإن الجبل ليس شديد الانحدار وليس مرتفعا على النحو الذي قد يبدو عليه".

وذكر "أعتقد أنه من الممكن تماما أن نخرج بأدنى اتفاق. وهذا يعني بشكل أساسي أن نجري تبادلات تجارية وفقا للشروط العادية لمنظمة التجارة العالمية. وآمل في أن نتمكن من تجنب ذلك...فهناك الكثير من الحوافز التي تمكن من التوصل إلى اتفاقات. لكن هذه الرحلة ستكون شاقة".

وقال باول إنه إذا ضاقت عليه الاختيارات، فإنه يضع الاحتمالات في إبرام اتفاق بين 60 و40 في المائة.

وأضاف "لا أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق تجاري شامل"، مضيفا "من الواضح أن ما يقلق الأوروبيين هو أن بريطانيا ستصبح ذات قدرة تنافسية أكبر خارج الاتحاد الأوروبي مقارنة بما كانت عليه عندما كانت بداخله".

لكن باول لا يعتقد أنها ستكون نهاية العالم إذا ما فشلت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق.

وقال "أعتقد أن بريطانيا ستواصل على المدى الطويل تحقيق نتائج جيدة في العالم. سيكون لدينا مزايا بكوننا خارج الاتحاد الأوروبي. فلن نكون مقيدين بهذه القواعد".

واعترف باول بأن العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي على أساس شروط منظمة التجارة العالمية ستكون أسوأ بالنسبة لبريطانيا مقارنة بالشروط الحالية.

"لأن لدينا تجارة خالية تماما من التعريفات الجمركية وما إلى ذلك. لهذا، ستكون هناك عراقيل وعقبات في السوق أيضا. وأي ترتيب لمنظمة التجارة العالمية هو أسوأ مما لدينا في الوقت الراهن وأسوأ من اتفاق التجارة الحرة على الغرار الكندي. ولكن هل هو أسوأ بصورة كارثية أم إنه حقا أسوأ من ذلك بكثير؟ الجواب هو لا.

وتذكر باول أنه قبل الاستفتاء الذي أُجرى بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، أعطى الكثير من الناس في الحكومة، وفي المدينة، وفي قطاع الأعمال الانطباع بأن التصويت لصالح بريكست سيكون كارثة للاقتصاد البريطاني وأن أشياء فظيعة ستحدث. لكن هذا لم يحدث إلى حد بعيد.

لقد تبين أن الخوف الذي روج له بعض منتقدي بريكست قد أسيء تقديره بالفعل. وبدلا من ذلك، رأى باول، أن الاقتصاد البريطاني أدى بشكل نسبي أداء جيدا.

-- الاتفاق التجاري بين الصين وبريطانيا

أعرب باول عن اعتقاده بأن الصين ستسعى أولا إلى التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي فيما ستستغرق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي الكثير من وقت الحكومة البريطانية هذا العام.

وقال باول "يجب النظر بتأنٍ إلى فكرة المبادرات الدبلوماسية الجديدة الكبيرة، سواء مع الصين أو أي جهة أخرى. فلا يمكن للحكومات فعل الكثير في وقت واحد، حتى الحكومة في بلد بحجم الصين. لا يمكنك أن تفعل كل شيء دفعة واحدة. لذلك لن أبحث عن مبادرات مثيرة".

ولم ينظر باول ذلك باعتباره افتقارا للإرادة. "أعتقد أن هناك رغبة حقيقية من جانب رئيس الوزراء ومن جانب الحكومة في تعزيز العلاقات مع الصين".

وأشار باول إلى أن بريطانيا، في مكانتها الجديدة في العالم بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ستواصل سعيها إلى سياسات متوازنة وعلاقات جيدة. وهذا يشمل الرغبة في علاقات جيدة مع الصين.

شغل باول في ثمانينيات القرن الماضي منصب السكرتير الخاص ومستشار الشؤون الخارجية لمارغريت تاتشر عندما كانت رئيسة وزراء بريطانيا.

وفيما يتعلق بهونغ كونغ، قال باول لـ((شينخوا)) "آمل أن تكون تاتشر سعيدة بأن الإعلان الموقع بين بريطانيا والصين ناجح إلى حد كبير جدا من حيث الممارسة العملية، وأنا أؤمن بأن هذا هو الحال".

"فلقد زاد رخاء هونغ كونغ بشكل كبير، وأوفت الصين بالالتزامات والتعهدات التي قطعتها على نفسها في الإعلان المشترك. وكانت تاتشر ستشعر بقلق إزاء بعض المظاهرات الجارية، ولاسيما أنها كانت سترى أنها تقوم على جهل بالحقائق".

وأضاف "أعتقد أن السيدة تاتشر كانت ستحزنها أعمال العنف وستدينها بشدة".

وأعرب باول عن إيمانه بأنه سيثبت أن هذه المظاهرات "نوبة تشنج" وليست ظاهرة مستمرة ودائمة.

الصور

010020070790000000000000011100001388424601