مقالة خاصة: مطاعم عربية تترقب الانتعاش مع استئناف العمل في "سوق العالم للسلع الصغيرة" بشرقي الصين

التاجر الأردني مهند شلبي (إلى اليسار) يقدم رخصة العمل وغيرها من الملفات إلى إدارة تنظيم السوق في مدينة ييوو للحصول على تصريح باستئناف العمل بمطعم "بيتي" الذي يملكه.

هانغتشو 10 مارس 2020 (شينخوا) قدم مهند شلبي، تاجر أردني عمره 42 عاما، مؤخرا نسخا من رخصة العمل والشهادات الصحية وبطاقات الهوية للموظفين في مطعم "بيتي" الذي يملكه، إلى إدارة تنظيم السوق بمدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، للحصول على تصريح باستئناف العمل بالمطعم العربي.

يقع مطعم "بيتي" في شارع تشوتشو الشمالي بمدينة ييوو، التي تعرف بأنها "سوق العالم للسلع الصغيرة". وبفضل موقع الشارع القريب من سوق ييوو للتجارة الدولية، مركز رائد لتوزيع وتجارة السلع الصغيرة في العالم، تنتشر فيه مئات المطاعم الأجنبية وبينها الكثير من المطاعم العربية.

وبسبب تفشي وباء فيروس كورونا الجديد في الصين، صار الشارع المزدحم في العادة بالمطاعم والزوار الأجانب، خاليا خاصة أثناء عطلة عيد الربيع التقليدي المنصرمة.

مشهد لشارع تشوتشو الشمالي القريب من سوق ييوو للتجارة الدولية الذي يعد مركزا رائدا لتوزيع وتجارة السلع الصغيرة في العالم.

ويتطلع الشارع المميز بالأذواق الأجنبية المنوعة، إلى العودة إلى حياته الطبيعية وانتعاش الأعمال التجارية بشكل تدريجي.

وقد بدأت السلطات في مدينة ييوو قبول طلبات مقدمة من المطاعم المحلية لاستئناف الأعمال منذ 3 أسابيع، وسط سلسلة من التدابير للحماية من تفشي كوفيد-19 والسيطرة عليه.

وقال مهند إن "المطعم أغلق لفترة طويلة بعد تفشي الوباء، وتعرضنا لخسائر مالية بالفعل، ولكن حينما يكون هناك زبائن، سنجهز ونستقبلهم على الفور. الآن قد أصبح تفشي الوباء في الصين تحت السيطرة بشكل اساسي، أعتقد أنه بعد مارس، ستتحسن الأوضاع بشكل تدريجي".

وقد عاد حوالي 12 موظفا في مطعم "بيتي" إلى مدينة ييوو، بينهم موظفون من الجنسيات المصرية والسورية والتركية، علاوة على عدد من الطهاة الأجانب الذين هم في طريقهم للعودة إلى المدينة. وأكد مهند أنه في حين تمت الموافقة على طلب استئناف العمل، سيعود الجميع إلى العمل قريبا.

أما حميد، تاجر من العراق، فهو يملك ويدير مطعما عراقيا في هذا الشارع. وقام حميد مع زوجته بالإعداد لاستئناف العمل منذ أيام، حيث قدم طلبا لاستئناف العمل إلى إدارة تنظيم السوق المحلية وسجل سجلات صحية لموظفين في المطعم وقام بتنظيف وتعقيم جميع مستلزمات المطبخ والمفروشات بالمطعم، كما جعل المسافة بين كل طاولة وأخرى في المطعم أكثر من متر.

وقال حميد: "هناك عدد متزايد من الأشخاص في الشارع"، مشيرا إلى أن المطعم تلقى 7 طلبات من الوجبات طوال اليوم حتى الساعة الـ4:00 عصرا بينها طلبات عبر الانترنت وأخرى من المطعم مباشرة.

التاجر العراقي حميد (إلى اليسار) مع زوجته يعملان في مطعمهما بعد استئناف العمل.

وفي سوق خضروات بالقرب من سوق التجارة الدولية، كشف فانغ شين تسانغ، مسؤول السوق، أن هناك 66 كشكا تضم 50 محلا تجاريا، وقد استأنفت 47 محلا منها أعمالها".

وحسب سجلات للمسؤول المذكور، ففي يوم 6 مارس وحده، قد دخل وخرج حوالي 500 شخص من السوق .

إلى جانب ذلك، وحسب إحصاءات من إدارة الدخول والخروج في مدينة ييوو، فقد ازداد عدد الأجانب العائدين إلى ييوو بسرعة متزايدة في الأسابيع الثلاثة الماضية. وتحتضن المدينة بمساحتها البالغة 1105 كيلومترات مربعة فقط، حوالي 15 ألف تاجر أجنبي مقيم فيها، بينما يزورها أكثر من 550 ألف تاجر أجنبي سنويا.

وأكد مسؤول في حكومة مدينة ييوو لمراسل (شينخوا) "لم نغلق باب مدينة ييوو أبدا منذ تفشي الوباء، سواء أمام الأجانب أو الصينيين".

وهناك مطاعم بأذواق إيطالية وإسبانية وكورية وغيرها قرب مطعم "بيتي"، وحسب إحصاءات من الحكومة المحلية، فإنه حتى 7 مارس، استأنف 98 مطعما من بين 136 مطعما في سوق التجارة الدولية بمدينة ييوو، العمل من جديد، بينها 10 من المطاعم الأجنبية.