مقالة خاصة: خبراء عراقيون: تصريحات الرئيس شي بقمة الـ 20 خريطة طريق للعالم لمجابهة كورونا

بغداد 27 مارس 2020 (شينخوا) قال مسؤولون وخبراء عراقيون إن تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة الافتراضية الاستثنائية لقادة مجموعة الـ 20 عبر تقنية الفيديو بشأن فيروس كورونا المستجد، تصلح كخارطة طريق للعالم لمجابهة هذا الفيروس والانتصار عليه.

وأكد الخبراء الذين تحدثوا لوكالة أنباء ((شينخوا)) على جدية الصين في التعاون الدولي لمحاربة هذا الفيروس، داعين دول العالم أجمع للتفاعل الحقيقي مع المبادرة الصينية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية .

وطالبوا دول العالم أجمع بالاستجابة لدعوة الرئيس شي جين بينغ التي أطلقها في القمة الافتراضية لخوض حرب عالمية شاملة وحازمة ضد فيروس كورونا المستجد الذي لايعرف الحدود ويهدد جميع سكان العالم، كما طالبوا المنظمات الدولية بالإسراع في التعاون مع الصين لتحقيق الأمن الصحي للبشرية كلها، معتبرين دعوة الرئيس شي خارطة طريق للعالم للانتصار على الفيروس.

وشددوا على أن ردة الفعل الصينية السريعة والمسؤولة تجاه هذا الفيروس، وتعاونها مع الجميع أثبتت أن الصين دولة كبيرة تشعر بالمسؤولية الدولية تجاه الدول الأخرى، وتتصرف كدولة صديقة للجميع تسعى لخدمة البشرية كلها.

وأشاد الدكتور جاسم الفلاحي وكيل وزير الصحة العراقي في برنامج بثتة قناة ((العراقية)) المملوكة للدولة عن التصدي لفيروس كورونا، بجهود الصين وتجربتها بالتصدي لهذا الفيروس والانتصار عليه، وبإعلان الرئيس شي السعي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وقال الفلاحي "الرئيس الصيني دعا في تصريحاته المهمة إلى إنشاء النظام العالمي القائم على التعاطف والتعاون، وأعتقد أن الكثير من المفاهيم سوف تتغير لأن ما حصل هو هزة كبيرة للمجتمع الإنساني، ونتمنى أن تحصل تغييرات بخصوص محاربة هذا الفيروس".

يذكر أن الصين شاركت حتى الأن بخبراتها في الوقاية والسيطرة على فيروس كورونا المستجد مع أكثر من 100 دولة وأصبحت التجربة الصينية في التصدي لهذا الفيروس مصدرا مهما للتعامل معه والحد من انتشاره.

وكان وزير الصحة العراقي جعفر علاوي قال يوم أمس الأول "الأربعاء" بحفل افتتاح المختبر البيولوجي الجزيئي الذي انشأته الصين في بغداد لـ (شينخوا) حول دعوة الصين لبناء مجتمع يتمتع بصحة مشتركة للبشرية "إن الصين أثبتت إنسانيتها من خلال التعاون مع الجميع، ونحن مع أي مبادرة إنسانية تطلقها لمحاربة هذا الفيروس".

بدوره قال المحلل السياسي صباح الشيخ "ما قاله الرئيس شي يؤكد جدية الصين وإصرارها على محاربة الفيروس بكل قوة لأنه يشكل التهديد الأول للبشرية جمعاء، فمع الفيروس تتوقف كل الحياة، لذلك تريد الصين إعلان الحرب عليه لانها تسعى لمجتمع عالمي يعيش بصحة وعافية مشتركة".

وتابع "الصين لديها تجربة عظيمة وكبيرة في مجابهة هذا الفيروس، ولم تبخل بخبراتها على أي دولة تطلب المساعدة، والدليل على ذلك نجد الفرق الطبية الصينية ترسل لكل دول العالم لتقديم المساعدات الطبية وتزويدها بالخبرات الصينية التي نجحت في مجابهة هذا الفيروس".

وأشاد الشيخ بدعوة الرئيس شي لإعلان حرب عالمية شاملة على فيروس كورونا، وضرورة تحرك العالم بسرعة لمنع تفشي هذا الفيروس قائلا "هذه الدعوة الإنسانية تؤكد حرص الصين على صحة المجتمع البشري وعلى جديتها في مساعدة كل دول العالم ووضع كل خبراتها وجهودها للتخلص من هذا الفيروس الذي بدأ ينتشر بكثرة في العالم".

من جانبه قال ناظم علي عبد الله، خبير المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية " إن تصريحات الرئيس الصيني في القمة لها وقعها الخاص وذلك كون هذا الفيروس ضرب الصين أولا وبقوة، إلا أنها استطاعت السيطرة عليه والحد من انتشاره بظروف قياسية أذهلت الدول المتقدمة".

وأضاف "تقدمت الصين بمجال مكافحة الفيروس وأصبحت الدولة الأولى التي تمتلك تقينات وبرامج وخطط للحد من انتشاره وتمكنت من إعادة العمل بالنشاط الاقتصادي بنسبة أكثر من 90 بالمائة في حين أنه مازال يشل حركة الكثير من البلدان المتقدمة وبعضها دول العشرين، وبعدها انتقلت لمد يد العون للدول الأخرى، التي تفتقر للتقينات الحديثة بتشخيص المصابين أو تلك التي فاقت الإصابات حدود إمكانيتها بالسيطرة عليه".

وتابع " أن الصين قدمت مثالا رائعا بهذه الأزمة العالمية، ووقوفها إلى جانب كافة الدول التي ضربها الفيروس دون النظر للاختلاف في السياسة والاقتصاد، بل قدمت نموذجا رائعا للتعاون، لأن هذا المرض يهدد مصير الإنسانية كلها ولا يستهدف دولة دون غيرها، ولايمكن السيطرة عليه دون تعاون دولي حازم، وبدأت فرقها الطبية محملة بأحدث الأجهزة والمسلتزمات الطبية تتنقل بين الدول لمساعدتها".

ومضى يقول " شكل التوجه الصيني قفزة نوعية في الدور القادم الذي تلعبه من أجل البشرية والحفاظ على تماسك المجتمع الدولي واستقراره الاقتصادي وهذا واضح في تصريحات الرئيس شي الذي دعا لمزيد من التكاتف والتعاون والاستقرار لسلامة البشرية، وبهذا تفتح الصين عالما جديدا من الرؤية المستقبلية لتلك الأخطار التي تواجه البشرية ولا تتم مكافحتها إلا بالتعاون الكامل مع بقية دول العالم، إذ أنها دعوة إلى نبذ الانقسام والتشرذم الذي قد يفتك بالبشرية".

وخلص إلى القول "إن الصين تؤسس لعقد جديد مبني على نظرية التعاون ومستقبل الإنسانية وهو السبيل الوحيد للعيش المشترك بسلام".

وأعلن قادة مجموعة الـ 20 عدة تدابير لتقليل تبعات فيروس كورونا المستجد، منها ضخ أكثر من 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، كما تعهدوا باتخاذ إجراءات لحماية الأرواح، والحفاظ على وظائف الأفراد ومداخيلهم، واستعادة الثقة، وحفظ الاستقرار المالي، وإنعاش النمو ودعم وتيرة التعافي القوي.