تقرير اخباري: تصعيد عسكري في اليمن عقب الترحيب بدعوة أممية لوقف إطلاق النار في البلاد

2020-03-30 00:25:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

صنعاء 29 مارس 2020 (شينخوا) تصاعدت العمليات العسكرية في اليمن وذلك في أعقاب ترحيب جميع الأطراف المنخرطة بالصراع في هذا البلد بوقف إطلاق النار وخفض التصعيد الشامل الذي دعت له الأمم المتحدة.

وأعلنت جماعة الحوثي اليوم (الأحد) أنها قصفت "أهداف حساسة" في الرياض وأهداف اقتصادية وعسكرية في مناطق سعودية أخرى بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة من دون طيار.

وأوضحت الجماعة أنه "تم قصف أهداف حساسة في الرياض بصواريخ (ذو الفقار) وعدد من طائرات (صماد3)".. كما "تم قصف أهداف اقتصادية وعسكرية في جيزان ونجران وعسير بعدد كبير من (صواريخ بدر) وطائرات (قاصف كي تو)".

واعتبرت الحكومة اليمنية أن هذا القصف يدل على عدم رغبة الحوثيين بالسلام خاصة وأنه جاء بعد تصريحهم بقبول دعوة الأمم المتحدة للتهدئة.

وأدانت الحكومة اليمنية (معترف بها دوليا) بأشد العبارات الاستهداف الإرهابي الجبان من قبل ميليشيات الحوثي على مدينتي الرياض وجيزان بالسعودية.

واعتبرت أن "استمرار مثل هذه الأعمال من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من قبل إيران خاصة بعد تصريحات الميليشيات حول القبول بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتهدئة لمواجهة مخاطر تفشي فيروس كورونا الجديد، يدل على عدم رغبة الميليشيات الحوثية بالسلام".

كما اعتبر التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أن هذا التصعيد يعكس عدم جدية الحوثيين في وقف إطلاق النار وخفض التصعيد.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، بإن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت ودمرت صاروخين بالستيين أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية من (صنعاء) و(صعدة) باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة".

وأوضح المالكي " أن هذا التصعيد من قبل الميليشيا الحوثية لا يعكس إعلان الميليشيا الحوثية بقبول وقف إطلاق النار وخفض التصعيد وجديتها في الانخراط مع الحكومة اليمنية بإجراءات بناء الثقة والوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الانقلاب، وإنما هي استمرار لإستراتيجية إيران بالتزييف والمماطلة لتعميق معاناة الشعب اليمني".

ويأتي هذا التصعيد في حين تدور معارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين في مناطق عدة من اليمن.

وقال مصدر محلي مسؤول اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن معارك عنيفة تدور بين القوات الحكومية والحوثيين في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب( 170 كلم شرق صنعاء).

وأكد أن معارك الـ24 الساعة الماضية أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

ويواصل الحوثيون منذ عدة أيام الضغط عسكريا على أطراف مأرب في محاولة لتحقيق اختراق والتقدم نحو المحافظة النفطية، وإلى مركز المحافظة الذي تتخذه القوات الحكومية مركزا لعملياتها العسكرية ضد الجماعة.

وفي محافظة الجوف (143 كلم شمال شرق صنعاء) قال مصدر عسكري اليوم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن معارك عنيفة تدور بين القوات الحكومية والحوثيين في منطقتي "السليلة، والمهاشمة" في مديرية خب والشعف شمال شرقي المحافظة.

وعلى وقع المعارك على الأرض، شنت قوات التحالف العربي خلال الساعات الماضية عشرات الغارات الجوية ضد أهداف للحوثيين.

وقال المتحدث الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام، إن طيران دول التحالف شنت اليوم 20 غارة جوية وأكثر من 60 غارة يوم أمس (السبت).

وأضاف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية للجماعة" أن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة مرحبة، لكن بإصدار دول التحالف قرارا واضحا بوقف المعارك وأن يترك لليمنيين تقرير مصيرهم".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا، الأسبوع الماضي، الأطراف المتقاتلة في اليمن إلى وقف فوري للأعمال العدائية، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل قصارى جهدهم لمواجهة الانتشار المحتمل لكوفيد-19.

وعقب ذلك رحبت الحكومة اليمنية بدعوة وقف إطلاق النار وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل، وأكد التحالف العربي الداعم لها تأييده ودعمه قرارها بقبول دعوة وقف إطلاق النار.

كما رحب الحوثيون "بدعوات وجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن"، مؤكدين "استعدادهم التام للانفتاح على كل الجهود والمبادرات، في إطار تهدئة شاملة وحقيقية".

ويرى محلل سياسي يمني أن التصعيد القائم يؤكد عدم جدية السير نحو وقف إطلاق النار والسلام عموما.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد الأحمدي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التصعيد على كافة الجبهات مستمر، وأن الإعلان عن الترحيب بوقف إطلاق النار في الإعلام شي، والوضع في الواقع شيء آخر.

واعتبر الأحمدي " أن استهداف الحوثيين للسعودية في هذا التوقيت بالتوازي مع دعوات أممية لوقف إطلاق النار يؤكد عزوف الحوثيين عن الانخراط في هدنة حقيقية لوضع حد لمعاناة اليمنيين والتمهيد لسلام شامل".

وأشار إلى أن تصعيد الحوثي في هذا التوقيت يهدف إلى "الضغط والرضوخ لمطالبها وشروطها".

وتشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أواخر 2014، بين القوات الحكومية مدعومة من السعودية، وبين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

ورعت الأمم المتحدة سلسلة جولات من المشاورات أخرها في ديسمبر 2018، في السويد توصلت خلالها الأطراف اليمنية إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية في الحديدة وتبادل جميع الأسرى والمعتقلين وتفاهمات حول مدينة تعز والملف الاقتصادي ، وتعثر تنفيذ الاتفاق حتى اليوم.

الصور

010020070790000000000000011100001389289861