مقالة خاصة: التعاون الصيني-الأمريكي يساهم في مكافحة كوفيد-19 في العالم

2020-04-01 16:54:44|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بقلم محمد مازن

بكين أول إبريل 2020 (شينخوا) بعد قمة مجموعة العشرين الاستثنائية الافتراضية، توصلت الصين والولايات المتحدة إلى توافق بشأن تعزيز التعاون لمكافحة كوفيد-19، ومن المأمول بشكل واسع أن يشهد التعاون بين الجانبين منعطفا جديدا في المعركة العالمية ضد العدو المشترك.

ووفقا لما ذكره الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في 27 مارس الجاري، فإن المرض لا يعترف بحدود أو قوميات، وأنه عدو مشترك للبشرية، مضيفا أن المجتمع الدولي لا يمكنه دحر المرض سوى من خلال الاستجابة الجماعية.

وأكد الرئيس شي أن العلاقات الصينية-الأمريكية تمر حاليا بمنعطف مهم، مشددا على أنهما سيستفيدان من التعاون وسيخسران من المواجهة.

وردا على ذلك، تعهد الرئيس ترامب ببذل جهود شخصية لضمان قدرة الولايات المتحدة والصين على درء الانحرافات والتركيز على التعاون في مكافحة المرض. وفي الوقت نفسه، أعرب ترامب عن امتنان الولايات المتحدة لتوفير الصين إمدادات طبية لها في مكافحة المرض، وتعزيز التبادلات الطبية والرعاية الصحية على الصعيد الثنائي، بما في ذلك التعاون في البحث عن أدوية فعالة لمكافحة المرض وتطويرها.

وتسبب مرض كوفيد-19 بوفاة أكثر من 42 ألفا على مستوى العالم، وفقا لآخر الأرقام. فيما يقترب عدد المصابين من 900 ألف. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن الأزمة بخلاف أزمة 2008 المالية هي أزمة انسانية. وليس من الضروري فقط ضمان الاستقرار المالي، ولكن أيضا تجنب وقوع الأسر والشركات في أزمات. وقد تعهدت مجموعة العشرين بتقديم 5 تريليون دولار للاقتصاد العالمي.

إن التوافق الصيني-الأمريكي بشأن التعاون في مكافحة كوفيد-19 يأتي بعد تصريحات خبيثة من قبل بعض الساسة المقيدين بعقلية صفرية ضيقة في واشنطن والذين حاولوا استغلال فيروس كورونا الجديد لوصم الصين وتأجيج نظريات "فك الارتباط". وإن محاولاتهم لنشر هذا "الفيروس السياسي" لن تؤدي إلا إلى زرع الفرقة والكراهية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التضامن والثقة.

وفي الواقع رغم الانتقادات الأمريكية للصين حتى خلال ذروة الوباء في الصين، لم تتوقف الشركات والجمعيات والأفراد الصينيون عن تقديم الدعم الإنساني للشعب الأمريكي، الذي يعاني من نقص في الإمدادات الطبية بسبب عدم الاستعداد.

وقد عبر حاكم نيويورك أندرو كومو يوم الجمعة عن تقديره لشركة الاتصالات الصينية ((هواوي)) لتقديمها أقنعة "إن95" وبدلات واقية ونظارات طبية وقفازات. وتبرع جاك ما، مؤسس شركة ((علي بابا )) الصينية العملاقة، في وقت سابق بـ500 ألف مجموعة اختبار ومليون قناع وجه للولايات المتحدة.

وجاء ذلك على الرغم من النهج العدائي الذي اتخذته واشنطن ضد صعود شركات التكنولوجيا الصينية وفرض قيود على صادرات التكنولوجيا وسط النزاع التجاري. وتبادل الأطباء الصينيون أيضا المشورة المهنية مع نظرائهم الأمريكيين في خطوة لا تظهر تجاوز التحيز السياسي والأيديولوجي فحسب، بل تظهر أيضا أن "العلاقات بين الشعبين" لا تزال أساس العلاقات الصينية-الأمريكية.

وفي الوقت الذي اختارت فيه حكومة الولايات المتحدة السخرية من أعمال الوقاية من الوباء في الصين، إلا أنها لم تمنع المنظمات الأمريكية غير الحكومية من مد يد العون إلى الصين. على سبيل المثال، تبرعت منظمة (ميدشير))، وهي منظمة أمريكية غير حكومية للمساعدة الطبية، بـ1.8 مليون قناع 80 ألف بدلة وقائية إلى القنصلية الصينية في سان فرانسيسكو في وقت مبكر يوم 10 فبراير. وتبرعت شركات أخرى، مثل ((كوكا كولا))، بمبالغ إلى الصين للوقاية من الوباء.

غير أن هناك ثمة أسباب داخلية وخارجية وجيهة تدفع إلى تعزيز وتعميق التعاون بين الجانبين كمصلحة مشتركة في التصدي للوباء:

أولا، إن القضاء على الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة جزء مهم جدا من الاستئصال العالمي للوباء. وحتى فجر اليوم (الأربعاء)، أبلغت الولايات المتحدة، التي تتصدر العالم من حيث الحالات المؤكدة ، عن إصابة 188172 حالة إلى جانب 4076 حالة وفاة، بحسب تحديث مركز علوم وهندسة النظم بالجامعة.

ثانيا، إن مكافحة الوباء في الخارج يخدم في العموم جهود الوقاية من المرض والسيطرة عليه في الصين، وإلا سيتحول الوباء المستورد كمهمة رئيسية طويلة الأمد للصين في جهود مكافحة الوباء والسيطرة عليه في الداخل.

وتعاني الصين الآن بعد نجاحها في احتواء الوباء محليا تقريبا، من مشكلة الحالات الوافدة. وفي أحدث الأرقام، سجلت الصين يوم الثلاثاء 36 حالة جديدة مؤكدة بكوفيد-19، من بينها 35 حالة وافدة من الخارج، مما رفع إجمالي الحالات الوافدة إلى 806. كما يخضع ما إجماليه 1541 مريضا مصابا بكوفيد-19 لم تظهر عليهم أعراض للملاحظة الطبية في الصين حتى نهاية يوم الاثنين، ومن بينهم 205 حالات وافدة، حسبما ذكرت لجنة الصحة الوطنية يوم الثلاثاء.

ثالثا، الصين والولايات المتحدة أكبر اقتصادين في العالم، وتمثل كل منهما للأخرى شريكا تجاريا مهما. ولذلك، فمن المهم الحفاظ على التبادلات الاقتصادية والتجارية الوثيقة، وتنفيذ اتفاق المرحلة الأولى التجاري بينهما.

ومن المؤكد أن تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي من أجل استقرار الأسواق والحفاظ على النمو وحماية مستوى معيشة الشعوب وضمان انفتاح سلاسل الإمدادات العالمية واستقرارها وسلامتها يمثل مصلحة مشتركة لهما والعالم أجمع.

وفي العقود الماضية، لم ينفصل التطور السريع للاقتصاد الصيني عن السوق الأمريكية، ويتوقع أن يستمر ذلك لمدة طويلة في المستقبل، ولا يمكن للشركات الصينية أن تخسر السوق الضخمة للولايات المتحدة، وكذلك الأمر للشركات الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالسوق الصينية الضخمة، لذلك عندما تطلب الولايات المتحدة مساعدة الصين، فإن الصين لن تقف موقف المتفرج.

وفي الفترة القادمة، من المرجح أن يكون الجزء الأكثر أهمية في أعمال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها في الصين هو تصدير مواد الوقاية من الوباء وتقديم تجربتها في مكافحة الوباء إلى البلدان الأجنبية. ومن شأن توسع الدور الصيني في هذا الشأن أن يساعد الدول الأجنبية على الخروج من صعوبة الوقاية من الوباء ومكافحته، وتحقيق الهدف النهائي المتمثل في القضاء على الوضع الوبائي العالمي.

وذكرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية يوم الاثنين أن قطاع التصنيع في الصين حقق تقدما مطردا فى استئناف الإنتاج، حيث استأنفت 98.6 بالمائة من الشركات الصناعية الرئيسية فى جميع أنحاء البلاد العمل.

تعد مواجهة مرض كوفيد-19 مهمة إنسانية للصين والولايات المتحدة، وهي أيضا عمل إنساني إيجابي لمستقبل العصر الجديد للوقاية من الأوبئة.

وفي الوقت نفسه، من الإيجابي للصين والولايات المتحدة إعادة بناء الثقة. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو صعبا أحيانا، إلا أنه خيار ضروري.

الصور

010020070790000000000000011100001389381741