مقالة خاصة: اقتصاديون يدعون إلى تحرير التجارة لمكافحة كوفيد-19 وسط حمائية متزايدة

2020-04-03 15:09:51|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 2 أبريل 2020 (شينخوا) مع تزايد المشاعر الحمائية المناهضة للعولمة خلال وباء كوفيد-19، حذر اقتصاديون من خطر القيود التجارية، قائلين إن مثل هذه الإجراءات ستعيق الجهود العالمية لمكافحة الأزمة.

وأظهر تقرير حديث منظمة مرصد التجارة العالمية، وهي مبادرة لرصد السياسات التجارية، أن أكثر من 20 دولة اتخذت خطوات لحظر أو تقييد تصدير المعدات الطبية والأدوية، مما يشير إلى تزايد الحمائية في جميع أنحاء العالم في وقت حرج.

وقال آديتيا ماتو، كبير الاقتصاديين لمنطقة شرق آسيا والباسيفيك في البنك الدولي، إنه من المفهوم بعض الشيء أن تفرض الدول قيودا على الصادرات، لكن هذه الإجراءات "تؤدي دائما إلى نتائج عكسية".

وقال ماتو ردا على سؤال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إذا فرضت كل دولة قيودا، فإن الأسعار العالمية سترتفع أكثر من المقدر لها. ويمكن أن ينتهي الأمر إلى سياسة الانهزام الذاتي".

وقال الخبير الاقتصادي في البنك الدولي إن مثل هذه الإجراءات ستضرب تلك الدول التي تعتمد على الإمدادات الطبية بشكل ماس، وخاصة الدول الفقيرة، التي تستورد الكثير من الأدوية وأجهزة التنفس والأقنعة، مثل لاوس وميانمار.

وشاطره في الرأي كثيرون بما في ذلك تشاد باون، الباحث البارز بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، الذي قال إن قيود التصدير التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بعض المنتجات الطبية يمكن أن "تعرض أنظمة الرعاية الصحية للخطر" في الدول النامية في أوروبا الشرقية وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، والتي تعتمد على الكتلة في الإمدادات الطبية.

وكتب باون في تحليل حديث أن الرأس الأخضر، على سبيل المثال، تستورد 91 في المائة من واقيات الوجه والقفازات الطبية من الاتحاد الأوروبي. "إذا تم قطع هذه الإمدادات الطبية من جانب الاتحاد الأوروبي، فإن النقص في هذه المنتجات يمكن أن يحد من جودة الرعاية المتاحة لمرضى فيروس كورونا الجديد ويترك المهنيين الطبيين في خطر".

وقال دان إيكنسون، مدير مركز هربرت ستيفيل لدراسات السياسة التجارية التابع لمعهد كاتو، "نحن نتاجر لنتمكن من الانتقال من حالة الكفاف إلى الوفرة. وعندما نقيد التجارة، فإننا نحد من نطاق التخصص وعندما نحد من نطاق التخصص، فإننا ننتج ونستهلك (ونوفر) أقل مما نستطيع".

وقال إيكنسون في مقال بعنوان "الحمائية تقتل" نشر يوم الأربعاء "هذا صحيح بغض النظر عن المنتجات أو الخدمات المقيدة وبغض النظر عن المبررات التي قدمها صانعو السياسة لهذه القيود".

وحثت جينيفر هيلمان، وهي باحثة كبيرة في التجارة والاقتصاد السياسي الدولي في مجلس العلاقات الخارجية، الدول على عدم فرض رسوم جمركية أو قيود على الصادرات بحيث "يمكن أن تنتقل الإمدادات المطلوبة إلى الأماكن التي تحتاج إليها".

وليست القيود الجديدة فقط هي التي تقلق الاقتصاديين، بل القيود القائمة أيضا. وفي مدونة سابقة، جادل باون بأن تعريفات إدارة ترامب على المنتجات الطبية الصينية قد تساهم في النقص وارتفاع تكاليف المعدات الحيوية في وقت الأزمة الصحية على الصعيد الوطني.

وكتب باون: "في العامين الماضيين، أجبرت سياسة ترامب الصين على تحويل مبيعات هذه المنتجات-- بما في ذلك معدات الحماية للأطباء والممرضات ومعدات التكنولوجيا الفائقة لمراقبة المرضى --من الولايات المتحدة إلى أسواق أخرى".

وأضاف "الآن تواجه المؤسسة الطبية الأمريكية مشاكل تلوح في الأفق فيما يتعلق باستيراد هذه الضروريات من دول أخرى، والتي قد تمنعها لمواجهة أزماتها الصحية الخاصة".

وأشار باون إلى أن إدارة ترامب وافقت في 10 مارس و17 مارس على رفع الرسوم على العديد من الإمدادات الطبية الصينية.

في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن الحكومة الأمريكية تفكر في تقييد الوكالات الفيدرالية من شراء الإمدادات والمعدات الطبية الأجنبية، مستشهدة بـ" بقانون المشتريات الأمريكي"، مما أثار انتقادات شديدة.

وقال إيكنسون: "سيكون ذلك خطأ. وباعتبارها مسألة عامة وخاصة أثناء الوباء فإنه يتعين على البيت الأبيض أن يتجنب الإجراءات التي تقف ضد حصول الأمريكيين على الإمدادات الطبية عالية الجودة".

واتفق معه في الرأي باون، قائلا إن "الحمائية التجارية، سواء كانت تحد من الواردات أو الصادرات أو تطبق لوائح" الشراء المحلي"على مشتريات المستشفيات من شأنها أن تحنق خطوط الإمداد الأساسية وترفع الأسعار وتؤدي إلى ارتفاع التكاليف".

وفي إشارة إيجابية، أعلن وزراء التجارة في أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي وميانمار ونيوزيلندا وسنغافورة مؤخرا التزامهم بالحفاظ على سلاسل التوريد مفتوحة ومتصلة.

وقال باون "هناك حاجة إلى المزيد من هذه الالتزامات والإجراءات السياسية، وخاصة من قادة الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين".

وقال ماتو "هذا هو الوقت الذي يجب أن تعمل فيه الدول سويا لمكافحة المرض والحفاظ على التجارة مفتوحة، ليس فقط في هذا الوقت السئ، ولكن أيضا لجني فوائد التجارة في الوقت المناسب من الانفتاح الذي ساعد العالم".

وأضاف أن" اللقاح الأكثر فعالية ضد هذا التهديد الخبيث هو التعاون الدولي والتجارة ترياق ممتاز".

الصور

010020070790000000000000011100001389439041